ندرة الاستشاريين تفرض ضريبة «مسقط الرأس» لأبناء الباحة الأطباء

TT

كشف مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الباحة الدكتور علي حامد الغامدي عن صعوبة التعاقد مع الأطباء والطبيبات والعاملين في مجال التمريض من الخارج بسبب تدني الأجور، في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لاستقطاب تلك المهن برواتب وشروط مجزية.

وأبان الغامدي ان ادارته تعاني من ندرة الاستشاريين، وظائف في تلك التخصصات ظلت شاغرة لأكثر من عامين، مبينا أن جهود وزارة الصحة تتجه نحو مراجعة كادر الأطباء بما يخدم المشافي، وأنه تم في هذا العام من خلال اللجنة المكلفة بالتعاقد مع الأطباء في مصر استحداث ما يسمى بـ«بدل الندرة» لبعض التخصصات الطبية النادرة. ولم يخف مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة استياءه من أن بعض المستشفيات الكبيرة اخضعت لعقود تشغيل ذاتي، بعد أن تحولت من التشغيل عن طريق الشركات التي وصلت في آخر عقودها إلى مستويات متدنية، بسبب المنافسة بين الشركات، وبالتالي تأثرت ميزانيات التشغيل بآخر ما وصلت إليه من قيمة العقود السابقة للتشغيل الذاتي، مبينا أن مراجعة قادمة على مستوى المملكة ستحقق توحيد العقود.

واوضح أن بيئة الباحة غير جاذبة للمتعاقدين من الخارج، إذ يفضل هؤلاء أمهات المدن لتوفر الخدمات العامة، وطالب ببدل مناطق نائية وإيجاد حوافز للعمل في هذه المناطق.

وحول قلة عدد الطبيبات، أكد الغامدي أن توزيعهن على المراكز الصحية يخضع للكثافة السكانية في نطاق خدمات المركز الصحي، فيما أكد أن جاهزية مستشفى العقيق مرتبطة بالاعتمادات المالية، وأنه تم تغيير مخططات المستشفيات في المندق والعقيق وبالجرشي، وفقا لما اعتمده وزير الصحة بالتوسعة السريرية التي تصل إلى 700 سرير، فيما تم اختيار مستشفى الملك فهد لتطبيق الضمان الصحي لغير السعوديين· ولم ينكر أن الاستثمار الصحي الخاص في المنطقة غير مجد، معللا ذلك بقلة السكان طوال السنة عدا فترة الصيف، وقال ان المنطقة بحاجة إلى مستشفى للأطفال والنساء والولادة.

وقال الغامدي انه نتيجة لتفشي ظاهرة الإدمان فقد جاءت أولوية مستشفى الصحة النفسية في المقدمة، كما لم يبد تخوفه من الهجرة العكسية لسكان المنطقة، مبينا أن المستشفيات الجديدة ستفي بالغرض لانتشارها في المحافظات، مطالبا الأطباء من أبناء المنطقة بضرورة التجاوب والتواصل مع منطقتهم من باب ضريبة «مسقط الرأس» كما أسماها.

وأكد الدكتور عبد الحميد سفر الغامدي المشرف العام على مستشفى الملك فهد بالباحة بوجود خلل في استقبال مرضى الطوارئ يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، بسبب دوام الأطباء وتناقل الأدوار والمناوبة، وأنهم يعانون من عدم توفر الكفاءات البشرية القادرة على التحمس والأداء الأمثل في ظل اجازة الأسبوع، فقد أبدى تفهمه بعدم رقي تعامل منسوبي المستشفى، أطباء وإداريين وفنيين وتمريض، إلى الدرجة التي يطمح إليها، مشيرا الى دورات تقام لتحسين الصورة لدى المرضى والمراجعين.

واعترف الدكتور سفر لـ«الشرق الأوسط» باغلاق الابواب بين قسم الطوارئ والعيادات الخارجية امام تدفق المراجعين، لكن ليس أمام المرضى ـ كما يشاع ـ بسبب مشروع البرج الطبي، وكشف عن تأجيل بعض العمليات الاختيارية، ووقف التنويم إلا للحالات الحرجة، مبينا أن جهودا تبذل بالتنسيق مع الشؤون الصحية لإيجاد مقرات للتنويم إذا ما دعت الحاجة، وقال ان أعمال الأطباء الزائرين في فترة الصيف ستنصب لمواجهة أعداد المراجعين وليس لقلة الكفاءات.

ولم يخف الدكتور سفر حدوث خطأ في التنسيق بين المستشفى وطائرة الإخلاء الطبي الأسبوع الفارط في واقعة إعادة مريض من مطار العقيق ـ 45 كم عن المستشفى ـ بعد أن مكث منتظرا وصول الطائرة لأكثر من ساعتين بساحة المطار، مرجعا ذلك لحالة مريض آخر تم نقله بنفس الطائرة من أبها للرياض.

جدير بالذكر أن وزير الصحة سيقوم بزيارة لمنطقة الباحة خلال الأسابيع المقبلة يضع فيها حجر الأساس للبرج الطبي وعدد من المراكز الطبية التابعة للمستشفى إلى جانب وضع حجر الأساس لمستشفى القرى.