حكاية «الأخطاء الطبية».. ترويها أسر الضحايا في ملتقى عالمي بالرياض

راضي الشمري: سأطرح قضية ابني على الرغم من تعهدي للمستشفى بعدم الحديث عنها > سلطان العنزي: سوف أعرض جمجمة ابني المتوفى على الملأ

TT

في خطوة هي الأولى من نوعها، أبدت مجموعة من أسر ضحايا الأخطاء الطبية موافقتها على المشاركة في ندوة سوف تستضيفها العاصمة السعودية الرياض في الثامن عشر من سبتمبر (أيلول) الجاري، ضمن ملتقى عالمي لسلامة المريض، ينظمه مستشفى قوى الأمن، للحديث عن تجاربهم المريرة في جانب الأخطاء الطبية التي تعرض لها ذووهم.

اللافت في الأمر، أن الندوة ستشهد مشاركة أحد من وقعوا ضحية للأخطاء الطبية في أحد المستشفيات الخاصة الكبرى، وهو عمر آل شبعان، والذي نقل له دما ملوثا بمرض السرطان.

وحصلت اللجنة المنظمة لهذه الندوة، على الموافقة لمشاركة آل شبعان، والذي بدأ تجهيزاته مبكرا للحضور، غير أن مصير مشاركته لا يزال مرتبطا بموعد تغيير دمه، الأمر الذي قد يضعف احتمالية مشاركته في هذه الندوة، نظرا للظروف الصحية التي يمر بها.

وسيمثل راضي الشمري أبنه حاتم، الذي وقع ضحية خطأ طبي خلال ولادته، مما أفقده 14 منفعة منافع جسمه، حيث أبدى استعداده بالمشاركة في هذه الندوة على الرغم من تعهده للمستشفى الذي أوقع الخطأ الطبي بحق ابنه بعدم التحدث لوسائل الإعلام مرة أخرى، وذلك بعد أن عوضه المستشفى عن هذا الخطأ مبلغ مليون ريال، على إثر حكم صادر عن ديوان المظالم، وهي الجهة التي نظرت في قضية التعويضات.

إلا ان الشمري قال، انه «من الظلم لنفسي وللمجتمع، ألا أساهم في إظهار الحقيقة وتوعية الناس، فما حصل لابني، من الممكن أن يحصل لأطفال آخرين، وأنا لست بحاجة إلى أن أساهم في جعل أطفال مجتمعي كحالة ابني، والذي لا يزال طريح الفراش منذ 4 سنوات».

وسيكون من بين ممثلي الضحايا الطبية، سلطان العنزي، والد الطفل نادر، والذي توفي ابنه نتيجة لخطأ طبي أثناء اجرائه عملية للرأس في أحد المستشفيات. وقال العنزي، «أنا على استعداد للمشاركة في هذه الندوة، وسوف أحضر جمجمة ابني المتوفى معي، لعرضها على الملأ».

وكان الطفل نادر قد أخضع لعملية جراحية في رأسه، دون أخذ موافقة شفهية أو خطية من والده، حيث غرست إبرة في رأس ابنه في غير موضعها، ما نتج عنه نزيف حاد لديه، الأمر الذي دفع إلى استدعاء طبيب متخصص لإجراء عملية أخرى لوقف النزيف، وذلك بعد أن تم فك جمجمة الطفل، والتي وضعت في كيس تم تسليمه لوالده، ما استرعى انتباه الأطباء في مستشفيات خارج البلاد، والتي نقل إليها بعد دخوله في غيبوبة.

وستتركز محاور الندوة على أربعة جوانب، وهي: سلامة المريض بين حقوقه وواجباته، وحقوق وواجبات مقدمي الخدمات الصحية، ووجهة نظر الشرع، ودور الإعلام في الأخطاء الطبية.

وسيتحدث أحد كبار المسؤولين في وزارة الصحة خلال الندوة، والمتوقع أن تشهد إقبالا كبيرا من المهتمين بالشأن الصحي، عن حجم الأخطاء الطبية في السعودية والعالم، في حين سيتحدث أحد المختصين عن الأنظمة والقوانين المعمول بها في دول العالم.

وستستمر الندوة لمدة ساعتين كاملتين، مع احتمالية تمديدها، في الوقت الذي ستشهد فيه مناقشات عديدة حول وجهة النظر الشرعية والمحاكمات الطبية، ودور التأمين الصحي في سلامة المريض، ودور الإعلام في مناقشة قضية الأخطاء الطبية.

وأشارت آخر الاحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة السعودية، إلى أن عدد القضايا التي عرضت على اللجان الطبية الشرعية عام 2004 ـ 2005، بلغت 896 قضية، إذ صدرت قرارات إدانة في 428 قضية منها، وإدانة 299 طبيبا من أصل 848 طبيبا مدعى عليهم، أي ما يعادل 35 في المائة من عدد القضايا المنظورة أمام هذه اللجان.