الرضاعة الطبيعية تزيد من فرص حياة حديثي الولادة وتحميهم من أمراض مميتة

TT

حذرت طبيبة أطفال من خطورة اعتماد الأمهات الحديثات على الرضاعة الصناعية وبدائل الحليب خلال الأشهر الـ 6 الأولى من حياة الطفل بشكل خاص، وقالت طبيبة الأطفال، الدكتورة نهاد مصطفى بأن الطفل لا يحتاج إلى أي رضعات صناعية، وأن لبن الثدي وحده يمكن أن يمد الطفل بكل ما يحتاجه حتى عمر الـ 6 أشهر، وخلال هذه الفترة على الأم أن تتجنب تماماً إرضاعه بدائل حليبها، كما عليها تجنب استخدام زجاجات الرضاعة نظراً لصعوبة تنظيفها ما يجعلها تحتوي على جراثيم عديدة تسبب أمراضاً خطيرة، إضافة إلى أن الحلمات الصناعية تجعل الطفل يكره الرضاعة من ثدي أمه وهو ما يدفعه إلى البكاء المستمر، وليس عدم اكتفائه بحليبها كما قد يتصور للبعض.

وأوضحت نهاد مصطفى بأنه في الوقت الذي أثبتت فيه الدراسات بأن التغذية السليمة المعتمدة بشكل أساسي على الرضاعة الطبيعية ولبن الأم تقلل من نسبة وفيات الأطفال في الأشهر الأولى من حياتهم، فإننا نرى بعض الأمهات الصغيرات في السن بشكل خاص يعتمدن على الرضاعة الصناعية وعلى بدائل حليب الأم التي لا توفر كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، ومن هنا فإننا نحاول دائماً توعية الأم وتثقيفها صحياً لتعلم بأن بدائل حليب الأم لا توفر له الغذاء الذي يحتاجه ولا تعوضه عن حليبها، وهي تحميه من أمراض مميتة كالالتهاب الرئوي مثلاً».

وأضافت «الرضاعة الطبيعية ليست مهمة للطفل فقط، ولكن ثبت من خلال أبحاث ودراسات مستفيضة بأنها مهمة للأم في الوقت نفسه وتقيها من كثير من الأمراض».

وكانت دراسة أجراها عدد من الباحثين من جامعة الملك سعود بالرياض على عينة منتقاة شملت أكثر من 2556 أسرة سعودية مناطق مختلفة أظهرت بأن 63 بالمائة من الأمهات السعوديات يقمن بالإقتصار على الرضاعة الطبيعية كمصدر أساسي لتغذية أطفالهن، في حين تتبع 16.4 بالمائة من الأمهات اللاتي شملتهن العينة أسلوب الرضاعة المختلطة، واقتصرت نسبة الأمهات اللاتي يتبعن أسلوب الرضاعة الصناعية كمصدر أساسي لتغذية أطفالهن الرضع على 7.2 بالمائة فقط.

من جهة أخرى أعلنت منظمة اليونسيف خلال الاحتفالية التي أقامتها يوم الثلاثاء الماضي الموافق 1 أغسطس (آب)، بمناسبة بداية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية بأن أبحاثاً مستفيضة بشأن الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على الأطفال الرضع أظهت بأن الطفل الذي يتلقى رضاعة طبيعية في أي بلد من البلدان النامية تكون احتمالات بقائه على قيد الحياة أكبر بحوالي ثلاث مرات مقارنة بالطفلل الذي لا يتلقى رضاعة طبيعية.

جدير بالذكر بأن مجلس الوزراء السعودي قد أقر مشروع نظام تداول بدائل حليب الأم بعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 111/76، ووافق عليه بمرسوم ملكي سام صدر في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، بهدف تنظيم تداول وتسويق بدائل حليب الأم المناسبة والمأمونة بالنسبة للرضع، على أن يتم السماح ببيع هذه المنتجات في الصيدليات بدون أن يتم التسويق والترويج لها لحماية الرضاعة الطبيعية المعتمدة على لبن الأم لفترة الأشهر الستة من عمره على الأقل، وفقاً للمدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم، والتي تهدف إلى حماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية بحظر الدعاية والتسويق التجاري المكثف لبدائل لبن الأم التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية في 1981.