طلبة في الثانوية يبتكرون أجهزة تعليمية تقلد الطبية الحديثة بكلفة ضئيلة

تقوم بعرض حقيقي لجسم الإنسان عبر الكومبيوتر

TT

«صندوق أسود موصول بجهاز كومبيوتر محمول» هذا كل ما يمكنك أن تراه للوهلة الأولى، لكن وبحركات بسيطة من الطالب في المرحلة الثانوية عادل أحمد دعفس، يمكنك أن ترى عبر الكومبيوتر المحمول عرضاً كاملاً وحقيقياً للأجهزة الحيوية بجسم الإنسان، في الوقت الذي يشرح فيه زميله أحمد محمد الحارسي أدق التفاصيل التشريحية للصورة المعروضة.جهاز محاكاة المنظار الطبي، الذي ابتكره الطلبة من خلال مشاركتهم في البرنامج الإثرائي للعلوم الذي نظمته «مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين»، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل بالأحساء، ليس إلا ابتكارا واحدا من سلسلة ابتكارات صممت لتشكل أجهزة تعليمية لطلبة الطب تحاكي بشكل متقن حالات مرضية بالغة الدقة، كما يقول الطالب أحمد محمد الحارسي، الذي يوضح الرؤية التي انطلق منها هو وبقية زملائه لابتكار جهاز يحاكي المنظار الطبي بكلفة بسيطة وبشكل متقن لا يقل كفاءة عن المنظار الطبي، الذي يستخدم في أفضل وأرقى المستشفيات، بقوله «الدافع وراء ابتكار جهاز المنظار يعود إلى التكلفة العالية للجهاز، التي تمنع توفره بالنسبة للطلبة والمتدربين قبل التخرج، وبالتالي قررنا أن نقوم بصنع جهاز يتيح للطالب التمرن على المنظار بشكل يحاكي الواقع». الدكتور حمدان المحمد، أستاذ الأحياء الدقيقة بجامعة الملك فيصل بالأحساء والمشرف على الطلبة الموهوبين، تحدث عن التجربة بقوله «كانت فرصة جميلة جدا التعامل مع أبنائنا الطلبة الموهوبين وصقل موهبتهم، فعلى الرغم من كون البرنامج أقيم لمدة شهر وتم ترشيح 40 طالباً من خلال مؤسسة الملك عبد العزيز، وتم تقسيمهم إلى أربع مجموعات، تخصصت كل مجموعة إلى مجال معين بناء على رغباتهم، إلا أنهم أذهلونا بمواهبهم وقدراتهم العقلية وإنجازاتهم التي جاءوا اليوم لعرضها».وأضاف «الطلبة الموهوبون هنا هم من المجموعة التي تخصصت في ما يسمى بالـ «الحديث الطبي»، ويشمل المناظير وتقنيات طبية أخرى مشابهة، المناظير أجهزة غالية ومكلفة، وطلبة كلية الطب عادة لا يمكنهم التدرب على هذه الأجهزة إلا في السنة الأخيرة أو بعد التخرج لكلفتها العالية، لكن الحقيقة أنه تم شرح آلية عملها للطلبة الموهوبين المشاركين في البرنامج، وفوجئنا بأنهم استطاعوا بميزانية لا تتجاوز الـ 3 آلاف ريال سعودي، ابتكار هذا الجهاز الذي يقوم بالوظيفة نفسها». وتابع «لدينا في الجامعة معمل متخصص من أحدث المعامل حقيقة في المملكة ودول الخليج، وهو يقوم بصنع مجسمات لجسم الإنسان من سن الولادة وحتى الشيخوخة، ويحاكي كل الأمراض والأعراض التي قد تصيب الإنسان حتى يتدرب عليها طلبة الطب، وكانت المشكلة الوحيدة، وهي عالمية، أنه لا يوجد مجسم يمكن أن يوضح أعراض الفتق، ولما اطلع الطلبة على المجسمات وقرأوا في الموضوع اقترح أحدهم تصميم هذا المجسم، وهو يوضح فعلياً كيفية حدوث الفتق وأعراضه».وأشار المحمد إلى ضرورة إيجاد نظام مرن يسمح بتجاوز المراحل الدراسية بالنسبة للطلبة الموهوبين والأكثر ذكاء، وقال «حقيقة الطلبة فاجأونا بتقبلهم للمعلومات العلمية واستعدادهم للبحث العلمي والتفكير، وكانوا يجلسون لساعات طوال إلى استشاريين واختصاصيين ويقومون بزيارات للمستشفيات»، وأضاف «أتمنى فعلا لو كانت لدينا الصلاحية لنقل هؤلاء الطلبة إلى المرحلة الجامعية وتجاوز سنوات الدراسة المتبقية كون مهاراتهم ومعلوماتهم الطبية والعلمية، واستيعابهم يخولهم برأيي تجاوز ما تبقى من سنوات الدراسة والالتحاق بالجامعة فوراً».