جولة واحدة في أحد محال بيع الكتب المستعملة في الرياض، تكشف استغلال بعض موظفي الجهات الحكومية لمواقعهم الوظيفية، حيث تعج هذه المحال بالمطبوعات التي تقدم للموظفين بالمجان لتطوير أداء العمل.
الكتب التي توزعها العديد من الوزارات الحكومية بالمجان على منسوبيها لتطوير عملهم وتحسين مستواهم الوظيفي، وكذلك الكتب المخصصة للإهداء ترقد في تلك المكتبات وقد تم عرضها للبيع بأبخس الأسعار، حيث تتراوح أسعار النسخة الواحدة ما بين ريال واحد إلى عشرة ريالات في أحسن الأحوال.
من بين القصص المحزنة في هذه المحال، أن مشرفا تربويا زار مدينة الرياض وتوجه إلى محل لبيع الكتب المستعملة، فوجد كتيبا يوزع مجانا من وزارة التربية والتعليم للمشرفين التربويين الجدد، وقد ذيل اسم صاحب الكتيب في الصفحة الأولى، ويعرض هذا الكتيب للبيع مقابل ثلاثة ريالات، ويتساءل هذا الزائر عن القيمة التي باع فيها المشرف دليل عمله!.
ويقول أحد العاملين في مكتبة الموسوعة للكتاب المستعمل في الرياض، إن الكتب الجامعية تتصدر قائمة الكتب الأكثر طلبا، حيث يتم شراؤها من قبل الطلاب الجامعيين بعد انتهاء العام الدراسي، أما الكتب الصادرة من الجهات الحكومية تباع بأسعار زهيدة لعدم الإقبال عليها.
وعن كيفية وصول الكتب الصادرة من الجهات الحكومية المختلفة إلى هذه المكتبة، سواء عن طريق الأشخاص أو الجهات ذاتها، يشير إلى أن المكتبة تشتري هذه الكتب من قِبل أشخاص وليس الجهات الحكومية، مؤكدا أن الكتب الصادرة من الجهات الحكومية لا يرغبها الزبائن كثيرا، بالرغم من سعرها المنخفض.
يشار إلى أن مهام المشرف التربوي في السعودية تتضمن معالجة الإشكاليات التي قد تطرأ في مجال الإشراف التربوي، مثل نمطية الأداء، الخلل في مجال التواصل والعلاقات بين المشرف والمعلم، زيادة نصاب المشرف التربوي من المعلمين، توفير الوقت للمشرف التربوي للقيام بمهامه بشكل أفضل.
وهناك المشرف المتعاون الذي يقوم بدور المشرف التربوي المقيم، ويقف على مشكلات المعلمين عن قرب، فيقدم لهم العون الفني المناسب، ويتعاون مع الجهاز الإداري في المدرسة والمشرف التربوي على توفير الخبرات المهنية المناسبة للمعلمين حسب احتياجه وقدراته وإمكاناته.