مدير النادي العلمي بجدة: من يرفض استخدام الإنترنت غدا.. كمن يرفض استخدام الكهرباء اليوم

عبد الحفيظ أمين: نود استضافة العالم المصري أحمد زويل قريبا

TT

من الفضاء ومجرة درب التبانة إلى الأرض والجيولوجيا، مخترقين ذرات وجزيئات كل ما حولنا، ونحاول أن نفكك تلك الروابط الكيميائية دون أن ننسى نظريات نيوتن في الحركة، كذلك الموجات الصوتية والضوئية ونمر بالخوارزميات والشيفرات ورقائق الكومبيوتر ودقائق الإنترنت.كل تلك العلوم مجسدة في النادي العلمي بهيئة المساحة والجيولوجيا بمدينة جدة التي يبلغ عدد أعضائها من طلاب وطالبات المرحلتين الجامعية والثانوية أكثر من 3 آلاف عضو، يحدثنا الأستاذ عبد الحفيظ أمين المدير التنفيذي للنادي العلمي عن أنشطتهم وإنجازاتهم وطموحهم في هذا الحوار.ويحدثنا عن رحلتهم الى البرازيل واليابان وتنظيمهم لمؤتمرات فيديو تعليمي عبر الأقمار الصناعية بين دول كثيرة. ودعوتهم لعلماء مرشحين لنيل جائزة نوبل ومنهم من نالها مثل الدكتور احمد زويل.

> متى أسس النادي العلمي؟ وما أهدافه؟

ـ أسس في عام 1408هـ الموافق 1988م، على يد الدكتور محمد عبده يماني والدكتور محمد اسعد توفيق والدكتور عبد الله نصيف، إلا أن نشاطه كان بسيطا يحاول جاهدا أن يسلط الضوء على النادي من اجل الدعم والتشجيع حتى ترأس مجلس إدارته الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، داعما للنادي مطالبا بفتح المجال للفتيات وكان له ما أراد. ويهدف النادي الى الاهتمام بأوائل الطلاب والطالبات المتفوقين دراسيا والعمل على تنمية ابتكاراتهم العلمية في جميع المجالات كالطب والبيئة والفلك والتكنولوجيا وكل ما له علاقة بالعلوم، خاصة الإلكترونية، كذلك نهدف الى نشر الوعي العلمي بين فئات المجتمع لذلك نتواصل مع جميع مناطق المملكة.

> تتواصلون مع الجامعات والكليات في أنحاء المملكة والمدارس للبحث عن المتفوقين كيف ترى تلك الجهات وتقبلها لفكرة النادي؟

ـ تعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود من أكثر الجامعات المتعاونة معنا، لكن هناك جامعات تعتمد في طريقتها للتدريس الكلاسيكي فلا تستطيع أن تساعدنا في البحث، لأنه لدينا مواصفات لأعضاء النادي كإلمامهم الممتاز باللغة الإنجليزية ودقائق علوم الإنترنت إضافة الى تفوقهم الدراسي أي نسبة ذكائهم، فطريقة التلقين والحفظ عامل رئيسي للإحباط مما يجعل الأستاذ ينتظر انتهاء المحاضرة فلا يعرف من يتمتع بالصفات تلك، أما المدارس فهي بقطاعيها الخاص والحكومي يتسابق طلابها لنيل عضوية النادي.

> ماذا عن المدارس العالمية والكليات الأهلية؟

ـ طلاب المدارس العالمية يجيدون اللغة الإنجليزية بطلاقة ولدينا اعضاء منهم ويساعدوننا كثيرا في المؤتمرات والندوات مثل المؤتمر العلمي الذي كان بين طلابنا في السعودية وطلاب السويد عام 2003م، أما الكليات الأهلية فتعتبر كلية دار الحكمة من المشجعات للنادي وكثير من طالباتها اعضاء بها كما أن الدكتورة سهير عميدة كلية دار الحكمة نائبة رئيس القسم النسائي في النادي.

> يهتم النادي العلمي كثيرا بطلاب وطالبات كلية الطب.. لماذا؟

ـ لأنهم الأكثر التزاما ونشاطا بالرغم من صعوبة مناهجهم وكثرة بحوثهم واختباراتهم إلا أنهم اعضاء متميزون في النادي، وأحب توضيح أن جميع اعضاء النادي البالغ عددهم أكثر من 3 آلاف هم متطوعون، واختاروا النادي من اجل تطوير أنفسهم وتزويد عقولهم بالعلوم.

> ألا تفكرون بالانضمام لوزارة التربية والتعليم؟

ـ لا.. وضعنا الراهن أكثر مرونة.. وكل ما نريده من الوزارة تحديث قسم التطوير التربوي وضخ ميزانية كبيرة لها من اجل النهوض بأبنائنا ووضع عقول مفكرة وقائدة لتتبنى استقراء المستقبل بوضع الخطط الاستراتيجية والتقليص من عدد المعلمين الكلاسيكيين أو صقلهم بما يواكب متغيرات العصر.

> إذن أنت مع تغيير المناهج الورقية والصحف الى مجلدات إلكترونية وصحف ايضا إلكترونية؟

ـ لست أنا الوحيد الذي يطالب بهذا التغيير السريع، لأنه بعد سنوات قليلة ستطوق الكرة الأرضية بـ36 قمرا صناعيا كل قمر بحجم نصف ذراع، والهدف منها هو التواصل السريع وبكل اللغات، وهو «مشروع التليديسك» الذي بدأ تنفيذه بصناعة تلك الأقمار بالولايات المتحدة الأميركية وستتكفل الصين بإطلاقه، والمشروع باختصار يريد أن يتحدث الرجل في أقصى اليمن مثلا مع رجل في الصين وكلا بلغته وكأن الشخص يجلس بجانبه، والحاصل وقتها يعتمد على الترجمة السريعة عبر تلك الأقمار، هذا يعني أن الصحف الورقية ستودعنا قريبا وستموت المناهج العقيمة، وحال من يرفض استخدام الإنترنت غدا.. كمن يرفض استخدام الكهرباء اليوم ويكون شعار ذلك الزمن الإنترنت من السماء.

> ماذا تقول فيمن رفض فكرة تدريس اللغة الإنجليزية من الصفوف الأولى الابتدائية؟

ـ هؤلاء للأسف هم سبب تأخرنا علميا وحضاريا بمنعهم لتدريس الكومبيوتر سابقا ثم الإنترنت واللغة الإنجليزية والحروب القائمة عليها في السابق. الناس في العالم يطالبون بتدريس لغات مختلفة وعلوم جديدة ونحن ما زلنا نفكر ونتجادل في تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي، سنتأخر في جميع المجالات بسبب عدم إلمأمنا بهذه اللغة حتى في مجال الصحافة لأن الصحافي أو الإعلامي الذي لا يتحدث اللغة الإنجليزية سيدفن حاله هنا بنفسه، لأنه كما قلت لك الصحف الإلكترونية قادمة وبقوة غير معهودة». > من خلال خبرتك التي استمرت خمس سنوات مع طلاب عباقرة وطالبات من المرحلتين الثانوية والجامعية.. هل ترى أنهم منافسون جيدون لعباقرة دول أخرى؟

ـ دون مجاملة أقول بكل ثقة نعم، وهذا ما حصل في اليابان عندما زرنا إحدى المدارس الثانوية بطوكيو، وحضروا طلابنا حصة رياضيات باللغة اليابانية، بعد الانتهاء من الدرس طلب المعلم من الطلاب حل تطبيق باستخدام إحدى النظريات التي تعلموها في حصة اليوم، الذي فاجأ المعلم أن احد طلابنا حصل على المركز الثالث دون أن يكون ملما باللغة اليابانية فكيف إذا فهم الدرس من المعلم بلغته!! > سمعت أنكم تودون إقامة ندوات علمية عالمية للشباب تهتم بعلوم الروبرت والفيزياء والميكانيكا.. متى تقام؟

ـ أولا أريد أن أركز على نقطة مهمة جدا، ألوم أنفسنا نحن الذين نستهين بإبداعاتنا العلمية وبعدد عباقرتنا، ولا نقيم مؤتمرات علمية عالمية بتاتا. لذلك نود قريبا باستضافة العالم الكيميائي المصري احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل عام 1999م، مخترع كاميرا تقوم بتصوير عملية التفاعل الكيميائي «الفيمتو ثانية» لأننا نريد من أولادنا وبناتنا أن يتعلموا منه كيف يفكرون وكيف يرتقون بعلمهم عالميا.

> إذن كيف تنمون مواهب أعضاء الجمعية وتزودونهم بالعلوم إن لم يقم الى الآن أي مؤتمر علمي عالمي في السعودية حتى الآن؟

ـ نتواصل مع جميع الأندية العلمية العربية والعالمية، ونشارك في الكثير من المؤتمرات فمثلا سيمثل النادي العلمي السعودي الطالب سامي عبد ربه وهو طالب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعضو فعال في النادي مؤتمرا عالميا في الجامعة الأميركية بالشارقة بالإمارات عن الميكاتروتكس قريبا. كذلك ننظم مؤتمرات فيديو دولي بين أوائل المتفوقين في الجامعات السعودية مع نظرائهم في كندا واليابان والسويد، وشاركنا في المعرض الدولي (ملست) بموسكو والبرازيل ايضا، وشاركنا في الاحتفال بإطلاق الأقمار الصناعية السعودية من قاعدة بيكناور الفضائية في كازاخستان، وأخيرا نظمنا برنامجا بمناسبة زيارة البروفسور جيفري ديشيكو الباحث بمستشفى رويال فري هوسبتال بلندن، الذي ألقى محاضرة عن التهاب الكبد الفيروسي (ج) والطرق المستخدمة في تشخيصه وعلاجه وهو من المرشحين لنيل جائزة نوبل. كما نسعى دائما الى تطبيق العلوم التي يدرسونها نظريا الى تطبيقها كصناعة الصابون وتشريح الأرانب وتتبع حركة الكواكب وكسوف الشمس وغيرها.

> كما اعلم أن مؤتمرات فيديو دولي التي تعقد بين الدول يتحدث الطلاب عن اختراعات بلادهم وإنجازاتها فبماذا يتحدث الطالب السعودي؟

ـ يتحدثون عن تاريخ بلادهم مثل بقية طلاب العالم ونتحدث عن صناعة البتروكيماويات لأن السعودية رائدة في هذا المجال كذلك في مجال الطب ثم يتحدثون عن الروبرت ونطمح الى المزيد لأنه لدينا علماء صغار، أذكر أنه قدمت إحدى عضوات النادي العلمي فكرة كومبيوتر للصم والبكم، وقبل أن نقوم بدراسته وتنفيذه سبقتنا اليابان في ذلك بتنفيذه وصناعته دون أن تسرق الفكرة منا، مما أصابنا دهشة وندم على بطئنا وقد كان درسا لن ننساه أبدا.

> ما رأيك في الجوائز العلمية التي تبنتها شركات خاصة مثل جائزة سوني للإبداع العلمي الخاص بطلاب وطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة؟

ـ فكرة رائعة جدا وشجاعة، لأنهم اهتموا بفئة صعبة جدا في طريقة التعامل معهم وتعليمهم أبجديات النظريات الفيزيائية والكيميائية والمصطلحات الإنجليزية، وأتمنى من القطاع الخاص دعم مثل هذه المشاريع التي تعود بالفائدة للمجتمع في أي مجال علمي وبيئي، ثم النادي العلمي لا يبخل بتقديم المعونة والمشورة الى أي جهة، لذلك أود من تلك الشركات أن تتعاون معنا لنقترح سويا فكرة علمية قد تصل الى العالمية.