المراهقون يفضلون مشاهير ونجوما من الدعاة والمنشدين

صور المنشدين في ملصقات وبروشات

TT

انقسم نجوم المراهقين والمراهقات في الوطن العربي إلى قسمين، نجوم التمثيل والغناء ولاعبي كرة القدم، ونجوم من المنشدين والدعاة والشيوخ منافسين للفئة الأولى، وذلك بظهورهم في جميع وسائل الإعلام المقروء والمرئي وتصوير أناشيدهم بالفيديو كليب.

وعادة ما يصبح نجوم القسم الثاني أو كما يطلقون عليهم «المتدينين» نجوم المراهقين، من الجنسين، بعد إعلان توبتهم وتركهم لسماع الأغاني أو متابعة أخبار نجوم القسم الأول على حد قولهم. وهذا ما حصل للشاب لؤي رمضان الذي غير من مظهره بعد أن كان شعره يصل إلى الكتفين ويرتدي القمصون الغريبة إلى شاب ذي مظهر تقليدي، ويعلق قائلا «بأنه أضاع عمره في تفاهات نجوم لا ينفعونه». وبعد أن كان من عشاق إحدى المغنيات اللبنانيات صار واحدا من عشاق الداعية عمرو خالد ويفضل الاستماع إلى نشيد أيمن حلاق والعراقي محمد العزاوي وغيرهما. ويقول «صرت أتابع أخبارهم واقرأ لهم واشتري آخر البومات المنشدين». وإذا كان رمضان قد غير في مظهره ليقتدي بنجومه المفضلين من المشاهير، فإن الشاب مصطفى عبد الكريم البالغ من العمر25 عاما لا يهمه الشكل أو المظهر ليعلن الشخص توبته على حد قوله، وهو يفضل نجوم الدعاة والمنشدين على غيرهم من المشهورين لأنه كما يقول «أستفيد من الدعاة كثيرا لصالح دنياي وآخرتي، واستمتع طربا بإنشاد المنشدين واحفظ أناشيدهم وادندنها بينما أقود سيارتي» ومصطفى يستمع أيضا إلى سامي يوسف والتركي مسعود كورتس بالرغم من أنهما ليسا بمنشدين إنما كما يقولان عبر الإعلان إنهما يغنيان أغاني هادفة ويعلق هنا وسيم ملاك مدير أعمال الفنانين سامي وكورتس لـ «الشرق الأوسط»: «هما يغنيان أغاني تمتدح الرسول عليه السلام وصحابته الكرام ويغني سامي يوسف عن الفقر والجوع، وترك أغاني الحب للباقين». والشاب مصطفى لم يترك سماع الأغاني لكن كما يقول «إن استماعي للمنشدين والدعاة لا يعني أنني لا استمع أحيانا لأم كلثوم». ويبدو أن الفتيات اقتسمن كعكة النجوم الجدد مع الشباب أيضا، فصارت الواحدة تزاحم الأخرى للحصول على مقعد في محاضرات الداعية عمرو خالد أو غيره من الدعاة كخالد الجندي وعلي الجفري وعلي أبو الحسن، بل عادة ما تشهد المساجد في شهر رمضان ازدحاما كبيرا في القسم النسائي، فهذه فرصة الفتيات للصلاة خلف الإمام والشيخ المفضل والاستماع إلى تلاوته للقرآن والدعاء معه، هذا إضافة إلى متابعتهن لبرامجهم وتسجيلها وإهدائها فيما بينهن، والبعض منهن من شدة إعجابهن بهؤلاء خاصة سامي يوسف وعمرو خالد فإنهن يطبعن صور نجومهن على بروشات، وهناك من صرن يبحثن عن بوسترات نجومهن المتدينين وعادة لا يجدنها في محلات التسجيلات الإسلامية التي تبيع ألبوم المنشد وسلسلة محاضرات الداعية فيحصلن عليها عبر الإنترنت من المواقع الإلكترونية الخاصة بمنتديات المعجبين بنجومهن، وذلك عن طريق طباعة صورة المنشد على ورق البوستر ومن ثم لصقها على جدار غرفهن ومكاتبهن، وتفسر أهداب قشقري 18 عاما تصرفها هذا قائلة «وجدت في تعليق صور نجومي المفضلين كجهاز إنذار ينبهني ويذكرني لما ينصحونه». والطالبة شروق عبد الباري 15 عاما تحكي موقفا مر عليها أيام الدراسة، حينما وشت إحدى الطالبات لوكيلة المدرسة عن احتفاظها بصور مطربين في دفترها تقول «كنت أحتفظ بصور سامي يوسف وأجمعها في دفتر خاص، جاءت المعلمة وشاهدت الصور فابتسمت ولم تمنعني أو توبخني على خلاف صديقتي التي جمعت صور الفنان تامر حسني».

الشاب ناصر عبيد صاحب كشك لبيع الإكسسوارات في أحد المراكز التجارية كان يجلس خلف جهاز الكومبيوتر ويختار صور المشاهير ويقوم بطباعتها على بروشات وأكواب وقمصون قطنية يقول «تعجبت من فتيات جئن يطلبن صورة سامي يوسف على أكواب والداعية عمرو خالد واحمد الشقيري والداعية مهدي بخاري على بروش».

والشاب ناصر صار يعرف أشهر نجوم الدعاة والمنشدين من خلال متابعته لمنتديات الإنترنت المتخصصة عن أخبارهم. وربما قد عرف هؤلاء النجوم بتأثيرهم على الشباب والفتيات وقد اقتدوا بهم حتى في أزيائهم كما يفعل المعجبون بعمرو دياب على سبيل المثال، أدى هذا إلى اهتمام الدعاة والشيوخ والمنشدين بإطلالتهم على القنوات الفضائية في البرامج الحوارية أو الفيديو كليبات التي صارت تنافس في جودتها وتقنياتها المستعملة فيديو كليبات المغنيات بل ظهرت على ساحة الفيديو كليب أناشيد إسلامية مصورة مثل طلع البدر علينا وزوجتي وغيرهما وصارت تعرض في قنوات الموسيقى. أما في مسألة البوسترات يقول أسامه ولهاوي المدير التنفيذي لمؤسسة العين للإنتاج وهي المؤسسة المنتجة لألبوم الفنان سامي يوسف «طبعنا بوسترات لسامي يوسف وغيره من المنشدين لكن لا تباع، فهي مخصصة لبائعي ألبوماتهم، ولا مانع لدينا بطبع بوسترات نجومنا في المجلات ليقتنيها معجبوهم» ويصمت قليلا ثم يقول «لم أسأل علماء الدين عن حكم تلك البوسترات».