نادي المدينة المنورة الأدبي.. أول مقر له في منزل امرأة

عمره أكثر من 31 عاما.. ويعد منبر الثقافة في طيبة الطيبة

TT

البداية كانت من مبنى السيدة آمنة ربيع فارسي، الذي استؤجر كمقر للنادي الأدبي بالمدينة المنورة، في الفترة الواقعة بين 1975 و1978، بعد موافقة المقام السامي على قيام النادي في 26 مارس (آذار) 1975، حيث اشترك في تأسيسه كل من عبد العزيز الربيع وحسن مصطفى صيرفي ومحمد هاشم رشيد وعبد الرحمن صالح الشبل وعبد الرحيم أبو بكر ومحمد العيد الخطراوي، وبهؤلاء المؤسسين تشكل أول مجلس إدارة مؤقت للنادي، بناء على خطاب إدارة الأندية الأدبية القاضي باعتبار المؤسسين لكل ناد أدبي هم أعضاء مجلس إدارته المؤقت، وذلك لحين صدور اللائحة المنظمة، وتشكيل مجلس إدارة دائم.

وهذا ما حدث لاحقاً، فبعد صدور لائحة الأندية الأدبية، والموافقة على اللائحة الداخلية للنادي، تشكل مجلس إدارة جديد ضم مؤسسي النادي، ما عدا عبد الرحمن صالح الشبل، إضافة إلى عضوين جديدين هما ناجي محمد حسن، وفوزان عبد الهادي الحجيلي.

وفي 24 فبراير (شباط) 1980، اجتمعت الجمعية العمومية للنادي لانتخاب مجلس إدارة جديد، وذلك لانتهاء مدة الأعضاء السابقين، حيث بقي ثلاثة من المؤسسين هم عبد العزيز الربيع ومحمد هاشم رشيد وناجي محمد حسن، ودخول أربعة أعضاء جدد، هم محمد حميدة الطيب ودخيل الله الحيدري ومصطفى صالح قطيم ومحمد صالح البليهشي. وبسبب الوفاة أو الاستقالة، تمت عملية إحلال عدد من المرشحين، حتى أصبح المجلس مشكلاً من محمد هاشم رشيد، رئيس مجلس الإدارة، والدكتور محمد العيد الخطراوي، نائب رئيس النادي، ودخيل الله الحيدري، أمين سر المجلس، ومحمد صالح البليهشي، أمين صندوق النادي، إلى جانب عضوية الدكتور جعفر مصطفى سبيه، وناجي محمد حسن.

وبعد موافقة وزير الثقافة والإعلام إياد مدني نهاية الشهر الماضي على التشكيل الجديد لمجلس إدارة النادي الأدبي بالمدينة المنورة، من حسين بن عجيان العروي والمهندس حمود بن عليثه الحربي وصالح بن محمد المطيري والدكتور عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان وعيد بن عبد الله الحجيلي ومحمد بن إبراهيم الدبيسي ومحمد بن سالم الصفراني والدكتور محمد بن يعقوب التركستاني وناجي بن محمد الأنصاري والدكتور يوسف بن أحمد حواله.

وبحسب ما بثته وكالة الأنباء السعودية، يحمل حسين بن عجيان العروي شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك عبد العزيز، من مواليد 1962 ويعمل مشرفا تربويا في قسم اللغة العربية في الإدارة العامة للتربية والتعليم، من دواوينه الشعرية «لم السفر» و«نبوءة الخيول» و«بشائر المطر» وصدر له تحقيق كتاب «رياضة الأبي في قصيدة الخزرجي».

أما المهندس حمود بن عليثه الحربي، من مواليد سنة 1951 وحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود، شارك في العديد من الدورات التدريبية والندوات العلمية، كما شارك في عضوية العديد من اللجان، وقد أنجز العديد من المؤلفات في موضوعات مختلفة.

فيما يحمل صالح بن محمد المطيري درجة الماجستير في اللغويات من الولايات المتحدة الأميركية، من مواليد 1972 له العديد من البحوث في مجال الأدب واللغة والترجمة.

بينما عمل الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان استاذا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم عضوا بمجلس الشورى، صدر له العديد من المؤلفات منها «تحقيق حماسة أبي تمام» و«التطفل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادرهم وأشعارهم» و«معجم شعراء الحماسة» و«الوليد الإشبيلي ومواهبه الأدبية» و«المدينة المنورة في آثار المؤلفين والباحثين قديما وحديثا».

أما عيد بن عبد الله الحجيلي، فيحمل بكالوريوس الآداب والتربية من جامعة الملك عبد العزيز، من مواليد 1968، عضو اللجنة الثقافية في نادي المدينة المنورة الأدبي وعضو هيئة تحرير دورية «الآطام»، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان «قامة تتلعثم».

فيما ولد محمد بن إبراهيم الدبيسي في 1968، نال درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وأصدر العديد من المؤلفات النقدية منها «دراسات نقدية في الشعر السعودي المعاصر: ملامح وسمات» و«ذاكرة الصحراء» و«الشعرية المعاصرة في المملكة».

ويحمل محمد بن سالم الصفراني درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، وهو من مواليد سنة 1969، من دواوينه الشعرية «المدينة» و« شارب المحو»، وفي الدراسات النقدية أصدر «شعر غازي القصيبي.. دراسة فنية».

ويعمل الدكتور محمد بن يعقوب التركستاني أستاذاً للعلوم اللغوية في الجامعة الإسلامية، ورئيس تحرير مجلة «الجامعة الإسلامية»، أصدر عددا من الكتب منها «في أصول الكلمات في مشكلة الخلط بين الضاد والظاء»، وحقق العديد من الكتب منها «الجوهر الفرد في الكلام على أما بعد» و«غاية المراد في معرفة إخراج الضاد» و«كتاب ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن».

فيما ولد ناجي بن محمد الأنصاري في 1941، عمل في مجال التدريس، من دواوينه الشعرية «أريج والعاصفة»، وفي القصة أصدر «الطيرمة والأخطبوط» وصدر له كتاب «التعليم في المدينة المنورة».

بينما يعمل الدكتور يوسف بن أحمد حواله أستاذاً مشاركاً ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة، من مواليد 1949 شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الداخلية والخارجية، وأصدر العديد من البحوث والمؤلفات.

وأنجز النادي منذ تأسيسه الكثير، حيث قدم أكثر من 249 محاضرة، وأكثر من 136 ندوة ولقاء، وتجاوزت الأمسيات الشعرية الثمانين أمسية، وأصدر أكثر من 127 كتاباً، بلغ عدد أعضائه أكثر من 306 اعضاء بين مؤسس وعامل ومنتسب، وأنشأ متحفاً يضم الأدوات والأجهزة التي كانت تستعمل قبل انتشار التقنية الحديثة ودخول الكهرباء إلى الحياة المعاصرة، كما أعد النادي صالة خاصة سماها «ركن الخالدين»، وهي تضم صوراً فوتوغرافية للشخصيات الأدبية بالمدينة المنورة، مع المعلومات المتوفرة عن إنتاجها المخطوط والمطبوع، ونبذة مفصلة عن تاريخها العلمي، ومن أهم منجزات النادي؛ تقديمه لجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية، وقد أسهمت كثيراً في تنشيط الحركة المعرفية، وكان لها دورها المتميز بين الأنشطة الثقافية، ويقوم بها النادي بالتعاون مع ورثة الفقيد الكبير «يرحمه الله».

وأقام النادي بمبناه الحالي ثلاث مكتبات متخصصة، تضم أكثر من عشرة آلاف كتاب في مختلف فنون المعرفة والثقافة، وهي مكتبة الطفل، ومكتبة إصدارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية الأدبية، والمكتبة العامة.