إطلاق برنامج الفحص المبكر لسرطان البروستاتا بمستشفى الملك خالد الجامعي

د. رباح: قلة الوعي بين السعوديين بخطورة المرض يوصل المصاب إلى مراحل خطيرة

TT

كشف الدكتور مساعد بن محمد السلمان عميد كلية الطب المشرف على المستشفيات الجامعية بأنه بدأ مستشفى الملك خالد الجامعي بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إطلاق برنامج للكشف المبكر لسرطان البروستاتا، ويعد هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى السعودية والمتاح لكافة المواطنين ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

وأضاف الدكتور السلمان أن الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة تؤكد انخفاض معدلات الإصابة في السعودية عن المعدلات الغربية رغم عدم توفر إحصاءات دقيقة بهذا الشأن ألا أن هناك شعورا لدى بعض المتخصصين في نفس المجال بان هناك تزايداً في نسبة الإصابة بهذا المرض في السنوات الأخيرة مبينا أن معظم الحالات المسجلة في السعودية هي حالات متأخرة يصعب الشفاء منها وذلك على عكس ما يسجل في العالم الغربي، ويرجع ذلك لسبب رئيسي وهو مستوى الوعي الطبي لدى كل من الطبيب والمريض وإجراء مسح لكشف مبكر لسرطان البروستاتا.

وأشار الدكتور السلمان إلى أن الإحصاءات الصحية العالمية تبين انخفاض معدلات الوفاة الناشيءة عن سرطان البروستاتا في الدول التي طبقت هذا البرنامج على الرجال الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاما مبينا أن سرطان البروستاتا غير معروف الأسباب وهناك بعض الأدلة التي لم تثبت صحتها بعد مثل الأطعمة التي تحتوي على كثير من الدهون وان كان العامل الوراثي له علاقة وطيدة بالإصابة بالمرض.

وذكر الدكتور داني بن منذر رباح استشاري جراحة المسالك البولية الأستاذ المساعد بقسم الجراحة بمستشفى الملك خالد الجامعي ورئيس الفريق المشرف على البرنامج «للشرق الأوسط» أن الهدف من اطلاق البرنامج هو الكشف عن حالات الإصابة المبكرة التي عادة ما تكون موجودة ودون أعراض واضحة للمريض ولا يستطيع المصاب الشكوى منها وبفحوصات بسيطة يمكن اكتشافه وفي العادة يتم التعرف على المرض عن طريق أعراضه الأخيرة التي لا شفاء منها.

وأضاف الدكتور رباح أن السعودية حسب إحصاءات قديمة وغير دقيقة تحتل المرتبة الخامسة في الإصابة بسرطان البروستاتا ويلعب الوعي دورا كبيرا في اكتشاف المرض في مراحله الأولية وهو ما يفتقده المجتمع السعودي حيث يلجأ المريض للعيادة بعد وصوله إلى مرحلة الخطر مبينا أن نسبة الشفاء تتراوح 90 في المائة للمرضى المصابين في المراحل الأولية.

وعن الأسباب المعروفة للإصابة بالمرض أوضح الدكتور رباح إلى جانب العامل الوراثي يكون الرجال من الجنس الأسود (أو العرق الافريقى) أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمرض، مشيرا إلى أن ميزانيات الدول الأوروبية في مجال الأبحاث لسرطان البروستاتا وصلت إلى 500 مليون دولار إلا انه لم يتم التعرف على الأسباب الحقيقية وراء الإصابة به بشكل قاطع إلا بعد اجراء تحليل الدم الذي سيعمل به من خلال البرنامج ويتم عن طريقه حصر الحالات في السعودية ومعرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة به.

وأشار الدكتور داني إلى أهمية الفحص الدوري للرجال بعد سن الخمسين موضحا أن البروستاتا غدة صغيرة توجد في جسم الرجل وتقع أسفل المثانة ويصيبها السرطان مثل أي عضو، وتكمن خطورته في كونه أكثر الأورام انتشارا بين الرجال في العالم الغربي فهو يصيب رجلا من كل ثمانية رجال.