مديرة مدرسة ووالدة زوجها تتنازعان السلطات في متوسطة بالرياض

يقلهما الزوج صباحا إلى المدرسة

TT

لم تتوقع «أم عبد الله» أن يرافق الإعلان عن تعيينها وعبر الصحف المحلية كمديرة لإحدى المتوسطات القروية، تعيين «حماتها» والدة زوجها في ذات المدرسة القروية وإنما للخدمة «كمراسلة».

واستمر تقاسم زوجة الابن وأم الزوج السلطات تارة في المنزل وأخرى في المدرسة، لتعاني «أم عبد الله» من كوابيس عدة، لم تفسر سوى تخوفها من احتمالية استيلاء «حماتها» على مقعدها خلف المكتب الإداري بوضع «اليد عليه» لتتحول في مناماتها المرعبة إلى تأدية مهام «المراسلة»، كون علاقة «الكنة» بـ«الحماة» لم تكن على وفاق على مر التاريخ.

«أم عبد الله» لم تخش من «أم زوجها» لقسوتها أو جبروتها كما باقي «الحماوات» وإنما السؤال الأهم الذي لم تجد له إجابة وحتى الآن هل وتعاملها «كمراسلة» منادية إياها باسم ابنها البكر الذي هو زوجها، أم أن العلاقة ستبقى على حالها ما بين «الزوجة» و«أم الزوج» محتفظة حماتها بلقب «عمتي».

دقائق معدودة تحتاجها العمة «مزنة» فجر كل يوم للاستعداد لمزاولة وظيفتها الحكومية والتي سعدت بأن كانت بمدرسة في الرياض في ذات القرية التي تقطن فيها مع ابنها المتزوج، فليس عليها سوى ارتداء طرحتها «المخنق» والتزين بثوبها البسيط «الدراعة مع المنشل»، حاملة قهوتها العربية التي تفخر بمذاقها مع صحن من التمر الأصلي، مترقبة وعلى احد مقاعد المنزل خروج زوجة ابنها من حجرتها.

ورغم سعادة الزوج من نقل «أمه» و«زوجته» صباح كل يوم إلى ذات المدرسة، الأمر الذي سيوفر عليه مزيدا من الوقت للذهاب إلى عمله الحكومي، تبقى مديرة المدرسة والتي يفترض أن تكون في كامل حزمها وجديتها أثناء ممارسة عملها تضرب «اسداس بأخماس» في كيفية مواجهة ضغوط عمل يوم جديد مع «حماتها».

تحمد الزوجة «أم عبد الله» خلال حديثها أن حماتها «تندرج ضمن» الصنف الطيب الخفيف ولم تكن حماة «حديدية، سلطوية» الأمر الذي سهل مهمة التواصل المشترك في المنزل والمدرسة على حد سواء رغم، انه لم يكن الا من خلال حكمتها ورجاحة عقلها.

«مزنة» المسنة البسيطة والتي خط وجهها الضحوك تاريخ قريتها بكل أتراحه وأفراحه لم يكن ليعني لها الوظيفة الرسمية وعلى بند الأجور سوى أن تجلس مع المراسلات الست الأخريات منذ الصباح الباكر وحتى الظهر على فرشة «زل» تتبرع إحداهن بجلبها كل يوم لتبادل الحديث عن القرية وسكانها وماذا تغير فيها وماذا بقي، مع ارتشاف القهوة العربية الأصيلة.

أما عن شؤون تنظيف المدرسة وتخليصها من مخلفات الطالبات المراهقات فيكون من مهام احد العمالة الأجنبية، فمجرد ما أن تنهي «مسنات القرية» المراسلات يومهن حتى يقمن «بقطة» لجمع مرتب العامل اليومي لتنظيف المدرسة لهن.

وفي عودة لمسلسل أحداث «المديرة والحماة» تقول «أم عبد الله» انها غالبا ما تحرج من «أم زوجها» وأمام المعلمات والطالبات بسبب مناداتها لها بـ «زوجة ابني» أو «أم عبد الله»، فهي لا تقتنع باستخدام لقب «أستاذة» على الأقل أمام الكادر التعليمي.

وأضافت أن تصرف «أم زوجها» في غرفة الإدارة وكأنها في منزلها هو الأشد وقعا على نفسها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تجتمع بالمشرفات والموجهات التربويات دونها، فغالبا ما تجد لها مقعدا خلال الاجتماع مشاركة فيه ليس بخبرتها التعليمية وإنما بخبرتها الحياتية، وبعفوية فهي لا تتوانى عن قطع الأحاديث بسؤال المديرة «أم عبد الله» عن سبب تأخر ابنها مساء أمس أو عن ماهية الغداء الذي تنوي إعداده.

«مسنات القرية» أو كما يعرفن «بالمراسلات» أجبر عدد منهن على العمل وبمرتب لا يزيد عن 1500 ريال للإنفاق على أنفسهن وعلى أحفادهن عقب معاناة الأبناء من شبح البطالة، قبلات صباحية من طالبات القرية على رؤوسهن واللاتي يرتبطن معهن بصلات قرابة هو ما يختزل القرية ذاتها داخل أسوار المدرسة.