عملية الـ 45 دقيقة تخلف 6 قتلى ومصابا في صفوف الإرهابيين

مقتل رجل أمن وإصابة آخرين في عملية حي النخيل

TT

في عملية خاطفة وسريعة استغرقت 45 دقيقة، تمكنت قوات الأمن السعودية فجر أمس، من تعقب إرهابيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة في العاصمة السعودية الرياض.

وأدت المواجهة التي تمت أمام المنزل الذي كان يقطنه الارهابيون، إلى مقتل ستة مطلوبين أمنيا، والقبض على آخر بعد إصابته، فيما قتل رجل أمن وأصيب عدد آخر.

وقالت وزارة الداخلية السعودية إن قوات الأمن تعقبت في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، سبعة من «أرباب الفكر المنحرف المنتمين للفئة الضالة» إلى منزل يقع في حي النخيل الواقع بالمنطقة الشمالية من مدينة الرياض، والذي جعلوا منه وكرا للجريمة والفساد في الأرض ومنطلقا لمخططات البغي والعدوان.

وأضاف بيان الداخلية، الذي صدر أمس، «وفور وصول قوات الأمن للموقع، تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، فتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، وتمكنت قوات الأمن السيطرة على الموقف في وقت وجيز، حيث نتج عن ذلك مقتل ستة منهم وإصابة سابعهم والقبض عليه».

وتابع البيان: «استشهد في الحادث رجل أمن، إضافة إلى وقوع بعض الإصابات في صفوف رجال الأمن».

ولم تقتصر الخسائر على الأرواح، فقد أعطبت سيارة تابعة لقوات الأمن الخاصة من قبل الإرهابيين، وفي المقابل، تمكنت القوى الأمنية من إعطاب سيارتين تابعتين للإرهابيين من نوع GMC «سوبر بان» سوداء اللون، وأخرى من نوع سيدان «هيونداي»، أمام فيلا سكنية مستأجرة.

من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أنهم بصدد جمع المعلومات ومن ثم تحديد هويات قتلى العملية.

وأكد اللواء التركي أن وزارة الداخلية بصدد إصدار بيان إلحاقي تبين فيه كافة التفاصيل بعد انتهائها من جمع المعلومات.

وكانت قد بدأت العملية عند الساعة الثانية فجرا، بعد أن طوقت قوى الأمن محيط حي النخيل «شمال العاصمة الرياض»، واستمرت ما يقارب الـ 45 دقيقة لتنتهي في الساعة الثانية و45 دقيقة بالتوقيت المحلي.

وبالنظر إلى السيناريوهات السابقة للعمليات الأمنية على أفراد التنظيم، فإنه من المقرر أن تتحفظ السلطات الأمنية على هوية الشخص السابع المقبوض عليه، والذي كانت إصابته بالغة بعد أن حاول الهرب، حتى يتم التحقيق معه.

وترددت أنباء من أن المبنى المكون من طابقين، والذي جعل منه الإرهابيين وكرا لهم، كان مركزا لإعداد المواد الإعلامية التي ينشرها التنظيم على صفحات الإنترنت، الأمر الذي تطابق مع روايات شهود عيان أكدت أن السلطات الأمنية صادرت عددا من الأجهزة كومبيوتر الشخصية وبعض المستندات من المبنى.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عدد الجرحى في صفوف قوى الأمن تجاوزت الخمسة، مشيرين إلى أن العملية شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين الجانبين بصورة متواصلة.

وروى شهود العيان أن قوات الأمن بدأت بمحاصرة الحي عند منتصف الليل، إذ فرض طوق أمني على كافة مداخله، وشوهد وجود كثيف لقوات الأمن، شاركت فيه قوات الأمن الخاصة وقوات الواجبات الخاصة، إلى جانب رجال الشرطة.

ومن المنتظر أن تصدر وزارة الداخلية السعودية بيانا إلحاقيا تورد فيه تفاصيل أكثر عن العملية في وقت آخر.

وتأتي هذه العملية بعد هدوء ساد السعودية قرابة الشهرين، حيث داهمت قوات الأمن السعودية في 27 فبراير (شباط) الماضي، وكرا تحصن فيه إرهابيون، نتج عن المداهمة مقتل 5 إرهابيين وهم فهد فراج الجوير، وإبراهيم عبد الله المطير، وعبد الله محيا الشمري، وجميعهم من المطلوبين أمنيا، وممن أدرجت أسماؤهم على قائمة الـ36، بالإضافة إلى جفال رفيع الشمري وسليمان بن عبد الرحمن بن سليمان الطلق سعوديي الجنسية، فيما تم القبض على مشتبه آخر، بعد عملية متزأمنة استهدفت استراحة في حي اليرموك، وموقعا آخر في حي الروابي شرق العاصمة الرياض، العملية التي أتت بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الفاشل على معامل النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينة بقيق بالمنطقة الشرقية، والتي انتهت بمقتل المطلوبين الأمنيين محمد بن صالح بن محمد الغيث، وعبد الله بن عبد العزيز بن إبراهيم التويجري بعد تفجير سيارتيهما.

من جهة أخرى، أدى الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بعد صلاة عصر أمس، صلاة الميت على الجندي عبد الرحمن بن حسن محمد الشهري، شهيد الواجب من قوات الأمن الخاصة، الذي قتل خلال مواجهته عددا من المطلوبين الأمنيين بأحداث حي النخيل في مدينة الرياض.

وبعد الصلاة، نقل مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية تعازي ومواساة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى ذوي شهيد الواجب الشهري، سائلاً الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.

كما قام الأمير محمد بن نايف بزيارة للمصابين من رجال الأمن الذين يتلقون العلاج بمستشفى قوى الأمن في الرياض اثر إصابتهم خلال المواجهة الأمنية.