5 جامعات أسترالية تفتح أبوابها أمام الطلاب السعوديين لدراسة السياحة والفندقة

كينيدي لـ«الشرق الأوسط» ثقة السعوديين بنظام التعليم الأميركي لا يعني أنه الأفضل

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» غاي كينيدي المستشار الاقتصادي ومسؤول الشؤون الثقافية في السفارة الأسترالية، عن منح للدراسة في أستراليا يطرحها المركز الدولي للتفوق في تعليم السياحة والضيافة الاسترالي في تخصص علم السياحة والضيافة، داعياً الطلبة السعوديين الراغبين في التخصص في هذا المجال إلى التقدم بطلبات من أجل الحصول على المنح في مدة أقصاها 29 من شهر يوليو القادم.

وبين كينيدي أنه سيتمكن المتقدمون من اختيار الدراسة بين 5 جامعات استرالية وهي «جامعة ميردوخ، تشارلز داروين، جريفيث، كامبرا وفكتوريا». وبالنسبة للسعوديين فمن الجامعات التي تقرها وزارة التعليم العالي السعودي. وتشمل المنح الدراسية المطروحة درجة الماجستير، والبكالوريوس، والدبلوم في تخصصات علم السياحة والضيافة، وإدارة المشاريع السياحية، وأداره الفنادق، والسياحة الرياضية.

وتأتي هذه المبادرة ـ التي يطرها المركز الدولي للتفوق في تعليم السياحة والضيافة وهو جهة حكومية تشرف على كل ما يتعلق بالنشاط السياحي وتنشيطه ـ على غرار برنامج «التخصص العلمي الاسترالي» الذي أعلنت عنه الحكومة الاسترالية أوائل الشهر الحالي الذي يتيح 19 ألف بعثة دراسية تشمل الطلبة السعوديين.

وأشار كينيدي إلى أن المنح الدراسية التي تبنتها أخيرا جهات تعليمية إستراليه للطلبة السعوديين تأتي إستجابه لتوجه وزارة التعليم العالي في السعودية الذي يعتمد ابتعاث آلاف الطلبه سنويا للدراسة في الخارج.

وقال كينيدي «لقد وجدنا أنه من الضروري تفعيل مبادرات من جهتنا ندعو من خلالها السعوديين للدراسة في استراليا، خصوصا وأن لدينا نظاما تعليميا عالي المستوى ومتفوقا عالميا» لافتا إلى أن قطاع التعليم يعتبر ثالث أكبر دخل لاستراليا.

وأعترف بأن 1000طالب سعودي يدرسون حاليا في استراليا يعتبر ضئيلا بالمقارنة مع دول أخرى كأميركا التي يدرس بها نحو 3000 طالب، مبررا ذلك بأنهم ملتزمون بتعليم أبنائهم الأستراليين أولا. إلا أنه أكد على تزايد أعداد الطلبة السعوديين سجلت خلال الأعوام الأربعة الماضية بنسبة 7 في المائه.

وحول ما إذا كان هناك توجه من قبل استراليا لمنافسة أميركا في نسبة اجتذاب الطلبة السعوديين ذكر كينيدي قائلا «لا يمكن القول بأن هناك توجها نسعى فيه لمنافسة أميركا أو غيرها من الدول، فالمعايير مختلفة والمقارنة في هذا الجانب غير متوازنة بيننا وبين أميركا التي يعيش فيها أكثر من 200 مليون شخص وبالتالي فإن حجم وأعداد مؤسساتها التعليمة ـ سواء جامعات وكليات ومعاهد تدريب ـ ضخمة، وهي أكثر بكثير عنها في أستراليا التي يعيش فيها 20 مليون شخص».

وتابع «بالنسبة للمنح التي طرحتها وزارة التربية والتعليم الأسترالية، فقد شملت معظم دول العالم وليس دوله بعينها، وذلك منطلق إيماننا بأن الدراسة هي وسيلة فعاله للاستفادة من الخبرات والتقريب بين الثقافات المختلفة».

وأضاف أن ثقة السعوديين كثيرا بنظام التعليم الأميركي أعتبره أمرا شخصيا للطالب ولا يعني أن النظام الأميركي هو المتفوق على الأنظمة التعليمية الأخرى، مؤكدا على أن أعداد كبيرة من الطلبة الأميركيين أنفسهم يقصدون استراليا للدراسة.

وتابع قائلا «بالنظر إلى 5 جامعات استرالية فإنها تندرج تحت أفضل 200 جامعة عالمية، و3 تندرج تحت أفضل 50 جامعة في العالم. كما أنه في عام 2004 سجل 270.000 طالب أجنبي ينتمون إلى 200 دولة بجامعات استراليا لاستكمال دراساتهم العليا، واختار 73,500 طالب جامعات استرالية في الخارج للالتحاق بها».

وأشار لوجود أكثر من 1500 برنامج دراسي يعمل به في كل من آسيا والشرق الأوسط ودول العالم مبررا ذلك بقوله «أعتقد أن ذلك بسبب النظام التعليمي الأسترالي الذي يتطور باستمرار ويواكب التغيرات و التقدم التكنولوجي ويركز على تأهيل الطالب أكاديميا وشخصيا ومهنيا».

هذا وقد شملت المنح الدراسية كلا من الشرق الأوسط ودول آسيا، وهي دول إسلامية، وحول مدى تقبل الأستراليين لمسألة الحجاب التي تقابل بالكثير من التحفظ في بعض الدول الغربية ذكر كينيدي «لم يشكل الحجاب مشكله لمن يرتديه ولكل من يرتدي زيا أو شعارا دينيا أو ثقافيا في استراليا. وأنا أتحدث هنا عن استراليا البلد الذي نشأ أساسا من المهاجرين الذين ينتمون لأديان وثقافات مختلقه وهو الأمر الذي ولد تسامحا فطريا نشأ عليه الشعب الأسترالي. كما أن وزير الخارجية الأسترالي صرح كثيرا بأن مسألة الزى مسألة شخصية بحتة وحق لا يمكن لأي قانون مصادرته في أستراليا».

وأقر بأن الفترة ما بين إعلان الحكومة الأسترالية لبرنامج المنح الدراسية وموعد استقبال الطلبات محدودة «شهران فقط» لا يتمكن خلالها الطالب من تحديد التخصص المناسب، حيث فند ذلك قائلا «هذا هو المنهج المعمول به في الجامعات الأسترالية، الطلبه هناك لا بد أن يختاروا مجال تخصصهم وجامعاتهم مسبقا خلال منتصف العام،.كما أن المؤسسات التعليمية ذاتها تحرص كثيرا على الحصول على عدد الطلبه المتوقع انضمامهم لها وجمع معلوماتهم الشخصية حتى يتسنى تقييم الطلبات واختيار الأنسب قبل بدء الفصل الدراسي».

وأبان كينيدي بأن تواجد السعوديين في استراليا سيخدم جوانب متعددة منها الثقافية والتجارية حسب تعبيره «تواجد الطلبة السعوديين في استراليا سيتيح لهم تجربة أسلوب حياة مختلفة، سيتقربون أكثر من الشعب الأسترالي، والثقافة الأسترالية بشكل عام. بالمقابل فإن الأستراليين أنفسهم يتمكنون من استكشاف السعودية من خلال هؤلاء الطلبة الوافدين ويتعرفون على عاداتهم، وشخصياتهم فهم بمثابة سفراء جدد لوطنهم، كما أن قضاء السعوديين فتره في استراليا سيجعلهم تلقائيا يلتفتون لاستراليا كشريك تجاري في حالة ارادوا إدارة مشروع تجاري وما شابه وسينحازوا كثيرا للمنتج أو البضاعة الاسترالية بحكم تواجدهم هناك».