مثقفون يعتبرون تسمية «صالون» لاتليق إلا بـ«محل حلاقة»

خلاف بين المتحاورين في «ندوة الصالونات الثقافية» حول المصطلح

TT

فرضت إشكالية المسمى «صالون» نفسها بقوة في جلسات النقاش خلال ندوة «الصالونات الثقافية» التي دعا إليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأقيمت بمكة المكرمة امس. وبدأ النقاش المحتدم حول صواب وخطأ التسمية «صالون أدبي» خلال المداخلة التي ألقاها المشارك محمد بودي في الجلسة الأولى، وأورد خلالها معاني كلمة الصالون من بينها «الصالون هو الغرفة الكبيرة لاستقبال الضيوف، وهو تجمع دوري لعدد من الأشخاص من طبقة اجتماعية أو فكرية معينة، وتعني قاعة أو معرضاً لعرض الأعمال الفنية أو التجارية، وتعني حانة تقدم المشروبات الكحولية، وتعني صالة وهي غرفة الطعام والاستقبال الخاصة بالضابط المسؤول في سفينة شحن، كما تعني السيارة»، رافضاً تسمية الجلسات والمنتديات الثقافية بهذا المسمى، ثم قدم بودي بعض المصطلحات والكلمات العربية المقترحة كبديل لكلمة «صالون» لتتحول الجلسة إلى جلسة شبيهة بأحد اجتماعات مجمع اللغة العربية· وما لبثت أن توالت المداخلات ما بين مؤيدة ورافضة للتسمية ليستمر النقاش حول المسألة خلال الجلسات اللاحقة، وتعالت بعض الأصوات مطالبة بتحديد مصطلح «فصيح ومقبول» خلال الندوة ليطلق على «الصالونات»، في الوقت الذي اعتبر فيه آخرون بأن المسمى أمر هامشي ولا ينبغي إعطاؤه أهمية كبرى على حساب الأولويات خلال الندوة، وهو الرأي الذي ذهبت إليه مها فتيحي «صاحبة صالون المها الأدبي» ليرد عليها الدكتور إبراهيم عبد الله آل مبارك، بنبرة عالية داعياً إياها لترك التسمية «صالون» واستبدالها بمسمى «المنتدى» إذا كانت هامشية وغير مهمة كما تقول، واعتبر بأنه وفقاً لنظرية تداعي الألفاظ في علم النفس فإن كلمة «صالون» لا تستدعي إلا كلمة «حلاقة»، الأمر الذي يجعلها غير مناسبة لوصف أي نشاط فكري أو ثقافي.

نبيلة محجوب قالت مدعمة موقف الفريق القائل بعدم خطأ التسمية «صالون»، «لم ينكر أحد من مجمع اللغة العربية بالقاهرة على أنيس منصور كتابه المعرف «في صالون العقاد كانت لنا جلسات».

جهير المساعد، مديرة القسم النسائي بمركز الحوار الوطني بدورها حسمت المسألة بإعلانها عجز المجتمعين عن البت في الأمر، حيث قالت «نحتاج إلى «مجمع اللغة العربية» ليبت في مسألة التسمية هذه، فتجربة مصر في الصالونات الأدبية أسبق، ولا يمكن تجاهلها أو تجاهل صالون العقاد الذي تم الاستشهاد به·من جهة أخرى، قالت سلطانة السديرى التي يعتبر صالونها النسائي الأوحد والأكبر على مستوى مدينة الرياض والذي عقد 70 ملتقى ثقافياً منذ تأسيسه قبل اربع سنوات أن المتابع للحركة الثقافية في السعودية يجد أن هذه الصالونات تقوم بدور كبير على مستوى المجتمع لكن هذه الصالونات تعتبر بمجهودات فردية وان هذه المجهودات لم تجد مظلة تندرج تحتها وتمنت ان يكون للمركز هذه الاسبقية في ضم هذه الصالونات في ملتقى يخرج برؤية مستقبلية تخدم اهداف هذه الصالونات. وعن هدف صالونها ذكرت السديري ان الهدف هو في المقام الاول خدمة المرأة السعودية العاملة وربات البيوت بجميع ثقافاتهن مع تبادل الخبرات مع الشخصيات المختلفة التي يضمهن الصالون بشكل دوري، حيث يجتمع لديها سيدات بثقافات مختلفة يتبادلن الخبرات والتطلعات بشكل منظم كما كان يضم الصالون عدداً كبيراً من الشابات وكنا نقصد من ذلك التعرف على طريقة تفكيرهن وطموحاتهن ودمجهن مع ذوات الخبرات ممن سبقوهن في العمل موضحة أن هناك هدفاً تجلى في الصالون وهو تذويب الطبقية بين المشاركات.

واعتبرت عدم وجود ملتقيات اخرى في الرياض الى جانب صالونها يشير الى ان هناك جهوداً فردية غير منظمة في هذا المجال وان الموجود منها يعتبر ملتقيات خاصة لفئة معينة فقط لا يتم فيها دمج فئات تعليمية اخرى وبرسوم عضوية ويتم خلالها قراءة كتاب ومناقشتة وهذا بعيد عن الملتقى الثقافي الذي يجب ان يناقش همومنا اليومية وقضايانا الساخنة حتى الخاص منها والذي يخدم المرأة بصورة خاصة التي اصبحت اهتماماتها عامة وبعيدة عن المطبخ والازياء كما انه يخدم المجتمع بصورة عامة واصبحت المرأة تشكل بشكل واضح نصفه الناشط ثقافيا.