مختصون في رعاية الموهوبين: القرى تخرج موهوبين في العلوم الإنسانية.. والمدن في التقنية

TT

أكد عدد من المختصين في مجال رعاية الموهوبين على تأثير البيئة في مسار واهتمام الموهوب، إذ يتميز الموهوب في القرية في العلوم الإنسانية، فيما يتميز الموهوب في المدينة في العلوم والاختراعات التقنية.

واوضح الدكتور عبد الرحمن نور الدين كلنتن، استاذ التربية الخاصة المشارك «رعاية الموهوبين»، ان للبيئة المحيطة تأثيرا كبيرا في الطالب من خلال استشهاده بدراسة أميركية عن تأثير البيئة في الموهبة والإبداع التي تمت على توأم وضع احدهما في قرية والآخر في المدينة، إذ كشفت الدراسة عن تأثر كل واحد منهما بالوسط الذي عاش فيه، فكل منهما اخذ طباع البيئة التي يعيش بها، إذ تشكل اهتماماته وقدراته على هذا الأساس.

وقال ان مستوى نمو وارتفاع سقف قدرات موهوب المدينة عن قدرات موهوب القرية بحكم نشأته وتعامله مع التقنية، بينما يتميز ابن القرية بصفاء الذهن لبعده عن الضوضاء وعن تعقيدات الحياة المدنية.

وأشار كلنتن الى ان المشكلة في اختبارات وأساليب القياس والذكاء والتقييم لا تراعي تلك الفروقات لفئة ـ موهوبي القرية ـ لاحتواء بعض بنودها على الغموض فبموجبها لا يستطيع ان يجيب بالإمكانات المطلوبة.ومن جانبه لفت ابراهيم عبد العزيز التويجري، مدير مجمع الامير سلطان للمتفوقين، الى ان لدى ابن المدينة توجهات عصرية متجددة فتتوفر له المعلومات الجديدة والمتعددة، بينما ابن القرية على وتيرة واحدة لا توجد تغيرات وتجدد متواصل في المخزون المعلوماتي والمعرفي لديه.

ويحدد التويجري إبداع كل من ابن المدينة وابن القرية، فيرى ان موهوب القرية يبدع في العلوم الانسانية، فيما يبدع موهوب المدينة في العلوم والتكنولوجيا.فيما رأى عبد الرحمن الفهيد، رئيس لجنة الفعاليات بالمؤتمر الاقليمي ومدير البرامج الاثرائية بـ «مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله»، ان التأثير الجغرافي لا يقارن بتأثير القدرة العلمية والمادية للأسرة على الموهوب، اذ قال «من خلال تجربتي في برامج رعاية الموهوبين لم ألحظ التأثير الجغرافي في الموهوب بقدر التأثير المادي والعلمي للأسرة، فكل ما كانت قدرة الاسرة التعليمية قوية، كلما ساعد ذلك على ادراك احتياجات الموهوب والتأثير فيه، كذلك القدرة الاقتصادية».

وبين رئيس لجنة الفعاليات بالمؤتمر الاقليمي، ان التمايز بين موهوب المدينة ونظيره من القرية، لن يلاحظ إلا في المراحل المتقدمة في برامج رعاية الموهوبين بشكل اعمق وهذا لم نصل إليه بعد.واكد الفهيد ان القرية السعودية لم تعد مثل السابق منعزلة وقليلة الامكانات المعرفية والمعلوماتية، فالموهوب في القرية يتمتع تقريبا بمميزات الموهوب في المدينة، قد تكون المراكز العلمية والمكتبات والجامعات هي ما تنقص موهوب القرية، لكن المؤسسة تحاول توفيرها من خلال الزيارات وتسعى لنشر ثقافة الابداع في كل قرية ومدينة من خلال برنامج كل مبدع.