اتصالات هاتفية مجهولة تستفسر عن ثمن الخراف السعودية.. والغرفة التجارية تحذر

TT

لا تتعجب إن سئلت ومن خلال اتصال هاتفي مريب عن ثمن «الخراف» في دولتك، واعلم أنه أسلوب نصب واحتيال أفريقي جديد عقب التحذير من كل المحاولات السابقة.

فكشف الجهات المسؤولة سابقا عن أساليب العصابات الأفريقية والمتمثلة في دعوة رجال الأعمال للاستثمار في مشاريع وهمية عن طريق إرسال رسائل بالبريد العادي أو الإلكتروني أو حتى الفاكسات، أو الدخول في تعاملات مالية وهمية عن طريق الإنترنت بطباعة وثائق مزورة تحمل أسماء وشعارات بعض المؤسسات المالية أو الحكومية، أدى بالعصابات المتخصصة وهذه المرة من السنغال إلى ابتكار وسيلة رغم غرابتها إلا انه لا يمكن تجاهل طرافتها في الوقت ذاته، فاتصال دولي على جهازك المحمول وبإجابة الطرف الآخر وبلغة عربية ركيكة حتى يتضح لك «سيدي انك تحت تأثير السحر من قبل امرأة ورجلين وان لم تعالج نفسك فستصاب بالسرطان في أقل من يومين».

وباعتباره احد السحرة المرموقين في السنغال فهو لن يتوانى عن تقديم مساعداته الإنسانية لفك السحر وإعادة المسحور إلى رشده وصوابه.وتحدثت «الشرق الأوسط» وعبر اتصال هاتفي مع احد أفراد العصابات الافريقية أو من يدعون علمهم بالسحر والشعوذة أو ربما الاثنين معا وهذا نص الحديث.«السلام عليكم» أجاب صوت ذكوري بلغة عربية ركيكة ومصطنعة قاطعتها أصوات لخراف ودواجن «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، «علمنا بتحذيركم لأحد أشقائنا من وقوعه تحت تأثير سحر عمل له من امرأة ورجل في المنطقة الشرقية ونود علاجه راجين مساعدتكم في هذا الشأن».بذات اللغة العربية الركيكة طلب الصوت الغامض معاودة الاتصال عقب 10 دقائق، مؤكدا على ضرورة التأني وعدم التعجل في مثل هذه الأمور.مضى أكثر من 10 دقائق وعاودنا الاتصال «السلام عليكم، نحن من حدثناكم بشأن أخينا، ما المطلوب لتساعدونا في حل مشكلته» أجاب وعقب محاولاته في ممارسة بعض أساليب الشعوذة، ضرورة الموافقة على «شروط ثلاثة» وبترديد لأحاديث نبوية شريفة أولها «الصدق في الاتصال» كان أول الشروط المخروقة، «المحافظة على السرية والكتمان» وبالتأكيد لم يتحقق، أما الثالث والأهم «ذبح خروفين مع بزوغ فجر اليوم التالي لمحو الذنوب»، قاطعا حديثه وهذه المرة بلغة عربية متقنة «مستفسرا» كم ثمن الخروف الواحد لديكم في السعودية؟ «إلا أن عدم تجاوز ثمن أجودها «1000 ريال»، ما يعادل «266,6» دولار أميركي، لم يرق كثيرا «للساحر الافريقي» المزعوم.فعدم تحقيق ثمن «الخروفين» السعر الأدنى المطلوب من قبل أحد أفراد العصابات الافريقية، محتكما بذلك إلى تسعيرة كل بلد عربي وخليجي، دعا إلى تبديل مطالبه، مقترحا تحويل مبلغ مالي وعقب صلاة الفجر مباشرة قدره «3.500« ريال أي ما يعادل «1000» دولار أميركي، عقب مقابلة شخص، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر، يدعى «محمد جنك» أمام أحد فروع «سامبا» يتم تحديده لاحقا. علق الدكتور عبد العزيز المقوشي مساعد الأمين العام للشؤون الإعلامية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض بشأن الاتصالات الهاتفية التي تدعي إصابة الأفراد «بالسحر» أن الغرفة تقوم بدور مهم في مجال التحذير من مثل هذه الاتصالات والرسائل المشبوهة، التي سبق وان حذرت رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات من الانسياق وراء مثل تلك الأمور، والتي تكون من قبل أشخاص غير معروفين في عدد من دول جنوب أفريقيا.

وقال المقوشي: ان مثل هذه الرسائل والاتصالات بدأت تتزايد، التي غالبا ما تكون موجهة لرجال الأعمال السعوديين والخليجيين بصفة خاصة من شبكات تمتهن النصب والاحتيال بأوجه مختلفة.وأشار مساعد الأمين العام للشؤون الإعلامية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض إلى أن مسألة التوعية يجب أن لا تكون مناطة بجهة محددة وإنما يكون الجميع سواء مؤسسات أو جمعيات لديهما الحس التوعوي ومتابعة مثل تلك الأساليب «التي باتت تتجدد» ليتم كشفها والتحذير منها.