«الدورات» و«الترقيات» مشاكل ولدت الحقد والضغينة بين الموظفين

وسط إلقاء البعض باللائمة على المحسوبية وآخرون يطالبون بمدير قيادي ومتمرس

TT

تبرز في بيئات العمل العديد من المشاكل الوظيفية بين العاملين، نتيجة شعور بعضهم بالظلم أو بوجود المحسوبية من قبل المسؤول المباشر، وتعتبر الدورات التدريبية والترقيات وتوقيع الحضور والانصراف هي أكثر عناصر العمل تسببا في تلك المشاكل.

ويذكر في هذا الصدد محمد العتيبي (رئيس قسم في إحدى الدوائر الحكومية) أن المشاكل العديدة بين الموظفين تساهم بشكل مباشر في قلة الإنتاج وزيادة التوتر النفسي، مضيفا أن الدوائر الحكومية تكثر فيها هذه الإشكالات عن مثيلاتها في القطاعات الخاصة نتيجة لكثرة المحسوبية وعدم التفكير جديا بالعمل إضافة إلى أن التسيب هو سمة هذه القطاعات.

ويضيف العتيبي أن هناك الكثير من المواقف التي شهدها بنفسه كانت مؤشرا خطيرا لما وصل إليه الحقد والحسد والضغينة بين بعض الموظفين، ويقول العتيبي «أحد الموظفين سرق تذكرة موظف آخر كان ينافسه على دورة تدريبية لكي يمنعه من السفر. وآخر قام بالعبث في إطارات سيارة زميله الموظف لكي يمنعه من حضور اجتماع مهم مع مديره».

ويوضح فهد عبد الله المطيري (موظف في القطاع الحكومي) أن طبيعة العمل تحتم وجود الاختلافات والمشاكل بين الموظفين، لكن يجب ألا تؤثر هذه الاختلافات على سير العمل، وهو ما تسببه الدورات التدريبية الخارجية، خاصة التي تعقد في الصيف حيث تعتبر من أهم المسببات لهذه المشاكل بسبب تهافت الموظفين عليها ولأن كافة التكاليف تتحملها الجهة التي ينتسب لها الموظف· يقترح المطيري أن تتم جدولة هذه الدورات لعدة سنوات مقبلة حتى يتم القضاء على المشاكل السنوية المعتادة في الصيف.

أما محمد الملافخ (مدير إدارة بإحدى شركات القطاع الخاص) فيؤكد أن مشاكل الموظفين في بيئة العمل تحتاج لمدير قيادي ومتمرس في البيئة الإدارية وإلا فلن يتمكن من تسيير العملية التنظيمية بالشكل المطلوب· مشيرا إلى أن بيئة العمل النموذجية التي تعتمد في أحد أهم محاورها على العدل بين الموظفين كافية في التقليل والحد من المشاكل.

إبراهيم ضاحي السبيل (مدير فترة في إحدى الأسواق الكبيرة في الرياض) يذكر في هذا الصدد أن توقيع الحضور والانصراف الخاص بالموظفين من أكثر الجوانب التي تسبب المشاكل بينهم، حيث أن بعضهم يعترض عند الشطب على اسمه نتيجة تأخره بحجة أن المسؤول المباشر يجامل آخرين.

ويشير السبيل إلى أن البعض من الموظفين يعتذر مسبقا لظرف مقبول عن تأخره وهو ما يأخذه غالبا المديرون في الحسبان ويفرقون بين من يقدم اعتذاره مسبقا عن التأخر وبين من يتأخر دون إعلام مديره وهو ما يسمى في البيئة الوظيفية «اللامبالاة».

ويقول الموظف ناصر عبد الرحمن العقيلي أن العنصرية لدى بعض المسؤولين تحتم إثارة المشاكل بين الموظفين، مشيرا إلى أن الدورات التدريبية وبرامج الابتعاث وحركات النقل بين المناطق من أكثر المسببات للمشاكل، حيث يعطي بعض المديرين هذه الفرص لأقاربهم أو من تجمعهم بهم صداقة ونحو ذلك دون النظر للآخرين ومدى حاجتهم لهذه الفرص. ويوجه العقيلي نصيحته لبعض المديرين بأن يتقوا الله عز وجل وان يعدلوا بين موظفيهم لكي تسود الطمأنينة أجواء العمل.

ويستشهد فيصل محمد العجمي (موظف في القطاع الخاص) بحادثة وقعت له مع أحد زملائه في العمل أدرك من خلالها أن المشاكل في العمل قد تكشف الأقنعة المزيفة. فالعجمي لم يكن يدرك أن صديقه العزيز سيكشر عن أنيابه فور حصوله على دورة تدريبية خارجية.

ويشير إلى أنه كان يتنافس مع صديقه العزيز للحصول على تلك الدورة وبعد اجتماع الإدارة وبحث نقاط الكفاءة والالتزام بالعمل اختارته لهذه الدورة، وهو ما لم يرق لزميله، حيث رفع عدة شكاوى بعد أن صرح له بأنه لا يستحق الدورة وأن المدير قد جامله· ويقول العجمي «انتهت صداقتي بذلك الشخص فور التحاقي بالدورة التدريبية».

ويلفت سالم علي المقاطي (موظف حكومي) النظر إلى أن الترقيات وتأخرها ونيل بعض الموظفين لها وتجاهل الآخر من أهم المشاكل التي تعترض بيئة العمل وتوتر العلاقة بين الموظفين·· ويوضح المقاطي أنه وقع أكثر من مرة على مشاكل كان سببها عدم المساواة بين الموظفين، فالبعض منهم ينال الترقية في موعدها والبعض يستغرق سنوات رغم أن جميع المعايير المطلوبة للترقية تتوفر في كليهما.