المعاقون يوظفون حالاتهم كمحفز لتحقيق النجاح في اختبارات المدارس

TT

تنطلق يوم غد السبت اختبارات نهاية العام في المدارس بالسعودية منهية استعدادات امتدت لعدة اسابيع سعت الأسر خلالها لتهيئة جو من الهدوء لأبنائها وبناتها الممتحنين.

الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة، شريحة يختلف لديها الاحساس بهذه المناسبة، فالجهد البدني والذهني المضاعف والاستعدادات تجعلهم اكثر اهتماما بالاختبارات ومحاولة التغلب على آلام الإعاقة لاجتياز التحدي.

إبراهيم الغامدي طالب الصف الأول الابتدائي يستخدم كرسيا متحركا للتنقل، الكرسي يحتاج الى استعداد خاص للدخول الى لجنة الاختبار، فلابد من اعادة صيانته وتفصيل وسادة جديدة تختلف عن وسادة العام الدراسي، بالإضافة إلى الاستعداد النفسي الذي تهيأ له إبراهيم، يقول: «قبل الاختبارات بأيام أذهب إلى النادي الصحي لأداء بعض التمرينات التي تكسبني بعض المرونة لعضلاتي حتى أتحمل الجلوس لفترة طويلة على الكرسي».

أمهات المعاقين ـ ايضا ـ يعتبرن أمهات فوق العادة، فهن يعانين ثقل الإعاقة وحدهن، وأم إبراهيم تعتبر الاختبارات تحدياً يخصها ايضا بشكل اساسي، فبنجاح ابنها ستعتبر أمَّا تميزت لدورها في تربية طفل معاق، تقول «أتجنب تماما التوتر والشد العصبي قبل الاختبار، كما أني لا أصر على مراجعة إبراهيم كل دروسه، بل أكتفي بما يتحمله من استذكار لبعض دروسه، ولكني أجده يصر على مراجعة كل الواجبات ليقدم لي في النهاية درجات مرتفعة كهدية لي تدخل السرور على قلبي». ومن بين هؤلاء الأطفال عبد الله المحمدي الذي يدرس بالمرحلة الابتدائية في الصف الثالث، وهو مصاب بإعاقة بصرية لازمته منذ ميلاده، ولكنه ـ وفقا لوالدته ـ يملك قلبا مبصرا، مقبل على الحياة ووجهه يشرق بذكاء عال يشهد به كل من حوله، وبالرغم من الإعاقة يتمنى عبد الله أن يصبح شخصا هاما يفتخر به والداه يقول «سأحقق هذا عن طريق حصولي على أعلى الدرجات في اجتياز الاختبار». ويتابع باصرار «سأتمكن من تحقيق حلمي في بناء مدينة مصغرة يسكنها المكفوفن، توفر للشخص المكفوف الحركة والتنقل واللعب دون مساعدة من أحد، وفي سبيل تحقيق أحلامي أستعد لفترة الاختبارات عن طريق ذهابي يوميا إلى الجمعية لاستذكار دروسي لتوفر جهاز (برايل) الذي يساعدني على فهم وحفظ دروسي».

وبنبرة حانية يواصل عبد الله «يقع عبء ذهابي كل يوم للجمعية لمراجعة دروسي قبل الاختبار على والدي والذي يحرص دائما على اجراء الكشف الطبي على عيوني لضمان عدم تعرضي لبعض المتاعب أثناء الاختبارات».

ويجتهد المعاقون من الصم والبكم على زيادة المحاضرات في مجال التخاطب، وهذا ما يؤكده احمد فكري الطالب بالصف الثالث الثانوي بقوله «في بداية الاستعداد للاختبارات أقوم ببعض الأمور التي تحسن من حالتي النفسية والصحية، وذلك عن طريق قراءة القرآن. والذي يكسبني قوة داخلية أقهر بها رهبة الاختبار، بالإضافة إلى متابعة حالتي الصحية، والتي تساعدني على اجتياز فترة الاختبار، كما أحرص دائما على تدوين الملاحظات بكتابة بعض العبارات التي أتجنب بها النسيان مشيرا إلى بعض الأدوات المكتبية التي تدخل السرور إلى قلبه في عملية الاستذكار». الرعاية التي يجدها المعاق من اسرته والمجتمع المحيط تعطيه دافعا لتحقيق درجات عليا في الاختبارات، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على المعاق ـ في دراسة المنهج العام ـ أنه قادر على استيعاب المناهج بل والتفوق فيها، اذ تتحول الاعاقة الى دافع ايجابي لتحقيق النجاح.