الملتقى السردي التشاوري الأول يتحول إلى ورشة عمل

وسط حضور متوسط في نادي جازان الأدبي

TT

تحول الملتقى السردي التشاوري الأول، الذي نظمه «منتدى السرد» في نادي جازان الأدبي، الذي عقد مساء أمس الأول في قاعة الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» بمقر النادي، إلى ورشة عمل حول تطوير كتابة فنون «السرد» واستخدام تقنيات كتابية حديثة، بحسب ما ذكره الدكتور محمد حبيبي، عضو مجلس إدارة النادي، في مداخلة «عتابية» حول اللقاء التشاوري.

ويبدو أن «السرد» لا يحظى بشعبية في منطقة جازان، مثل تلك التي يحظى بها الشعر، لأن الحضور خلال اللقاء التشاوري الأول لمنتدى السرد كان أقل من حضور اللقاء التشاوري الأول لمنتدى الشعر، الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، وربما كان للتوقيت دور في ضعف الحضور.

وبدأ اللقاء التشاوري لمنتدى السرد بكلمة عثمان حملي، مقدم اللقاء، ثم اعتلى الدكتور حسن حجاب الحازمي، رئيس النادي، إلى جانب القاص عمر طاهر زيلع، رئيس منتدى السرد، ورحب بحضور اللقاء، وأشار في كلمته «تمنيت ألا أقوم بتقديم اللقاء، لأنه يجب أن تقوم كل لجنة أو ناد أو منتدى في النادي بتقديم نفسه بنفسه، ولكنني لم أستطع رفض إصرار عمر طاهر زيلع لافتتاح هذا اللقاء، متمنياً لهذا اللقاء كل التوفيق».

ثم وجه القاص عمر طاهر زيلع ترحيبه بكافة الحضور، مشيراً إلى عدم رغبته في تعريف السرد، لوجود مختصين في فنون السرد من بين الحضور، وسيتكفلون بذلك، ثم استعرض زيلع برنامج منتدى السرد، الذي وزع على الحضور ومع الدعوات، مؤكداً على اللقاءات الدورية وأهميتها في إثراء البرنامج، مشدداً على تصميم لجنة منتدى السرد لتكريم الرواد في مجال السرد، ممن كان لهم الأثر الكبير في البدايات، مثل هاشم عبده هاشم ومحمد علي الثروي ومحمد زارع عقيل وطاهر عوض سلام، بينما ختم حديثه بمقارنة السرد بالشعر، فقال «الاختلاف بين الشعر والقصة لا يقاس، فلكل منهما مقاييسه، ولكن إذا كان الشعر هو «ليلة الزفاف» فإن القصة هي «العمر كله»، ويبدو أن ما دفعه لذلك، هو الحضور الكبير للقاء الأول لمنتدى الشعر، والتصور العام عن اشتهار منطقة جازان بالشعراء، أو لتسخين اللقاء، لا سيما في ظل وجود مجموعة من الشعراء داخل القاعة.

عقب ذلك، تحول اللقاء التشاوري الأول لمنتدى السرد إلى ورشة عمل، بعد أن وجهت الدعوة للدكتور أيمن بدر لاستعراض مفهوم السرد والنظرية السردية، تلاه الدكتور أسامة البحيري، الذي قدم ورقة عن فن «المقالة»، ثم حاول سمير جابر عمر الإجابة عن مجموعة من التساؤلات عن القصة القصيرة، مؤكداً استقلاليتها عن الرواية، رداً على رؤية ثقافية تعتقد أن الرواية امتداد طبيعي للقصة، ورؤية أخرى تؤمن بأن القصة رواية قصيرة خلفتها «السرعة»، سمة العصر الحديث.

بعد ذلك، أتاح مقدم اللقاء الفرصة لمداخلات الحضور، التي غلب عليها المداخلات المكتوبة، في المقابل كانت المداخلات النسائية نادرة، بسبب ضعف الحضور في القاعة النسائية، ودارت معظم المداخلات حول تطوير الكتابة السردية واستخدام اللهجات المحلية في الكتابة، إلى جانب مدى الاستفادة من تجارب ممارسي فن السرد، والاتهام الدائم والموجه لبعض فنون السرد، التي تستخدم لغة شعرية في الكتابة، وكانت الردود تتعاقب على مسامع الحضور من رئيس النادي ورئيس منتدى السرد، وأحياناً من بعض الحاضرين.

أثناء ذلك، طلب عمر زيلع، رئيس منتدى السرد، من القاص أحمد اليوسف تقديم خلاصة تجربته مع فن القصة، كما طلب من الشاعر عبدالرحمن موكلي الحديث عن تهمة «شعرنة النص»، بينما أكد الشاعر أحمد الحربي، نائب رئيس النادي، أن منتدى السرد سيبني علاقة تفاعلية وتعاونية مع الأندية الاجتماعية والثقافية المتناثرة في محافظات المنطقة.

وحضر اللقاء الدكتور حسن حجاب الحازمي، رئيس النادي، والشاعر أحمد الحربي، نائب الرئيس، والشاعر عمر صعابي، سكرتير النادي، والدكتور محمد حبيبي، عضو مجلس الإدارة، والشاعران علي الأمير وعبد الرحمن موكلي، صاحب «خميسية ثقافية»، والقاص العباس معافا، ونخبة من أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين، ومجموعة من المهتمين بفني السرد والشعر، إلى جانب عدد من المهتمات بفن السرد، من بينهن أديبة عمر طاهر زيلع، ابنة رئيس المنتدى.