انطلاق البرنامج التدريبي الخاص بمشرفي الأندية الصيفية في السعودية

بن معمر: خطوات قادمة لتعزيز الهدف الفكري الحواري في مختلف القطاعات

TT

انطلق البرنامج التدريبي الخاص بتنمية مهارات الحوار لإعداد 60 مدربا من المشرفين على الأندية الصيفية الطلابية بالمملكة التي يقدر عددها بـ(330) ناديا صيفيا والذي يعقده مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ولمدة أربعة أيام في الرياض. وشارك في الجزء الأول من البرنامج الذي عقد على مدار يومي السبت والأحد 30 مدربا من المشرفين على الأندية الصيفية الطلابية من بعض مناطق المملكة حيث خصص يوم أمس من البرنامج تحت عنوان «تنمية مهارات الاتصال في الحوار»، بينما ستعقد اليوم الأحد ورشة عمل عبارة عن ثلاثة محاور وهي: التأصيل الشرعي وأهمية الحوار والمفاهيم الرئيسية، وكيف نتعامل مع المتدربين من خلال التمارين، ومقترحات وآراء المشاركين.

وأكد فيصل بن معمر أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن هذا البرنامج يعتبر بمثابة خطوة أولى في التعاون مع وزارة التربية والتعليم، لنشر ثقافة الحوار وقيمه، وجعله نمطا من أنماط السلوك اليومي لدى كافة شرائح المجتمع، وسوف تتبعها خطوات قادمة لتعزيز هذا الهدف الفكري الحواري في مختلف اللقاءات التي يقيمها المركز مع هذا القطاع المهم ومع القطاعات الأخرى في بلادنا.

وأشار ابن معمر إلى أن هذا البرنامج ينفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويهدف إلى نشر ثقافة الحوار في المجتمع، ونشر قيم الوسطية والاعتدال التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا مهارات الحوار وآدابه، وستتمثل مهمة المدربين في الاطلاع على هذه الأسس الحوارية واستيعابها من خلال هذا البرنامج الشامل الذي ينفذه المركز في هذا الخصوص.

وأضاف ابن معمر أن هؤلاء المدربين المشاركين في البرنامج سيقومون بتنفيذ سلسلة من البرامج التدريبية في البرنامج التدريبي «تنمية مهارات الاتصال في الحوار» ليتم تنفيذ البرنامج وتطبيقه من خلال الأندية الصيفية الطلابية خلال هذا الصيف، نشرا لقيم الحوار بين فئة الشباب، وتوعية لهم بالدور الإنساني والمعرفي الكبير الذي يشكله الحوار بوصفه قيمة إنسانية أولاً وقيمة مجتمعية وطنية تسعى لتأصيل التسامح والاعتدال، وخلق بيئة حوارية فكرية واعية تنطوي على قيم الانتماء والوحدة وترسيخ الثوابت الوطنية النابعة من عقيدتنا الإسلامية.

وأكد ابن معمر أن هذا البرنامج الحواري يهدف إلى خلق آليات تواصل مع هذه الشريحة الطلابية المهمة التي هي قوام مستقبل بلادنا وعماد نهضتها، هذه الشريحة التي نعول عليها مستقبلا في مواصلة مسيرة البناء والنهضة المباركة التي تسير عليها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين.

وأشار سعد بن إبراهيم الثنيان المشرف على النشاط الثقافي بوزارة التربية والتعليم إلى أن المشرفين المشاركين بالبرنامج سيقومون بتدريب مشرفي المجالات (الثقافية، الاجتماعية، الكشفية، الرياضية، الفنية) في الأندية الصيفية المنتشرة في جميع مناطق المملكة، ثم يقوم بعد ذلك مشرفو المجالات بتدريب الطلاب الملتحقين بهذه المجالات.

وقال الثنيان أن دور المدربين المشاركين بالبرنامج لا يقتصر على التدريب وإنما سيتابعون دورات مشرفي المجالات الخاصة بالطلاب ومدى تطبيقهم لما تدربوا عليه، وأضاف الثنيان أن وزارة التربية والتعليم تهدف إلى إشاعة ثقافة الحوار بين منسوبيها وطلابها من خلال التعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، مضيفاً بأن هؤلاء المدربين المشاركين يمثلون كافة الإدارات التعليمية في جميع مناطق المملكة. إلى ذلك، أوضح عبدالله بن عمر الصقهان مدير إدارة التدريب وورش العمل بالمركز أن برنامج إعداد مشرفي المراكز الصيفية بالمملكة يأتي ضمن برامج الدورات التدريبية التي ينفذها المركز بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية، ويهدف إلى نشر ثقافة الحوار في المجتمع وخاصة في القطاع التعليمي والتربوي، وإلى نشر قيم الحوار والاختلاف وقبول الطرف الآخر التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا الأصيلة، وأشار الصقهان إلى أن المدربين سيتدربون على هذه الأسس الحوارية ثم تطبيقها عملياً من خلال نماذج خاصة في هذا البرنامج الشامل الذي ينفذه المركز في هذا الخصوص.

وأضاف الصقهان بأن البرامج تهدف أيضاً إلى الرفع من قيمة الحوار الفعال والهادف وبيان أهميته وآدابه في المجتمع، كما أن المركز يسعى من خلال هذه البرامج إلى التواصل مع ممثلي القطاعات التعليمية والأندية الصيفية في المجتمع وتحقيقا للرسالة التي يسعى المركز إلى نشرها وهي ثقافة الحوار.

وقال الصقهان ان المدربين سيتدربون خلال هذا البرنامج على أساليب حديثة للحوار وعلى نماذج متنوعة من آدابه، واستعراض صور تاريخية عن الحوار البناء والهادف، وكذلك توزيع حقائب تدريبية علمية على المشاركين بالبرنامج التي تشمل كتيبات متخصصة بثقافة الحوار وبعض النماذج التدريبية، وسيقوم المركز بتزويد المشاركين أيضاً بدليل إرشادي للتعامل الحقيبة التدريبية بالإضافة إلى قرص (CD) للعرض المصاحب، كما ستوزع شهادات معتمدة لحضور هذا البرنامج التدريبي.

وأكد الصقهان خلال عقد البرنامج على أهمية تدريب القائمين على الأندية الصيفية على مثل هذه البرامج التربوية القيمة، وتوعيتهم بالدور الكبير الذي يقومون به في الأندية، وما تمثله ثقافة الحوار من قيمة دينية وإنسانية، وعادة حميدة في مجتمعنا تسعى لتأصيل التسامح والاعتدال، وخلق بيئة حوارية فكرية واعية قائمة على قيم الانتماء والوحدة وترسيخ الثوابت الوطنية النابعة من عقيدتنا الإسلامية.