في ظل ضعف الدعم المخصص للمكتبات: جدل حول إغلاق 40 مكتبة عامة في السعودية

TT

في الوقت الذي قال فيه مسؤولون بالمكتبة العامة بجدة أنه قد تم اغلاق 40 مكتبة عامة من أصل ثمانين تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام في السعودية.

نفى مصدر مسؤول في وزارة الثقافة والاعلام «رغب بعدم ذكر إسمه»، صحة تلك المزاعم، إذ علق قائلا «على الإطلاق لم يتم اغلاق اي مكتبة الا ان ما حصل هو أن بعض المكتبات قد حولت دوامها من الفترة الصباحية إلى الفترة المسائية، ومن يدعي أن هناك قرار إغلاق فليسمي ثلاث مكتبات منها»، يأتي ذلك متزأمنا مع انتقال المكتبات العامة من اشراف وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإعلام منذ ما يقارب العامين والذي يطرح تساؤلات عدة منها الميزانيات المتعلقة بالمكتبات.

وفي المقابل أثار وضع مكتبة الملك فهد العامة بجدة تساؤلا حول وضع المكتبة في ظل وجود الثكنة العسكرية القائمة في مدخل المكتبة، الأمر الذي حد من ارتيادها وقد علق حول ذلك مدير المكتبة حسين الزهراني، قائلا «تم رفع إستفسار باسم وكيل الوزارة منذ ما يقارب الستة اشهر من خلال عدنان فاروق الوكيل المساعد بمنطقة مكة المكرمة ولم نتلق أي رد حول ذلك»، من جهته أفاد المصدر المسؤول بالوزارة «تم التباحث في هذا الموضوع مع الجهات الأمنية ذات العلاقة وأكدوا لنا أنهم سيرحلون في غضون أشهر قريبة». وعن مدى إمكانية نقل المكتبة من الموقع الحالي لها، قال الزهراني «مسألة نقل المكتبة أمر ليس يسيرا، خاصة ان المبنى الذي تحتله هو مبنى حكومي»، في المقابل قال المصدر بالوزارة «في حال تم نقل المكتبة لن يكون المبنى الجديد مهيأ كما هو الحال في المبنى الحالي رغم حاجته للترميم وأعمال الصيانة»، وضع المكتبة المزري الذي يفتقد لأبسط التسهيلات منها توفر الأيدي العاملة لتقوم بأعمال الصيانة والنظافة والتهوية والذي علق عليه المصدر «كلمة مزري صعبة قليلا لكن السؤال هو ماذا تحتاجه المكتبة وماذا تستطيع أن تقدمه الوزارة»؟.

من جهته قال نائب مدير المكتبة ابراهيم البهكلي «نحن نحاول وفق اجتهادات شخصية العمل بأنفسنا في ظل عدم وجود ميزانية خاصة بالمكتبة»، مشيرا إلى عدم وجود موظفين متخصصين، خاصة في القسم الخاص بالكتب الأجنبية والتي تتعرض للتلف، وحول ذلك علق الزهراني «نحن في مرحلة انتقالية كوننا انتقلنا من إشراف التربية والتعليم إلى الثقافة والإعلام، الأمر الذي أحدث نوعا من الإرباك، لكننا بانتظار ميزانية تخدم وضع المكتبة»، من جهته أوضح المصدر بوزارة الثقافة والإعلام «بدأنا بتجهيز ما يلزم المكتبة، سواء من الأثاث المكتبي وآلات التصوير»، مشيرا إلى ان ذلك يحتاج لبعض الوقت، مؤكدا على أن هناك مبالغ مالية مرصودة لم يحددها المصدر لجميع المكتبات المنتشرة في المملكة معللا ذلك بقوله «لم يمض وقت طويل على صدور الميزانية.المكتبة التي تحوي ما لا يقل عن 80000 عنوان تتفاوت بين العلوم والآداب منها بعض النوادر من المخطوطات والتي تزورها شخصيات ووفود أجنبية وطلابية كونها قريبة من البنك الإسلامي للتنمية أحد أهم المعالم في المدينة «بحسب ما اوضح احد مرتاديها» الخدمات التي تقدمها المكتبة لا بأس بها وفق الإمكانيات المتاحة والبسيطة، خاصة أن نوعية الكتب الموجودة فيها تعد قيمة إلا أن عامل التحديث للكتب مهم جدا وربما يساهم في الإقبال عليها إلى جانب أهمية توفر خدمة الإنترنت»، وعلى الرغم من أن نوعية الكتب المتوفرة في المكتبة تخدم فئة الباحثين بالدرجة الأولى إلا أنه وحسب ما اوضح حسين الزهراني «عملية تحديث الكتب الموجودة ليست على عاتقنا، نحن نتسلم الكتب التي تأتينا من الوزارة ولا نستطيع التعاون مع دور النشر التي تشارك في معارض الكتاب التي تقام بين الحين والآخر في مدن المملكة في توريد بعض إصداراتها لنا».