أفضل شواطئ الخليج العربي يشهد 35 حالة غرق في عام واحد

شاطئ نصف القمر.. مغطس الموت

TT

شاطئ نصف القمر أو كما يحب أن يسميه أبناء المنطقة الشرقية «الهاف مون» موقع سياحي بامتياز يجتذب عددا كبيرا من العائلات إليه في موسم العطل على مدار العام سواء في الصيف أو الشتاء نظراً لصفاء مياهه وجمال رماله، لذا تحرص العائلات على التنزه فيه مما يجعل من الصعوبة إيجاد مكان شاغر فيه في عطل نهاية الأسبوع مثلاً. هذا الشاطئ بكل جمالياته وجذبه للزوار إلا أنه يعتبر شاطئ الموت الأول، ففي مياهه تسجل أعلى نسب الغرق والوفيات في الشواطيء السعودية.

عندما تجول على الشاطئ لن تجد لوحة إرشادية تمنع السباحة لأن السباحة مسموح بها في هذا الشاطئ وقد يكون هذا هو سبب المشكلة أن السباحة مسموح بها ولا يوجد خطر على ممارسها إلا من نفسه، ففي شاطىء نصف القمر الخطر من السباح نفسه وليس من البحر.

تعتبر مياه شاطئ نصف القمر مياهاً صافية جداً ومن أفضل المواقع لممارسة السباحة كما أن مياه الخليج على هدوئها أشد هدوءاً في هذا الموقع ولكن ما هو السبب الذي يجعل عدد حالات الغرق مرتفعة في هذا الموقع بالذات؟.

يقول العميد محمد سعد الغامدي رئيس الشؤون العامة بحرس الحدود في المنطقة الشرقية: المكان جيد للسباحة لكن عدم التقيد بوسائل السلامة هو الذي يجعل حالات الغرق مرتفعة بشكل واضح وبشكل يدعو للقلق، فكثير من حالات الغرق تكون لأطفال أهمل ذووهم رقابتهم مما جعلهم يتعرضون لخطر الغرق أو الموت.

ويضيف «سجلنا في حالات غرق لشباب يجيدون السباحة فلم يكن لديهم مشكلة في السباحة إنما كان الخطأ الذي وقعوا فيه هو الإيغال في العمق، ففي حين يفترض بمن يمارس هواية السباحة في البحر أن يسبح بشكل مواز للشاطئ تجد هذا الشاب يسبح بشكل عمودي ويبتعد كثيراً عن الشاطئ مما يجهده في طريق العودة فتحدث حالة الغرق».

ويؤكد العميد الغامدي نقطة أخرى تسبب الوفاة وهي عدم طلب المساعدة من رجال حرس الحدود مباشرة عند اكتشاف حالة الغرق حيث يحاول كثير من مرتادي الشاطئ إنقاذ الغريق بأنفسهم فإذا يئسوا من إنقاذه طلبوا المساعدة وهم بهذا التصرف يستنفدون صمود الغريق وفرص بقائه حياً.

يقول الغامدي: المدة الزمنية التي يمكن أن يبقى الغريق فيها حياً لا تتجاوز الثماني دقائق بعدها يستحيل أن تكون لديه فرصة حقيقة للبقاء على قيد الحياة. هذه المدة القصيرة في عمر الغريق يستنفدها البعض في محاولة إنقاذه بطريقة بدائية في حين يؤجل الطرق الصحيحة لإنقاذه التي هي قوارب الإنقاذ حيث يحاول البعض نقل الغريق عبر الماء إلى الشاطئ وعندما ييأس يطلب المساعدة وتكون الفرص تضاءلت بشكل كبير إن لم تكن أنعدمت أصلاً.

في العام الماضي سجل مركز حرس الحدود في شاطئ نصف القمر35 حالة وفاة كان معظمهم من الأطفال، بينما تم إنقاذ 387 غريقا بمعدل غريق يومياً تقريباً فيما سجل المركز خلال الفترة الماضية هذا العام إنقاذ 13 حالة غريق فقط فيما لم تسجل إية حالة وفاة والذي يعتبره أفراد المركز انجازاً ليس لهم فقط، إنما لمرتادي الشاطئ حيث زاد الوعي بأهمية مراقبة الأطفال أثناء التنزه على الشاطئ وكذلك طلب المساعدة في الوقت المناسب إنما يبقى هناك هم كبير وهو فترة الصيف التي يزيد فيها زوار الشاطئ بشكل كبير جداً، خصوصاً من خارج المنطقة الشرقية وبسبب ذلك تزداد حالات الغرق والوفاة.