في مؤتمر جدة الأول: غابت المواهب الموسيقية والتمثيلية!

الاهتمام كان على الابتكار والمخترعات العلمية

TT

انتهت جلسات المؤتمر العلمي الإقليمي الأول للموهبة بعد أن دارت حلقات النقاش في أروقته حول رعاية الموهبة بشكل عام في محاولة لتحديد إطار عام للموهبة يحددها ويوضح مجالاتها من دون أن يدرج تحتها المواهب الأدبية أو تلك التي تحتل صدارة البحث في ختام العام الدراسي للاحتفال، التي تمثلها مواهب التمثيل والغناء والعزف أو التأليف الموسيقي التي لم تجد مكانا لها في أجنحة المؤتمر.

وأوضح الدكتور عبد الله الجغيمان، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن التركيز هو على مواهب الابتكار والمخترعات العلمية في الوقت الذي بدأت تتجه فيه دول العالم للاهتمام بالمواهب الفنية والأدبية، على الرغم من إفراد المؤتمر جانبا من المعرض المصاحب لعرض بعض المواهب في الفن التشكيلي بشكل خجول، وقال الجغيمان حول عدم تبني المؤتمر لهذه المواهب مثل التمثيل والتأليف الموسيقي والعزف برغم وجود الكم الكبير منها في المدارس «هناك اتجاه أكبر من قبل المؤسسة الراعية للمؤتمر نحو الموهوبين في المجالات العلمية، الا أن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالموهبة في المجالات الفنية وان كان الاهتمام بها قليلا وخجولا ويخضع للاهتمام الشخصي من قِبل المعلم في المدرسة».

مشيرا إلى تبني المؤتمر للتحدث حول هذا النوع من المواهب من خلال الجلسات التي تناولت أوراق العمل المطروحة فيها مثل ورقة الدكتور الغذامي، التي أشار فيها للمواهب الأدبية في الخطابة والشعر والرواية، وأضاف قائلا حول عدم وجود أي توجيه من قبل ادارة التعليم للعناية بمواهب التمثيل والموسيقى «كوننا جهة مستقلة عن ادارة التعليم لسنا مخولين بذلك، وليس تقليلا من أهمية هذه المواهب، إلا أننا أخذنا بعدا جيدا في ما يخص المواهب الفنية»، مشيرا إلى أن هناك جهات مخولة بتبني هذه المواهب ورعايتها بدرجة خاصة.وعلى الرغم من كون المدرسة المحضن الأول لتبني الموهبة ورعايتها، الا أنه لا يوجد توجيه رسمي بتبني ورعاية مثل هذه المواهب، وقد أرجع الجغيمان عدم وجود هذا التوجيه وتبنيه بقوله «يفترض أن يكون هناك هذا التوجيه ان وجدت هذه المواهب، لكن الإشكالية تكمن في المدارس والتكثيف على الطالب والمعلم في آن على مدار العام الدراسي، مما يساهم في التقليل من الاهتمام بهذه المواهب إن وجدت»، مشيرا إلى حاجة إدارات التربية والتعليم إلى إعادة بناء.وفي الوقت الذي يبرز فيه الاهتمام من قِبل المتحدثين الأجانب في مدارسهم، سواء على المستوى العام أو تلك المدارس الخاصة برعاية الموهوبين ورعاية المواهب الفنية التي تساهم لحد كبير في تشكيل الهوية الثقافية للأمم وإيجاد فصول خاصة بهم، يطرح سؤال حول أهمية وجود ركن خاص في المعرض المصاحب للمؤتمر للمواهب الفنية في مجالات التمثيل والعزف والغناء والتأليف الموسيقي.

قال الجغيمان «المؤتمر ليس ملتقى للموهوبين بقدر ما هو فرصة للمختصين بالموهبة ليتناقشوا حول الموهبة وكيفية رعايتها، الا أننا حاولنا أن نقدم بعض النماذج ونتيح الفرصة لبعضهم ليتحدث عن منتجه من خلال أجنحة كاملة خصصت لهم منها الجناح التفاعلي وإيجاد برامج مثل برنامج القيادة الذي أتاح الاحتكاك بشخصيات قيادية، سواء من داخل السعودية أو من خارجها، بهدف مساعدتهم على بناء الشخصية».

وعلى الرغم من السلبيات الواضحة لتنظيم المؤتمر لكل من حضره، سواء على مستوى مواعيد الجلسات من ناحية التقديم أو التأخير، إلا أنه يعد بمثابة تحريك للمياه الراكدة، فيما تبدو هناك تطلعات لأن يستمر تنظيم المعرض كل عامين على الأقل على مستوى عالمي. كما أشار الجغيمان الى ان الآمال تلوح في الأفق لموهوبي الغذاء الروحي من موسيقيين وممثلي المستقبل بأن يخصص لهم جناح في المعرض المقبل، يعرضون فيه مواهبهم أسوة بالمخترعين الصغار الذين أتيحت لهم الفرصة خلال هذا المؤتمر في ظل غياب الاهتمام بالعلوم الإنسانية التي تؤسس لفكر يولد ويحمي ثقافة الإبداع والابتكار، التي كانت أولوية من أولويات المؤتمرين.