بائعو «اللانجري» الذكور يبيعون منتجات «سرية» تحت الطاولة

TT

عادة ما تخصص الفتاة المقبلة على الزواج جزءا من مهرها لشراء مستلزماتها الخاصة «الملابس واللانجري»، وكثير من السعوديات لا يدخلن الى تلك المحلات إلا للضرورة القصوى، خاصة في مواسم الصيف والتجهيز للأعراس حتى أن منظر امرأة تدخل الى المحل وتتوجه فورا الى ركن الأرواب والبيجامات والديشامبر، وتقف حائرة أمام الملابس الداخلية الجديدة، فألوانها وموديلاتها جديدة وغريبة وجذابة، هو أكثر المشاهد المألوفة لدى باعة تلك المنسوجات.

فيما لا تجرؤ المرأة على سؤال البائع مهما كانت جنسيته لأنه رجل، ويفهم البائع المحنك ذو الخبرة الطويلة ترددها وخجلها فيتقدم بفهلوته ويعرض لها كل ما ترغب وما تتمنى، بينما تبقى الزبونة صامتة أو تمثل دور الصماء فتتحدث بلغة الإشارة، والخجل يزداد عندما تطلب مقاسها أو تستفسر عن كيفية ارتداء الجديد، هذا غير سؤالها عن كل ما يتعلق بأزياء صدرها.يعلق البائع اللبناني مجدي قرنوح، الذي يعمل بأحد فروع سلسلة شركة فرنسية، قائلا «لذلك نعرض عينات من تلك الملابس بكل الألوان والموديلات والمقاسات أمام الزبونة، وكل ما عليها أن تضع ما تريده في الكيس ثم تعرضه للكاشير»، ويتابع حديثه مقارنا بين فتاة وأخرى «هناك الخجولة التي لا تجرؤ على الحديث وتجبر أمها أو زوجها للتحدث، وهناك من رضين بالواقع فيتحدثن مباشرة معنا وإن كن الأقل».

وحول طلب المرأة شراء كريمات وعطور خاصة وبعض الملابس التي لا تباع جهرة، يقول عدنان بخاري، وهو الآخر يعمل في احد فروع شركة كبيرة «أمام الكاشير نعرض تلك المنتجات من كريمات وعطور وفواحات وشوكولاتات، أما مسألة الملابس فجميعها معروضة، كما أننا نوزع بين الحين والآخر في مجلات نسائية بروشورات أو مجلات صغيرة تعرض جميع منتجاتنا وعليها الأرقام والأسعار».

لكن البائع صالح زارع، الذي يعمل بأحد محلات اللانجري المتخصصة في بيع القطع الأوروبية، يبيع بشكل «سري» ملابس وكريمات بسبب ما قد يتعرض له من مصادرة لبضاعته «نتعرض للتفتيش من بعض الجهات بين الحين والآخر، وتصادر تلك الملابس بحجة أنها مخلة للآداب وغير محتشمة، بالرغم من أن المرأة تلبسها لزوجها»، ويتابع حديثه بينما يهم في وضع أحد قمصون النوم في الكيس ليقدمها لفتاة عروس، ويقول «إننا نتردد كثيرا في عرض تلك الكريمات والملابس، التي تلقى رواجا عند المقبلات على الزواج»، ويضيف «عادة ما نسألها هل أنت عروس؟، فإذا شعرنا بأنها تبحث عن هذه الملابس نقدمها لها».

ويستطرد قائلا بأن «بعض النساء يرسلن ورقة مع أزواجهن أو اخوانهن الصغار مكتوب عليها ما يردن وأحيانا يرسلن خادمتهن». وحول تأجيل قرار تأنيث عمل المستلزمات النسائية، يتأسف البائع زارع على ذلك، ولم يعارض توظيف الفتيات في محلات الملابس الداخلية «بيع النساء للنساء حتى على المستوى الربحي قد يكون أفضل، أنا رجل اخجل من خجلهن، وأحيانا لا اعرف كيف أتصرف مع الأم وابنتها، فأسألها أين ولي الأمر؟».

والحال عند (أبو فراج) ايضا لا يختلف عن جاره، لكن لكل بائع طريقته وخبرته يقول «أقدم للعروس أو المرأة (كتالوج) أخبئه سرا أحيانا داخل سيارتي، وأقدمه لها لتختار ما تريد من ملابس وبعدها بدقائق يكون طلبها عندها»، ويقول متعجبا من الازدواجية في المنع «إن الذين يمنعون عادة ما يطلبون منا المزيد ليقدموه إلى زوجاتهم!».

وكان قرار تأجيل تأنيث تلك المحلات أزعج الكثير من النساء، مما جعلهن يعدن إلى تجربتهن الماضية، كأميرة مراد تسافر كل عام الى الخارج من اجل شراء تلك الملابس، وتقول «لا أجرؤ على سؤال البائع هنا عما أريده، اشعر بنظراتهم غير المهذبة وتحرشاتهم وهم يلبسون تلك الملابس على المانيكان وكأنهم يلمحون لي بطريقة ما عما يريدونه!».

أما سماح با دغيش، التي كانت بصحبة أختها الكبرى ووالدتها لشراء ملابسها الداخلية الخاصة بعرسها وتقول أمها «والله عيب أن ندخل لنتحدث مع الرجل عما ترغب ابنتي في لبسه»، وتضيف «اقترحت للعريس أن يصحب ابنتي الى هنا، لكنه كان طلبا يعد من المستحيلات».

والأمر يختلف في السعودية منطقة لأخرى، فنساء الجنوب مثلا اعتمدن على ما تقدمه الدلاّلة، وهي البائعة التي تحمل كل ما تحتاجه المرأة وتبيعها من بيت لآخر. تقول فاطمة عبد الرحمن، وهي امرأة متزوجة منذ عامين «قرب عرسي صادفه وفاة الدلالة، واضطررت للذهاب إلى جدة، لكني لم استطع شراء أي شيء حتى علمت بمحل نسائي وكانت خير فكرة».