أمير الباحة ونائبه يشيدان بقرار فتح جامعة الباحة

المنطقة تودع هجرة السكان لأمهات المدن

TT

أنهت جامعة الباحة التي أقرها خادم الحرمين الشريفين أخيرا معاناة أكثر من أربعة الآف طالب، بحسب مطر أحمد رزق الله، مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة، المتوقع تخرجهم في الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي في المنطقة. وكان قبول الطلاب محصورا في السنوات الماضية بين كلية المعلمين والتقنية والمجتمع، وبنسب لا تحقق تطلعات وأعداد الخريجين ورغبتهم في تنوع التخصصات، وهو أحد أسباب الهجرة السكانية من الباحة إلى أمهات المدن بحثا عن الكليات الجامعية.

وأكد رزق الله أن لقاء تم في اليوم التالي من إعلان الجامعة ضم أكثر من 400 طالب من الصف الثالث ثانوي من ثانويات المنطقة، مع عمداء الكليات بالباحة، حيث بحث الجميع فرص التعليم الجامعي، فكانت جامعة الباحة حلا لكل المشاكل التي كانت تعترض الطلاب وهم يكملون مسيرتهم العلمية بعد الثانوية العامة.

من جانبه أكد الأمير محمد بن سعود، أمير الباحة، ونائبه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، أن هذه الجامعة التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين، كانت حلم أبناء المنطقة، واليوم أصبحت حقيقة سعد بها كل أب وأم، كما سعد بها أكثر من 100 ألف طالب وطالبة، كان أكثرهم يتحمل عناء السفر في سبيل الحصول على فرص لإكمال دراستهم الجامعية في التخصصات، التي كانت تنقص المنطقة. وأكدا بأن الجامعة ستوفر مناخا تعليميا لطلاب المنطقة والمناطق المجاورة وبالتالي ستنعش الحركة التنموية التي تعيشها المنطقة في شتى المجالات، إلى جانب الاستقرار الذي سيعزز الهجرة العكسية إلى المنطقة التي يتوقعها المراقبون.

من جهته، أوضح الدكتور حامد متولي، عميد كلية المجتمع، بأن اهتمام القيادة كان كبيرا بالتعليم الجامعي في المنطقة تمثل في فتح كلية مجتمع تابعة لجامعة أم القرى استقطبت مئات الطلاب في عدد من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل من حملة الدبلوم، وفي هذا العام أعلنت القيادة الكريمة اعتماد ثلاث كليات علمية تقف إلى جانب المجتمع والمعلمين والتقنية، ثم جاءت التباشير بإعلان الموافقة على جامعة بالباحة، وبالتالي فإن هذه الجامعة سوف تجمع شتات التعليم الجامعي، كما ستتيح الفرصة لمواصلة التعليم العالي لأبناء المنطقة لما بعد البكالوريوس، وقال «كنت متفائلا بمتابعة أمير المنطقة ونائبه وجهودهما الحثيثة نحو إيجاد هذا المرفق التعليمي، الذي يعول عليه في الحد من هجرة الأبناء والبنات بحثا عن التعليم الجامعي في التخصصات غير المتوفرة سابقا، ولنا أمل كبير بأن نرى في القريب العاجل قيام المدينة الجامعية التي تشغل مساحة ثلاثة ملايين متر مربع على طريق العقيق، التي ستحل مشكلة المباني الجامعية وستكون واجهة لمدخل الباحة من جهة المطار إلى جانب كلية التقنية التي شيدت اخيرا وأصبحت جاهزة لاستقبال الطلاب العام الدراسي المقبل».

أما إبراهيم بن سعيد البراهيم، مدير تعليم البنات، فقد زف التهنئة لقرابة أربعة آلاف طالبة في الثالث ثانوي في مدارس تعليم البنات في المنطقة إلى جانب المناطق المجاورة، وقال إن هذه الجامعة تشكل رافدا مهما في تنمية المنطقة، يضاف إلى ما تحقق من إنجازات في تعليم الفتاة، الذي تمثل في وجود كليات جامعية بقسميها العلمي والأدبي، التي تحتضن أكثر من ستة الآف طالبة، وفق مدير عام الكليات صالح حامد الغامدي، الذي أشار إلى أنه تم اخيرا تشييد مبنى حكومي نموذجي في ضواحي الباحة يتوقع قريبا الاستفادة منه لصالح هذه الكليات فضلا عن مئات المتخرجات اللاتي انضممن إلى ميدان التربية والتعليم في مدارس المنطقة والمناطق الأخرى ليسهمن في تعليم البنات العلوم النافعة في إطار اهتمام الدولة بتعليم الفتاة وتأهيلها لميادين العمل التي تتفق ومكانتها في المجتمع في ظل الشريعة الإسلامية وآدابها التي تعطي المرأة حقها في الحياة الكريمة.

وأعاد إبراهيم عباس، عضو مجلس الباحة البلدي، للأذهان، معاناة طلاب المنطقة وطالباتها وأسرهم عندما كان الجميع يحمل هم التخرج والبحث عن فرص دراسية مما يضطرهم للنزوح والانتقال إلى أمهات المدن لإكمال دراستهم الجامعية، إذ كان التعليم محصورا على الدراسة في التعليم العام وكلية متوسطة بعد معهد معلمين اقتصرا على تخريج معلمين وللمرحلة الابتدائية فقط. وما أن نال التعليم اهتمام أمير المنطقة ونائبه، حتى جاءت كلية الباحة الأهلية العلمية لتكسر الحاجز النفسي لدى الطلاب والطالبات، ثم جاء الغيث يبشر بكليات جامعية للبنات وأخرى للبنين، ثم يتوج هذه الجهود موافقة خادم الحرمين الشريفين على فتح جامعة جاءت في الوقت المناسب.