ملتقى التمريض الأول يفتح اليوم الباب على عوائق المهنة في السعودية

وسط نقص حاد في الكوادر الوطنية

TT

في الوقت الذي تتكدس فيه آلاف العاطلات السعوديات عن العمل، يواجه قطاع التمريض عجزا كبيرا، حيث لا يشغل السعوديون والسعوديات سوى 22 في المائة من حجم الوظائف التمريضية المتاحة والبالغ عددها نحو 90 ألف وظيفة حسب ما تشير لذلك التقديرات الواردة عن وزارة الصحة السعودية.

وينشط اليوم الأربعاء في جدة ملتقى للتمريض تحت شعار «نحو تمريض أفضل» يناقش العوائق التي تواجه مهنة التمريض، وعلى رأسها تدني حجم الاقبال من السعوديات على مهنة التمريض وتسرب الممرضات نتيجة الضغوط الاجتماعية والمهنية والتي من أهمها، طول ساعات الدوام الرسمي للممرضات والنظرة القاصرة تجاه العمل التمريضي وهو ما يعرض كثيرات للاحباط الوظيفي، فيما يعزز لدى آخريات المخاوف من عزوف الشباب عن الزواج بالعاملات في الحقل التمريضي.

وقالت نجاح بلوش وهي مديرة إدارة التمريض في منطقة مكة المكرمة ورئيسة الملتقى، لـ«الشرق الأوسط»، ان الملتقى سيعمل على نظرية الهرم المعكوس في آلية الملتقى للخروج بتوصيات هي الاهم يمكن من خلالها القيام باستراتيجية يمكن العمل عليها في إدارة التمريض بصورة منهجية تراعي الاولويات في مهنة التمريض والوصول إلى قاعدة جماعية من الخدمات والجودة في الاداء التمريضي.

وأشارت إلى أنها تعتمد على ثلاث ركائز اساسية هي الادارة والتعليم والتدريب والخدمات التدريبية، وهي المحاور التي سيعمل عليها الملتقى، إضافة لمحاضرات تهتم بالتفكير الابداعي وهي المحاضرات التي تراها بلوش مفيدة لتأسيس قاعدة اجتماعية قادرة على التفكير الايجابي من جميع شرائح المجتمع وهو ما سينعكس على النظرة تجاه العمل التمريضي على المدى البعيد.

وعززت بلوش من ثقتها في الكادر التمريضي، مطالبة بدعم المهنة ماديا ومعنويا، في إشارة منها لضعف أجور الممرضين والممرضات قياسا بحجم الأعباء المهنية التي يكلفون بها يوميا. مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العمل على وجود تخصصات دقيقة لعمل الممرضين ستساهم في رفع الاحباط عند كثير من العاملين في هذه المهنة على خلفية أن التخصصات ستكون آلية لدعم قدراتهم وتحقيق معدلات أكبر لهم في الابداع والتفوق وابراز المهارات.

من جهته اعتبر الدكتور ياسر الغامدي مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة «أن نسبة السعودة لمحافظة مكة المكرمة وصلت 100 في المائة بالنسبة للممرضين الذكور أما للاناث فوصلت 55 في المائة في كل من جدة ومكة المكرمة و30 في المائة بالطائف وأن هذه النسبة ما زالت أقل من حجم الطموحات مقارنة بنظيراتهن من الممرضات الأجنبيات، مرجعا السبب إلى ضعف اللغة الانجليزية عند الراغبات في العمل التمريضي».

وحول تسرب الممرضات السعوديات من مهنة التمريض أقر الغامدي «بتسرب عدد كبير من الممرضات السعوديات من المهنة وعدم الانضباط بمواعيد العمل المحددة موضحا أن الإدارة تعمل على الحد من هذه الظاهرة وذلك بتحديد ساعات عمل مناسبة لهن، مشيرا إلى أنه مع ازياد عدد الممرضات السعوديات لن تتمكن إدارات المستشفيات من تحديد ساعات مناسبة للجميع حيث يتوجب على الممرضة السعودية العمل في أي وقت إذ سيكون ذلك ضمن إطار إسلامي يحفظ لها طبيعتها».

وشدد الغامدي على ضرورة التركيز على أن تكون مخرجات كليات التمريض على مستوى عال من الكفاءة وذلك من خلال خطة استراتيجية وطنية بهذا الشأن بأن يوضع برنامج مقر من كافة القطاعات الصحية ووزارة التعليم بتحديد رغبة القطاعات الصحية من مخرجات الكليات من حملة درجة البكالوريوس المختص».