اليوم العالمي للتمريض يكشف مشكلة الممرضات السعوديات في التعامل مع المدمنات

مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة : الاحتفال يهدف الى تفعيل دور التمريض وإبراز أهميته

TT

كشف اليوم العالمي للتمريض 12 مايو (أيار) عن قصور التمريض السعودي في تعليم الممرضات كيفية التعامل مع المدمنات وذلك بسبب عدم وجود مستشفى يضم هؤلاء الفتيات على عكس المدمنين بمستشفى الأمل. وتقول إيمان الهوساوي، 22 عاما، ممرضة بمستشفى العيون، الحاصلة على لقب الممرضة المميزة لعام 2006 مع مجموعة من زميلاتها وزملائها البالغ عددهم 39: «أشفقت كثيرا للمدمنين والمدمنات، وكم أحببت أن أتعلم تمريض هذه الفئة عندما زرتهم يوما، ولكن تلك المجالات ما زالت بعيدة خاصة فيما يتعلق بالمدمنات من قبل ممرضات سعوديات». وتشاركها الممرضة (هـ. محمد) 27 عاما، وترى أنه لا بد من إعادة النظر في حق المدمنات خاصة السعوديات بدلا من «زجهن في غرف مرضى النفسيين»، وتضيف «إن التعامل معهن من قبل الممرضات يختلف تماما مع التعامل مع مريض عضوي». بينما تعلق الأستاذة سنية عبد الخالق محاضرة بكلية العلوم الصحية قسم التمريض ورئيسة الكلية سابقا قائلة: «تدرس الطالبات التمريض بصفة عامة، والإدمان يدخل كجزء بسيط ومختصر ضمن محاضرات صحة المجتمع، لكن أن تتعامل الممرضة السعودية بطريقة مباشرة مع مدمنات في مستشفى خاص لهن ما زال الموضوع بعيدا في الطرح والدراسة، لأن هؤلاء المدمنات يعالجن في أقسام الصحة النفسية إلى يومنا هذا».

وتضيف بأن الكلية تخرج ممرضة عامة تستطيع الدخول الى جميع أقسام المستشفيات، وإذا أرادت التخصص في مجال ما عليها بالدراسة لاحقا في الخارج. وحول أكثر الأقسام الطبية التي تجد اقبالا من الممرضات السعوديات تقول «النساء والولادة، والأطفال، ولكن نرغبهن في الالتحاق بالأقسام الباطنية والجراحة والعناية المركزة، لأن التوازن بين الحاجة والاحتياج مطلوب».

وترى أستاذة التمريض بالكلية الصحية بجدة حنان لبد أن الإقبال في الالتحاق بكليات التمريض في ازدياد عاما بعد عام، هذا ما شجعهن لفتح قسم «القبالة» أسوة بالدول المتقدمة، وتعني كما تقول «الاهتمام بالأم قبل الحمل وأثناء الحمل وأثناء الولادة وما بعدها والعناية بالطفل من الناحية الصحية».

وتضيف «إن ما يميز القابلة ـ وهي من تمارس مهنة القبالة ـ حبها الشديد بالطفل وإيمانها الدائم بالأمل، لأنها تهتم بهذا الطفل قبل أن يخلق وتضع له برنامجا صحيا».

وتتفق معها شادية خوج أستاذة تمريض بالكلية، وهي الأخرى حائزة على لقب الممرضة المميزة وصار لها ما يقارب 20 سنة في مجال التمريض، وتقول «إن نظرة المجتمع تغيرت، والرجل السعودي صار على قدر كبير من الوعي والثقافة بأهمية مهنة التمريض، لأن الحاصل أن كلنا نحتاج الممرضات يوما من الايام وعندها نؤمن بهذه المهنة»، وتضيف مستشهدة بتغير النظرة، قائلة «الدليل أن معظم الممرضات متزوجات».

وكان قد حضر عدد كبير من الممرضات والممرضين للاحتفال باليوم العالمي لمهنة التمريض الذي احتفلت به مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة صباح أمس يوم السبت، وألقت الأستاذة رجاء جاد الحق كلمتها قائلة >إن مهنة التمريض في مملكتنا قفزت خطوات ملحوظة في الكم والكيف خلال فترة زمنية قياسية، وكما معروف أن هذه المهنة يعمل بها عدد كبير من المواطنين والمتعاقدين مما دعا التمريض بالوزارة والإدارات التمريضية بجميع المحافظات الى وضع استراتيجية للنهوض بمستوى هذه المهنة».

كما أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور عبد الرحمن خياط ان الاحتفال بهذه المناسبة يهدف الى تفعيل دور التمريض وإبراز أهميته في مجال سلامة المريض، وأضاف «إنها مهنة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون مهنية حيث يؤدي التمريض دورا فعالا في الرقي بالمستوى الصحي لجميع أفراد المجتمع لكونه العامل الأكثر حسما لجودة العناية المقدمة وتوعيتها، وهو العنصر الذي يسعى نحو تحقيق هدف الرعاية الصحية الكاملة للفرد بما يتماشى مع الدين الإسلامي».