جمع المقتنيات الأثرية هواية تقضم الملايين ويتمسك بها السعوديون

TT

جمع المقتنيات الأثرية من أكثر الهوايات ندرة لدى السعوديين لما يكون فيها من الجهد والعناء وصعوبة في عملية البحث، ومع ذلك يبقى الاهتمام بالتراث والآثار من قبل الأفراد دليلا على تحضر الفرد وثقافته، فاقتناء ما هو نادر وغريب يعتبر تميزا بحد ذاته وافتخار لصاحبها ورغم مرور الأيام والسنوات إلا أن هذه الهواية ما زالت تحتفظ برونقها وقيمتها التاريخية والمعنوية.

هواية جمع المقتنيات الاثرية لاقت في السنوات الاخيرة رواجا كبيرا في السعودية بحكم ما يمثله التراث السعودي من ثقافة حضارية للأجيال القادمة.

وحول ذلك قال عبد المحسن الصالحي احد المهتمين بهذه الهواية في السعودية لـ «الشرق الأوسط» ان هذه الهواية بدأت لدي في مرحلة العشرينات ووجدت نفسي أهتم بالأمور التراثية ولا اعرف من أين نبع عندي هذا الاهتمام ربما كان للتطور الذي حدث في البلاد دور في هذا الاهتمام والشغف بما هو قديم خصوصا عندما طغت حالة التجديد وسرت حمى الحداثة في البلاد، إضافة إلى الحنين للماضي الذي يشكل جانبا كبيرا من الحميمية في نفسي جعلني احرص على الاحتفاظ بكل ما له صلة به، وكنت مولعا بالمقتنيات الاثرية، ومع مرور الوقت أصبحت لدي رغبة جامحة في الاقتناء بشكل موسع والبحث عن الأشياء التي ارغب في اقتنائها وبدأت بحضور المزادات المحلية والتعاون مع الاخوة المهتمين بالتراث الشعبي، هكذا كانت البداية عندما أصبت بحمى جمع القديم واقتنائه.

وذكر الصالحي أن عملية البحث ومحاولة الاقتناء لبعض القطع النادرة تكلف الكثير من الجهد والعناء والمال وكذلك التنافس الذي يحدث بيني وبين الاخوة المهتمين والمزايدة على الأسعار حتى يتم الحصول على المقتنيات الاثرية.

وأضاف الصالحي ان اهتمامه الشخصي يتركز في اقتنائه للأشياء التاريخية التي ترجع إلى شخصيات معروفة ومنها ما يخص الرؤساء والملوك والأمراء وبعض الحكام على مستوى الجزيرة العربية وأشار الى أن بعض القطع الاثريه قد كلفته أكثر من مليون ريال حتى يتملكها.

وتحدث الصالحي عن السيف الموجود بحوزته الآن والذي يعود إلى الشيخ سلمان الخليفة احد أفراد الاسرة الحاكمة بالبحرين الذي يتميز بدقه في الصنع والجمال، وقد ختم على نصله اسم صاحبه وتم توثيقه ودراسته من قبل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم بالرياض.

وفي شأن متصل، أضاف الصالحي ان من ضمن اهتماماته اقتناء الأحجار الكريمة النادرة التي تكون بمواصفات خاصة ونادرة مثل الألماس والياقوت والعقيق وقال: يوجد لدي حجر كريم من العقيق الشفاف يحمل بداخله لفظ الجلالة وتم توثيقه بشهادات رسمية حكومية معتمدة.

وأكد الصالحي أن أعظم ما يفتخر به هو اقتناء مجموعة من المصاحف تعود إلى خمسمائة عام وهي بحالة جيدة وتمت المحافظة عليها ونوه الى ان هناك نية للمشاركة في المعارض التراثية المحلية والخارجية، ودعا الصالحي في ختام حديثه الى المحافظة على التراث الشعبي والاهتمام به خوفا من اندثاره.

وتحدث لـ«الشرق الأوسط» مسير المرشدي البالغ من العمر 40 عاما وهو أحد المهتمين بجمع المقتنيات الأثرية عن بعض الصعوبات التي تواجه المهتمين بالمقتنيات الأثرية مثل عمليات البحث والتدقيق عن المقتنيات الأثرية.

وأشار المرشدي الى أن بعض المقتنيات تتطلب الكثير من الوقت والجهد والمال ايضا لاقتنائها، وقال ان عمر القطعة الأثرية والجهة التي تعود ملكية القطعة لها هي أكثر العوامل لرفع أقيام القطع الأثرية.

وقال المرشدي إنه يملك بعض النوادر من العملات العربية والأجنبية القديمة، ومنها نصف دولار فضة أميركي، وعملة «البايات» وهي عملة مشتركة بين الجزائر وتونس، وعملة فلسطينية متسلسلة، وعملات إمبراطورية شاه إيران بيرزه أم ميزان وأم شمس والطويلة، بالإضافة إلى مجموعة من البنادق التراثية القديمة التي يعود بعضها لأكثر من 200 سنة.

وتحدث المرشدي عن سيف فارسي يبلغ عمره 300 سنة ودرقة مجهولة العمر وبندق «أم إصبع» مؤرخة بتاريخ يعود لعام 1876 وبندق «فتيل».

وطالب المرشدي بتكثيف المتاحف المهتمة بالآثار وإيجاد مكان للمزادات بالمتاحف الأثرية يكون تحت مظلة وكالة المتاحف الأثرية.