عجلة الزواج الجماعي في الأحساء تتلمس دفعا من رجال الأعمال

أحمد البو حسن: المهرجان ناجح بجهود أهالي القرية وأولياء أمور العرسان

TT

يبقى الزواج الجماعي فكرة اجتماعية دينية اقتصادية كبرى لاقت استحسان المجتمع الأحسائي الذي منه انبعثت وتعدت إلى المدن الأخرى والدول المجاورة. فبات من أكبر المهرجانات التي تقام سنوياً أوقات العطلة الصيفية، ولاقت هذه الفكرة رواجاً أكثر في قرى الإحساء من مدنها، وربما يعود ذلك لبساطة فتيات وشباب القرى والأرياف وزهدهم فيما يثار في حفلات أعراس المدينة من صخب الضيافة وضجة الصالات واستطاعت أن تحقق العديد من المكاسب للأفراد وللمجتمع.

مهرجان الزواج الجماعي في بلدة الشعبة إحدى قرى محافظة الأحساء والذي كانت بدايته منذ ما يقارب سبعة عشر عاماً من عام 1413هـ، واحد من تلك المهرجانات، وقد التحق فيه 20 من العرسان الذكور والإناث، إلى أن تطور عبر السنوات المتتالية فوصل هذا العام إلى ما يقارب 194 من الجنسين.

«الشرق الأوسط» التقت برئيس مهرجان الزواج الجماعي ببلدة الشعبة أحمد هلال البوحسن وأجرت معه هذا اللقاء حول أهداف المهرجان وكيفية تنظيمه والتنسيق بين العرسان وعن بداياته وأنشطته وبرامجه واللجان العاملة به وبعض المحاور الأخرى، وفيما يلي نصه:

* في البداية نود أن تحدثنا كيف انبثقت فكرة الزواج الجماعي ببلدة الشعبة؟ ـ بدأت فكرة الزواج الجماعي بالشعبة عام 1413هـ بعدما برزت بعض الأوضاع التي ربما تتنافى وقيم الدين والخلق السليم.

> وما هي تلك الأوضاع في نظرك؟

ـ في الحقيقة هناك عدة أمور لا تتفق مع تعاليم الإسلام السمحة والتي برزت في المجتمع مثل الكلفة الباهظة في الإنفاق، كالمهر، والحفل وتوابعهما، وما يستجد من تقليد عبر قنوات التلفزة وغيره، إضافة إلى ظهور التعب والإعياء لبعض الأسر قليلة الأفراد بسبب أشغال الزواج، مما يضطر العريس لاستئجار عمال للمساعدة وبذلك تزداد كلفته المادية، هناك أيضاً التفكك الأسري وتنامي الطبقة الاجتماعية، وتأخر الزواج لدى الكثير من أفراد المجتمع غير القادر على تحمل مصاريف الزواج، مما يؤثر سلباً على استقرار وسلامة الفرد والمجتمع، والوضع الاقتصادي بشكل عام والتفكير في الحلول المناسبة لبعض جوانبه.

> لكن هناك من يقول بأن فكرة الزواج الجماعي كانت مطبقة في قرى مجاورة لكم؟

ـ بالتأكيد ظهور أول بادرة زواج لـ 19 عريسا بمنطقة الجش، سمعنا عنها عندما كنا بزيارة لأحد الأصدقاء هناك، وكان ذلك في عام 1411هـ ربما كل هذا دفع أخوتنا بالقرية بمبادرة من الأخ يوسف الخلف كما أفاد في تبني هذه الفكرة المباركة وثلاثة معه وهم ناصر عواد البراهيم وعلي حسين الخليف وعبد الله عبد الله بوفهيد.

> كيف كان إقبال الشباب المقدم على الزواج في بداية الأمر على الاشتراك في مهرجانات الزواج الجماعي؟

ـ البداية جيدة إلى حد ما، إلا أن الفكرة كونها جديدة وليست بمستوى التخطيط، لذا فإنها لم تستوعب الكثير وكان الإقبال قليلاً.

> وكم عدد عرسان المهرجان الأول وإلى كم وصل هذا العام؟ ـ في العام الأول 1413 بلغ عددهم 20 ما بين ذكر وأنثى، وفي هذا العام تجاوز عددهم الـ 194 من الطرفين.

> وهل هناك أنشطة وبرامج تقدم من المهرجان لتشجيع العرسان للالتحاق؟ ـ منهجياً لا يوجد، لكن في عام 1416هـ وتحديداً في المهرجان الرابع، ومن خلال اللجنة الإعلامية آنذاك انبثق منها ما يقرب من تسع مجموعات من ضمنها مجموعة أعطيناها اسم «التوعية»، وكان عملها زيارة التجمعات الأهلية أو الشبابية لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الزواج الجماعي وعن العاملين فيه، لتشجيع الجميع على الإلتحاق به وهذا إلى حد ما أعطى الثقة، إضافة إلى تقديم بعض المسرحيات الهادفة وبعض الكلمات والقصائد المشجعة، ومثل هذا الدور ما زال ولكن بشكل أقل من البداية، من خلال بعض الخطباء أحياناً ومن المسجد حين الإعلان عن بدء التسجيل من قبل اللجنة، بالإضافة لبعض اللوحات التي يقوم بها الإعلان واللجنة الإعلامية. > كيف يتم التنظيم للمهرجان؟

ـ يتم التنظيم للمهرجان وفق جدول زمني يضعه مجلس الإدارة ضمن مرئيات معتمدة سلفاً بالتشاور مع مسؤولي اللجان من حيث المكان والزمان، ومن ثم يتم توزيعه على كل مسؤولي المهرجان وعليه أن يأتي في الموعد المعد، وفي كل جلسة تعتمد ورقة عمل على الجميع العمل بموجبها ضمن متطلبات عمله. > كيف تتم عملية التنسيق بين العرسان؟ ـ التنسيق بين العرسان يتم ضمن الإطار الذي تحدثت عنه مسبقاً وعبر مسؤول «لجنة الآباء والمعاريس».

> وما هي أبرز اللجان المشتركة بالمهرجان؟ ـ نحن نرى أهمية كل اللجان وهم سلسلة لا تنفك حلقاتها ولا فرق بينهم إلا في الدور والأداء، وقد تتحمل بعض اللجان على سبيل المثال لا الحصر، بعض الصعوبات والمتاعب الإضافية أحياناً، كالوجبة والمطبخ والضيافة والنظام والكومبيوتر، وقد تبرز بعض اللجان بما تقدمه مع إبداع لافت أحياناً يضفي على الحفل طابعاً يشد الجمهور إليه كاللقاءات في لجنة التصوير، والتراث والطابع الجمالي بلجنة الزينة، وتنظيم حركة السيارات وتنظيم مواقفها بالحركة، والترحيب بعبارات الشوق والتقدير بالوفود بالأعلام، أو ما تظهره لجنة الاستقبال والآباء والمعاريس من حفاوة، والخدمة العامة وبقية اللجان يكون دورها قبل ليلة المهرجان وتساند بقية اللجان حين الحاجة وفي وقت الطوارئ.

> وما هي المهام الرئيسية لكل لجنة؟

ـ بالنسبة للمهام فربما يصعب إدراجها كاملة ولكنني أشرت إلى بعض منها في جواب سؤالك السابق، وبعضها اسمها يدل على مهامها. > وماذا عن الدعم الخاص للمهرجان وتمويله من قبل المسؤولين بالمنطقة أو رجال أعمال المحافظة لإنجاحه وتحقيق أهدافه؟

ـ لا يوجد مثل هذا الدعم، وإنما بجهود أولياء الأمور وأهالي القرية حتى الآن، وبقليل جداً من بعض الأفراد في التصوير الورقي المجاني وتقديم قليل من الهدايا وبعض الحسومات في الغسيل والملابس، وجميعها اعمال تطوعية من الأفراد والعوائل في القرية.

> هل لديكم آمال وتطلعات مستقبلية في تطوير المهرجان؟ ـ نأمل أن تكون لنا منهجية مستقبلاً ودراسات في تطوير رؤية وآمال مجتمعنا، والعمل على تحويل الفكرة إلى مشروع، وتخطي العقبات التي اعترضت فكرتنا وما زال الكثير منها، وهنا أدعو جميع المهتمين بهذا الجانب من حملة الأقلام والباحثين الميدانيين الى تقديم الدراسات وتقديمها لذوي الشأن، للتطوير والتقدم بهذه المهرجانات إلى المكان اللائق بها.