الجهات الراعية للعروض المسرحية الصيفية تعتمد على ممثلين عرب وتتجاهل الفرق المسرحية

وسط مطالبات بدعمها للنهوض بصناعة المسرح

TT

في ظل عدم وجود قاعات للعرض المسرحي بدأت حمى الملاسنات الصيفية بين مسرحيين سعوديين واللجنة المنظمة لمهرجان جدة، التي يقع على عاتقها اعتماد العروض المسرحية والتي تقدم بعضها فرق سعودية. فيما يظل السؤال دائرا حول موسمية الأعمال المسرحية في السعودية قياسا بالدول المجاورة التي تعتبر العروض المسرحية فيها أحد الطقوس اليومية.

في حين يرى بعض المسرحيين السعوديين أن العروض المسرحية التي تقدم ليست لها أي صلة بالمسرح لاعتبارات كثيرة أهمها عدم وجود مسارح مجهزة، وضعف الدعم المادي للفرق المسرحية، وعدم الاعتماد على الكوادر الوطنية باستقطاب الممثلين العرب كشرط لدعمهم من الجهات الراعية.

ويقول عبد الله باحطاب رئيس قسم المسرح بالجمعية السعودية للثقافة والفنون بجدة: «في الوقت الذي يؤتى فيه بالنجوم العربية المشاركة قبل بداية العرض بأيام معدودة كيف يمكن تقديم مسرح بدون تدريبات على نصوص جادة»، مشيرا إلى أهمية مشاركة الجمعية من خلال عرض واحد يحفظ ماء الوجه أمام العروض التي تعتمد النجم الواحد بهدف الترويج لمنتجات الشركات الراعية. موضحا «نحن على استعداد تام لتقديم عرض يحمل فكرا يحترم المتلقي في حال وجود الدعم المماثل».

ويأتي دعم الشركات الراعية لمثل هذه العروض التي لا ترقى لمستوى وطموح المتلقي في السعودية، كما أوضح ذلك فيصل عبد الفتاح «ليس أمأمنا خيار آخر سوى حضور هذه العروض التي نعرف أنها تقوم على التهريج والارتجال»، وفي الوقت الذي أثار فيه وائل يماني مدير عام مهرجان جدة افتقار الساحة المسرحية لكتاب ومخرجين مسرحيين، أوضح باحطاب «لدينا كتاب مسرحيون مشهود لهم في مختلف مجالات الكتابة المسرحية بدءا من الطفل والقضايا الاجتماعية إلى جانب مخرجين حققوا جوائز خارج المملكة في مهرجانات الكويت والمسرح التجريبي بالقاهرة».

إلا أن إيجاد المكان الذي يتم فيه العرض يقف عائقا حقيقيا أمام المسرحيين السعوديين، كما قال ممدوح سالم الفنان المسرحي «نحن كمسرحيين نفتقد للدعم المالي والمكان الذي يستوعب مسؤولية عرض عمل مسرحي»، وعلى الرغم من بساطة الإمكانات المتاحة في قاعات العرض بجامعة الملك عبد العزيز ومدينة الملك فهد الساحلية إلا أنها «تستطيع هذه المسارح إخراج عرض مسرحي جيد أفضل مما تقدمه مسارح المتنزهات فيما لو طلب من الجمعية ذلك» كما قال باحطاب معلقا حول إشكالية عدم توفر قاعات عرض مسرحي بفروع الجمعية الإثني عشر.

ويأتي تأكيد محمد الشدي رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عن عدم وجود أية مشكلات تعترض تفعيل النشاط المسرحي كما أوضح «لا توجد مشاكل تعترض النشاط المسرحي»، وعلل ذلك مستشهدا بإقامة ثلاثة مهرجانات مسرحية في كل من جدة والدمام والقصيم اقتصرت حسب كلامه «على تقديم العروض المسرحية على مسارح الجامعات في المناطق التي أقيمت فيها»، مما يوقع على كاهل المسرحيين السعوديين تهمة التعامل مع المسرح باعتباره وظيفة حكومية، وفي ظل هذا التعامل مع قطاع الثقافة يطرح السؤال عن أهمية جذب قطاع الأعمال للاستثمار في الشأن الثقافي والنهوض بالحركة المسرحية قال باحطاب «لسنا متسولين وعلى الجهات المعنية، التي تحمل هما ثقافيا حقيقيا أن تبدي اهتماما بالاستثمار ودعم النشاط المسرحي في السعودية وليس فقط في موسم الصيف بل طول السنة».