عدم وجود مراقبات يجعل المشاغل النسائية خارج الاشتراطات الصحية

طبيبة تحذر من انتقال أمراض معدية بواسطة «البديكير والمنيكير»

TT

حذرت طبيبة مختصة في الأمراض الجلدية من خطورة انتقال بعض الأمراض المعدية عن طريق الأدوات المستخدمة لأكثر من مرة في صالونات التجميل. وقالت البروفيسورة أحلام فهمي استشارية الأمراض الجلدية بمستشفى بخش: إن هناك خطراً حقيقياً وجدياً يتهدد السيدات من جراء لجوئهن لخدمات محلات التجميل التي لا تلتزم بمعايير عالية في تعقيم وتنظيف الأدوات المستخدمة. ويأتي هذا التحذير في وقت تعكف فيه الجهات المختصة على استحداث مراكز وإدارات نسائية لتشديد الرقابة على خدمات صالونات التجميل النسائية للحد من الأضرار المترتبة على نشاطها الذي يفتقر لأبسط الضوابط الصحية في أحيان كثيرة.

وأكدت الدكتورة أحلام فهمي بأن استخدام الأدوات عينها لأكثر من سيدة يزيد في إمكانية نقل الأمراض، بقولها «هناك أمراض كثيرة تنتقل بهذه الطريقة، أهمها وأخطرها على حد سواء الأمراض الفطرية، وهي معدية جداً وفي حالات كثيرة تعدي السيدة التي تصاب بها بقية الأسرة، والمخالطين لها، وقد وقفنا على حالات كثيرة أصيبت بفطريات وأمراض بسبب أخطاء صالونات التجميل، خاصة فيما يطلق عليه «البديكير والمنيكير» وعلى السيدة التنبه إلى تغير لون الظفر أو شكله، أو انقسامه لأن هذا يعني إصابتها بالفطريات وهي حالة شائعة نتيجة استخدام الأدوات الملوثة وهناك أمراض كثيرة يمكن أن تنتقل عدواها بالطريقة ذاتها».

ونصحت فهمي أي سيدة تود اللجوء لخبيرة تجميل للقيام بهذه الخدمات باختيار خبيرة متمكنة ومحترفة، وأن تأتي بأدواتها الخاصة في حال لم يكن الصالون يستخدم الأدوات للاستعمال لمرة واحدة فقط، وقالت «حتى الفوطة أو المنشفة الصغيرة التي تعطيها خبيرة البوديكير للسيدة لتجفف بها قدميها قد تكون ملوثة بجراثيم وفطريات وبكتيريا تنتقل بالتالي إلى السيدة، وإن كانت تبدو في غاية النظافة، ولا حظي أن هناك بعض الأدوات الحادة التي تستخدم لإزالة الأظافر والأنسجة الزائدة بين اللحم والظفر، قد تؤدي إلى جرح السيدة وحصول نزف دموي بسيط وبالتالي نقل بعض الأمراض الخطيرة من خلال الجروح». وعلى الرغم من التحذيرات التي يطلقها الأطباء والمختصون من خطورة استخدام نفس الأدوات في عملية «البديكير والمنيكير» لأكثر من سيدة، والإمكانية العالية لانتقال بعض الأمراض الخطيرة بهذه الطريقة من بينها فيروس نقص المناعة المكتسب «الايدز»، إلا أن الكثير من صالونات التجميل النسائية لا تزال تستخدم الأدوات نفسها، في ظل إقبال السيدات على هذه الخدمات بسبب انتشار صالونات التجميل وتدني أسعار خدماتها.

من جهته كشف الدكتور بشير أبو نجم، مدير مراقبة الأغذية بالإدارة العامة للأسواق بأمانة جدة، عن عدم وجود أي نوع من الرقابة الصحية للصوالين والمشاغل النسائية، قائلا «قد يفاجأ الكثيرون بما سأقوله، لكن ليس هناك أي نوع من الرقابة أو الاشتراطات الصحية من قبل الأمانة فيما يخص هذه الصوالين، والسبب أنها تزاول عملها برخصة مشغل وليس برخصة صالون أو مركز تجميل، إلا أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تدرس وضع اشتراطات جديدة لضبط عمل الصوالين النسائية وتنظيمها»، وتابع «كما أن المراقبة والمتابعة للصوالين تستلزم وجود موظفات بمسمى مراقبات صحيات لمزاولة هذا العمل، الذي لا يستطيع موظفو الأمانة الرجال أداءه».وأضاف «الخبر السار هو أن الأمانة الآن تقوم بالإجراءات النهائية لاستكمال مشروع لتوظيف مراقبات صحيات، سيرى النور في الفترة القريبة القادمة، وهذا من شأنه حماية السيدات اللاتي يلجأن لخدمات هذه الصوالين في ظل ارتفاع وتيرة المنافسة فيما بينها وعدم اهتمامها بمبادئ النظافة والسلامة والتطهير».

المسؤولة بإدارة الرعاية الصحية الأولية للأمراض المعدية بجدة، الدكتورة نعيمة أكبر، من جانبها قالت «دورنا كرعاية صحية أولية، وجهة تابعة لوزارة الصحة، يقتصر على التوعية فقط، وليس من صلاحياتنا اتخاذ القرارات أو سن التشريعات التي تقنن عمل هذه المحلات»، وأضافت «ومع هذا نحن مقتنعون بأن الأمراض التي تنتقل عن طريق صالونات التجميل النسائية التي لا تلتزم بمقاييس السلامة والتعقيم كثيرة وخطيرة، بل ان من أخطرها الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كالالتهاب الكبدي بأنواعه، ومرض نقص المناعة المكتسب «الايدز»، وكذلك عن طريق إبرة التاتو أو الوشم في بعض المحلات، وكما قلت كل ما نستطيع فعله هو تكثيف حملات التوعية والتثقيف الصحي بهذه المسائل من خلال المدارس، وأماكن التجمعات النسائية».

من جانبها، أكدت أخصائية التجميل فادية رجب وقوع أخطاء من هذا القبيل بقولها »هناك صالونات تستخدم الأدوات نفسها لكل العميلات وتهمل في تنظيفها ما يؤدي إلى إصابة السيدة بالفطريات أو أمراض أخرى، لكن برأيي يمكن أن يتم استخدام الأداة نفسها لأكثر من سيدة ما دمنا نقوم بتطهيرها بعد كل استخدام، وهذا أمر متبع في كثير من دور التجميل على مستوى العالم وليس لدينا فقط».