خادمات يعملن في البيوت صباحا وبائعات «للبراقع» في الأسواق مساء

وزارة العمل لـ الشرق الاوسط: أمر البيع مقصور فقط على السعوديات ويمنع عمل الأجنبيات

TT

عملية البيع والشراء بالنسبة للمرأة في الأسواق من الأمور المسلم بها شرعا وعرفا، وتحديدا النسائي منها ولكن ماذا يحدث في ظل غياب الرقيب بشكل مواز لدهاء حواء والتي تؤثر أحيانا الراحة على العمل طالما أن هناك أوجها كثيرة للتحايل كاحضار خادمة للمنزل براتب شهري لا يتجاوز 600 ريال واجبارها على العمل بالبسطات النسائية في سوق القرية الشعبية في أحياء الرياض.

وتشرح ذلك الخادمة «فاطمة» ذات الجنسية الاندونيسية التي أعطيت هذا الاسم منذ أكثر من ثلاث سنوات ـ كغيرها من الخادمات اللاتي يأتين للسعودية وتعمل ربة المنزل على تغيير اسمها كونها لا تستطيع نطقه ـ وتحديدا عندما بدأت بالعمل في سوق النساء كبائعة مسائية للبراقع والتي لا تفقه فيها شيئا ـ على حد قولها ـ سوى أنها «على نوعين إسلامي وعادي عدا الأسعار التي قامت سيدتي بتحفيظها لي عن ظهر قلب». وعن سبب قدومها للسعودية قالت أنها أتت كخادمة للمنزل ولكنها خيرت أن تعمل في الصباح خادمة وفي المساء بائعة أو أن تعود لبلادها فاختارت البقاء نظرا للحاجة المادية. وتضيف «إن العمل بهذه الطريقة متعب لي علاوة على أني لا أعرف كيف أبيع وإذا ما نصب عليّ أحد ما فإنه يتم الخصم من راتبي وهو بالكاد يكفيني، فأنا أرسل لزوجي وابنتي 400 ريال وأبقي معي 200 ريال ومع تكرار الخصم لا يبقى لي شيء» موضحة بأنها أتت للمملكة كخادمة وليست بائعة براقع.

وتؤكد ذات الشيء الخادمة «خديجة» من الجالية الاندونيسية أيضا قائلة: «قدمت للمملكة منذ أربع سنوات كخادمة للمنزل لكن بعد سنتين تقريبا مرضت صاحبة المحل ـ وهو محل صغير بالسوق النسائية ـ فبدأت آتي بدلا عنها وأبيع «مستغربة» عدم عودة تلك السيدة للعمل بالسوق كالسابق بالرغم من كونها تأتي لمراقبتها. وتضيف «لقد تعبت كثيرا، فأنا منذ الصباح أكون في المطبخ ولا أخرج منه إلا إلى السوق مساء، حيث أظل واقفة لبيع البراقع وإذا انتهيت ذهبت للبيت وعدت للمطبخ»، منوهة على أن ذلك ظلم بقولها «كل هذا أفعله بـ 600 ريال شهريا فقط».

فيما تشير «أمنة»، خادمة من الجنسية الهندية لمدى الكسب المادي العائد إلى السيدات في المنازل من هذه المحلات التي تدار بجهدهن بقولها: «المحل النسائي يكسب كثيرا من كل شيء ولكن البراقع هي الخير والبركة»، مبينة أن الاقبال عليها من قبل النساء كبير جدا معتقدة بأنه لباس خاص بالمرأة السعودية.

ولم تخف أنها متضايقة جدا من لبس البرقع الذي تجبر على لبسه كغيرها من الخادمات البائعات هنا في سوق الحريم بالقرية الشعبية، نافية أخذ أي زيادة على راتبها لقيامها ببيع البراقع أو أي شيء آخر، مؤكدة على أن لديها الآن خبرة في مجال البيع، فهي تأتي إلى السوق منذ خمس سنوات تقريبا.

بينما ترى «فاطمة» خادمة من الجنسية الاندونيسية أن عملها منذ أتت للمملكة منذ سنتين كخادمة لم يتغير، فهي خادمة في الصباح وعندما يحل المساء تأتي وتتحول لبائعة لكثير من البضائع النسائية التي يحويها المحل علاوة على بيع البراقع، وتقول انها ترتديه دائما تماما كما تفعل السيدة التي تعمل لديه، فهي ممن يلبسن البرقع ليل نهار، مستغربة هذا التصرف، كذلك كيفية تحمل المرأة السعودية هذا البرقع طوال الليل والنهار معتبرة أن قدومها للخدمة والبيع ظلم وفوق الطاقة التي تتحملها، مؤكدة على عزمها العودة لبلدها، خلال الشهرين المقبلين، فأنا أحصل على مبلغ أقل بكثير مما أقوم به من جهد.

وتتفق معها خادمة من الجنسية الفلبينية، التي رفضت أن تفصح حتى عن اسمها الذي تتعامل به الآن كونها لا تحبه، فقد قدمت منذ ثمانية أشهر على أني خادمة في البيت وليس بائعة للبراقع أو لمستحضرات التجميل أو الملابس، فأنا لا أعرف كيف أبيع للزبائن، معترفة بأن ذلك عائد إلى أني لا أتحدث بشكل جيد اللغة العربية مقارنة بغيري من الخادمات من الجاليات الأخرى في السوق، ومشددة على أن الله لا يرضى بأن يدفع لها القليل في حين تعمل في مقابل ذلك الكثير، وكشفت عن رغبتها للعودة لبلادها لكن لا أحد في البيت الذي تعمل لديهم يريد أن يعيدها.

وعن رأي بعض الزبونات بهذا العمل بالسوق قالت أم حمد: إن الاستغلال لهؤلاء الخادمات واضح، فقد جئن للمملكة كي يخدمن في البيوت لا باحضارهن للأسواق النسائية ليلا للعمل فيها بعد يوم خدمة طويل في بيت سعودي به عدد من الأبناء والبنات، مؤكدة بأن العتب هنا يقع على مكاتب الاستقدام اللائي جئن عن طريقها فعندما تهرب احداهن تسفر دون البحث عن السبب، لذا تتكرر المشكلة.

وتؤكد (ن. القحطاني )، أن منظر هؤلاء الخادمات بالسوق سيئ فهن لا يفهمن عليهن وهم كذلك كون هذا السوق قديم وخاص بهن ومن المفترض أن تأتي صاحبة المحل أو تحضر أحدا يفهم الزبونات وتختار القحطاني اقفال المحل على أن يؤتى بهذه الخادمة المسكينة للسوق لبيع البراقع وغيرها مشددة على ضرورة مخافة الله سبحانه وتعالى من عواقب الاستغلال لهؤلاء الخادمات المسلمات واللائي جئن جراء الحاجة.

غير أن نورة، ترى أن الأمر عادي في عدم وجود الرقيب مؤكدة أن هذا ليس إلا نوعا من أنواع المخالفات الظاهرة، مناشدة وزارة العمل على ضرورة تتبع المخالفات بالنسبة للبائعات المبرقعات من الخادمات، كذلك وزارة التجارة لما يبعن فلا تأخذنا العاطفة وننسى بأن الظلم قد يولد الحقد والبغض مما يجعلهن ينصعن للمغريات والتي من أبسطها الغش والهروب والعمل المشبوه.

إلى ذلك أكد لـ «الشرق الأوسط» حطاب العنزي مدير الشؤون الإعلامية بوزارة العمل مخالفة ذلك للأنظمة بقوله: يمنع عمل الأجنبيات في السوق السعودية منعا باتا وذلك لأن أمر البيع مقصور فقط على السعوديات بدون أي استثناءات ناهيك عن قيام الخادمات بالبيع وإذا وردت أي مخالفة من هذا النوع فلا بد من تبليغ إدارة عمل المنطقة الحاصلة فيها المخالفة لتتخذ الإجراءات اللازمة حول هذه النوعية من المخالفات.