الأسر السعودية تتكفل بمواطنيها من العجزة

معظم العاملين في دور إيواء المسنين من الجنسية البنغالية

TT

تلعب الأسر البديلة لرعاية المسنين في السعودية دوراً مهماً نظراً لتوفيرها القدر الممكن من الرعاية والتوازن النفسي والتي قلما تترجمها دور الرعاية رغم توافر الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية التي تقدمها دور الرعاية الاجتماعية الحكومية والتي تشمل تسع دور رعاية بالسعودية تحتوي على 668 نزيلا إلا أنها لم تحقق الرعاية النفسية الكاملة للمسن.

وأكدت دراسة اجتماعية حديثة أن السبب الأول لدخول المسنين دار الرعاية هو عدم وجود من يرعاهم، وتبين أن 90 في المائة منهم لم يتزوجوا ولا يوجد لديهم أبناء و75 في المائة لا يوجد لهم أخوة أو عائلة، لذلك يحتاجون للإقامة بدار الرعاية الاجتماعية.

واوضحت أمل حسن يالي الاختصاصية الاجتماعية بدار الرعاية، أن أغلب المقيمين بدور الرعاية يعيشون حالة من الغياب بسبب عدم الالتفات من قبل المجتمع، لذلك يحتاجون من يرعاهم وخاصة من الناحية النفسية، لذلك كانت فكرة وجود الأسرة بديلة عن دار الرعاية والتي تقوم باستضافة المسن بمنزلها لمدة غير محددة تقدم من خلالها الرعاية النفسية والاجتماعية للمسن، مشيرة إلى أن كل مسن له ملف يشمل جميع التقارير الطبية والحالة الصحية للمسن والتي يجب أن تطلع عليها الأسرة البديلة بهدف منع تدهور حالة المسن الصحية.

وتقول أمل يالي «ان فكرة الأسرة البديلة نابعة من ارتفاع نسبة الأمراض النفسية التي يعاني منها أغلب المسنين كالخصام والنكوص والاكتئاب جراء وحشة السكن والوحدة، بالإضافة إلى أن أغلب القائمين على رعاية المسن من الجنسية البنغلادشية التي يصعب معها لغة التفاهم والتواصل».

وتؤكد يالي أن الأسرة السعودية أثبتت عدم تخليها عن دورها تجاه كبار السن، وذلك عن طريق الزيارات الميدانية التي تقوم بها بعض الأسر للمسن والتي تهدف إلى خلق علاقات حميمة معه وتسمى هذه الأسر «الأسرة الصديقة» بالإضافة إلى زيارة الأمكان الترفيهية بصحبة المسن، لافتة إلى أن هناك عدداً كبيراً من الطلبات والتي تقدم إلى إدارة الدار تهدف إلى قضاء شهر رمضان والعيد داخل بيوت الأسرة البديلة، حيث إن الأسرة تقدم جميع الخدمات الصحية والاجتماعية للمسن مثل متابعة تقديم الدواء ومساندة المسن عاطفيا، ويتم ذلك عن طريق فكرة خروج المسن من الدار ووجود عائل له، بالإضافة إلى علاقات الصداقة والتي يقيمها المسن مع الجيران والمعارف.

من جانبها اوضحت الدكتورة فاطمة درويش التي تعمل بدور الرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة أن هناك اشرافا يتم من قبل الدار على الأسرة البديلة تهدف إلى تقديم الخدمات المناسبة للمسن، وذلك عن طريق مستويات النظافة والملابس ومتابعة الرعاية الصحية التي تسمح بحدود ما تسمح به إمكانات الأسرة البديلة.

وأكدت الدكتورة فاطمة على اهمية مرافقة الأسرة البديلة للمسن، خاصة خلال زيارة الأماكن المقدسة خلال شهر رمضان التي تتطلب رعاية خاصة للمسن حتى يتمكن من أداء مناسك العمرة والصلاة، وذلك بمساعدة أحد أفراد الأسرة البديلة والتي تحقق أفضل استقرار وإشباع لاحتياجات المسن النفسية.

وأشار إحسان صالح الطيب مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الى ان دور الرعاية تخضع لإشراف موظفات سعوديات مؤهلات، أما العاملات من الجنسيات الاخرى فعملهن النظافة الشخصية للمسنات، بالإضافة إلى مساعدتهن في تناول الطعام، وتغيير الملابس وجميع المتعلقات الشخصية، التي لا تستطيع المسنة القيام بها دون مساعدة.

وأعرب الطيب عن سعادته لإقبال الفتيات السعوديات للعمل في خدمة المسنات والإشراف على خدمتهن، مشيرا إلى أن الفتيات السعوديات، خاصة في منطقة مكة المكرمة لديهن عطاء وفير وحنان ورغبة في إسعاد المسنات.

وأشار إلى أن برنامج «الاسر الصديقة» الذي استحدثته الدار يربط بين النزيلات والمجتمع المحيط، ويسمح للنزيلات بزيارة أسر معروفة وقضاء بعض الوقت بين أفرادها ـ بالتنسيق مع إدارة الدار ـ ما يساهم في رفع الروح المعنوية لدى المسنات ويحقق لهن التواصل الاجتماعي الذي يفتقدنه بسبب إقامتهن في الدار بعيدا عن أسرهن.