4 شروط لفصل التوائم السيامية.. والكادر الجراحي السعودي ارتفع من 30% إلى 100%

د. عبد الله الربيعة لـ «الشرق الأوسط»: لدينا التقنية والخبرة والسمعة.. ولا نخشى سوى مغريات بعض الدول

TT

قال الجراح السعودي العالمي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني، إن عملية فصل التوأم السيامي العراقي «فاطمة وزهرة» ستكون خلال فترة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع مقبلة، وهو التوقيت المتوقع بنهايته وصول الفتاتين إلى الوزن المناسب لإجراء العملية، والبالغ 9.4 كيلو جرام.

وأبدى الدكتور الربيعة ـ الذي سبق له أن أجرى 11 عملية فصل ناجحة لتوائم سيامية منذ عام 1991 ـ أمله في نجاح فصل الطفلتين العراقيتين وفصل الجسد العراقي عن المشاكل التي يعاني منها.

وكشف الدكتور الربيعة أن الشؤون الصحية في الوطني بصدد دراسة عدم السماح للراغبين في الدراسة بكلية الطب في الحرس الوطني إلا بعد حصول الطالب على شهادة جامعية على غرار ما هو معمول به في كليات الطب حول العالم.

ودعا الرئيس التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني السعوديين إلى دعم «بنات الوطن»، للعمل في المجال الطبي في ظل توفر وظائف هن الأولى بها ـ حسب رأيه.

وانتقد الربيعة الجهات المسؤولة عن قرار خفض مكافآت طلاب الامتياز، مستغرباً ومتسائلاً في الوقت نفسه «لا يوجد مبرر للقرار، خصوصاً وأنهم يمارسون المهنة والبلد بحاجة إلى أطباء، وكذلك في الوقت الذي ترفع فيه الدولة رواتب موظفي الدولة 15 في المائة».

وحول المناهج الدراسية في كليات الطب، طالب الدكتور الربيعة إعادة النظر فيها، معبراً عن ألمه لعدم وجود تقييم للمناهج بشكل يتواكب مع متغيرات العصر في كليات الطب السعودية.

وجاءت تصريحات الجراح السعودي العالمي الربيعة في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط» تحدث خلاله عن مستقبل الضمان الصحي، وأثره على المواطن السعودي، ومستقبل السياحة الطبية في البلاد، كما حذر من هجرة الأطباء السعوديين للخارج، وتحدث عن سر زيارته لمكة المكرمة برفقة زوجته قبل أي عملية فصل يجريها.. وإليكم نص الحوار الذي جرى في الرياض.

> لو بدأنا من حالة السيامي العراقي «فاطمة، وزهرة»، والذي تستعد فيه ورفاقك لإجراء عملية فصل ما بهدف إعادة الحياة لهما، والتي تتصادف مع ما يتعرض له الجسد العراقي الوطني من عمليات فصل لأجل القتل، ما بين الحالتين ما هو رأيك؟ ـ العراق هو بلد شقيق.. بلد عربي.. بلد مسلم. وكلنا أمل أن نرى مشاكل العراق تنفصل عن العراق. إن لم يكن جراحياً فسياسياً. وبإذن الله يعود العراق، عراقاً أمناً لأهله ومحبيه. بالنسبة للوضع الصحي للتوأم أفضل بكثير من الوضع السابق، حيث وصل وزنهما إلى 9.4 كلجم. وأتوقع أن نقوم بعملية الفصل خلال الفترة ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع مقبلة.

> بشكل عام، ما هي العوامل التي يتوجب توفرها قبل إجراء عمليات فصل التوأم السيامي؟

ـ هناك أربعة عوامل، وهي: صحة التوأم، وجود عيوب خلقية، وإمكانية فصل التوأم بشكل أمن، وأن يكون الوزن مناسباً للحصول على أفضل النتائج والذي عادة ما يتراوح ما بين تسعة إلى عشرة كيلوجرامات، والأهم خبرة الفريق الطبي والجراحي.

> ما الذي يتم الاعتماد عليه بشكل رئيسي: الإنسان أم الآلة؟

ـ الآلة ليست كل شيء. بل إيجاد الإنسان المؤهل، والخبرة هي أساس النجاح الطبي. ويرافقها توفر فريق طبي متكامل بتقنية حديثة، فكلاهما مرتبط بالآخر. ولكن وجود الخبرة والكادر الطبي المؤهل هو الأهم وليس الآلة.

> باستثناء الربيعة ورفاقه، هل يوجد كادر طبي مؤهل للقيام بعمليات الفصل؟

ـ من الأمور التي يجب أن يعرفها القارئ: أن الكادر الجراحي السعودي الذي كان يشارك، خلال العمليات الأولى في مطلع التسعينات، لم يكن يتجاوز 30 بالمائة. وفي العمليات الأخيرة نستطيع القول إنه أصبح كادرا طبيا سعوديا 100 بالمائة.ولم يأت هذا الإنجاز من فراغ. بل بتخطيط ودراسة متأنية لإيجاد كوادر طبية مؤهلة وقادرة على القيام بالعمليات. وكلي إيمان، أن الأشخاص يتغيرون، والإنجاز لا يتوقف. وثقتي في زملائي كبيرة أن يكملوا ما بدأنا به، وأنا مُجرد مُكمل لهم متى ما احتاجوني، لأن هذا إنجاز للوطن الغالي على الجميع. أطباء المستقبل.

> حدثنا عن مواقف الملك عبد الله معك؟

ـ بعد إحدى العمليات الصعبة التي مرت علينا، والملك رغب في اليوم الثاني للعملية أن يطمئن ولم يرغب في محادثتي، لعلمه بسهرنا كفريق على متابعة أوضاع التوائم، وقام أحد الأشخاص المجاورين للملك بالاتصال بي، وكنت نائما، وإبلاغي، حرصاً منه على طمأنته، وعند مكالمتي له غضب وقال «أنا لم أطلب منهم أن يوقظوك من النوم، وأنت تعبان». وهذا الموقف دليل على إحساسه وتعامله مع الناس. > باعتبارك أكاديميا طبيا. ما هو رأيك حول التهمة الموجهة إلى كليات الطب السعودية في وضع شروط توصف بـ «التعجيزية» للراغبين في التسجيل، على رغم قلة الكوادر الطبية الوطنية؟ ـ أولاً: لا بد من القول إن الطب يمس حياة الإنسان. ومن الصعوبة أن تضحي بصحة هذا الإنسان لتنفيذ القاعدة التي تطبق مفهوم الكم على النوع.. وأعتقد أن معظم كليات الطب، في العالم، تبحث عن الصفوة لتعليمهم كيفية الحفاظ على حياة الإنسان. ولا يتوقف الأمر على قدرة هؤلاء الطلبة العلمية فقط. ولكن على قدرتهم في التواصل والتفهم والمراعاة، وكذلك امتلاكهم لعوامل نفسية أخرى تحدد نجاح الطبيب من فشله. نعم، لدينا نُدرة في الأطباء والممرضين. ولكني متفاءل، خصوصاً أن فترة العامين الماضيين صاحبها ازدياد في أعداد كليات الطب، وسيساهم ذلك في زيادة أعداد الكوادر الطبية خلال السنوات الخمس المقبلة.واسمح لي، أننا بدأنا في كلية الطب، التابعة لجامعة الحرس الوطني، في تدريس نمط جديد من تعليم الطب في مرحلة ما بعد الجامعة. والنموذج الجديد يطبق، للمرة الأولى، على مستوى الشرق الأوسط. والهدف من ذلك ملء الشواغر في الأقسام الطبية من كوادر وطنية ضمن خطة عملنا بالشؤون الطبية في الحرس الوطني بتوطين الوظائف على مستوى الأطباء والمُمرضين خلال العشر سنوات المقبلة، وبنسبة إن لم تكن 100 بالمائة ستكون قريبا منها.

> يؤخذ عليكم ـ كأطباء سعوديين ـ الصمت تجاه قرار وزارة التعليم العالي في تخفيض مكافآت طلاب الامتياز، رغم تراجعها عن القرار في وقت لاحق، في كليات الطب، لماذا لم تتصدوا للقرار؟

ـ بالنسبة لي لم أسكت عن الموضوع. وأرى أنه لا يوجد مبرر للقرار الذي يخفض مكافآت أطباء يمارسون المهنة. في الوقت الذي ترفع فيه الدولة رواتب الموظفين إلى 15 بالمائة. والبلد بحاجة إلى أطباء وكوادر طبية. وأنا ألتمس وآمل أن يُنظر في شملهم ضمن قرار الزيادة الخاص بموظفي الدولة. فطبيب الامتياز مُمارس للمهنة في الفترة المسائية، ولم يعد طالباً، لذا يستحق الزيادة بدلاً من التخفيض.

> هل ترى مناهج كليات الطب في البلاد مواكبة للمتغيرات العالمية الجارية في مجال الطب؟ ـ لدي شفافية كبيرة في هذا الأمر.. يبتسم ويُكمل إجابته: أرى أن المناهج في كليات الطب تحتاج إلى إعادة النظر، ويؤلمني أن يتحول طلاب الطب من القراءة والتعلم عبر المراجع إلى الاكتفاء بالمذكرات والملخصات، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة مكاتب النسخ أمام الجامعات بشكل كبير. ويؤلمني عدم وجود تقييم للمناهج بشكل حديث يتناسب مع النقلة النوعية في كليات الطب حول العالم. والتي تقوم على مناهج يطلق عليها حل المشاكل «التعليم التكاملي الذاتي» وحسب معرفتي أن هناك لجانا تعمل على تطبيق مناهج جديدة في كليات الطب. ودراسة الطب حول العالم أصبحت لا تتم إلا بعد انتهاء الطالب من المرحلة الجامعية. ولدينا في الحرس الوطني دراسة بهذا الصدد، ويتم تدارسها من قبل المسؤولين في التعليم لبحث إقرار دراسة الطب بعد الدراسة الجامعية «إعادة النظر».

> كيف ترى مستقبل الكوادر الطبية الوطنية، من الجانب الأنثوي، على ضوء المُمانعات الاجتماعية لطبيعة عملها باعتباره يفتح باب الاختلاط بين الجنسين؟

ـ بالمناسبة، في عملية فصل التوأم البولندي شاركت 12 فتاة سعودية. ومن معظم التخصصات الطبية. وشخصياً أفخر بمشاركة العنصر النسائي السعودي في العمليات، والتي جاءت نتيجة كفاءة متميزة. وللفتاة السعودية قدرات وإمكانات تؤهلها للدخول في القطاع الصحي.ولا ننسى أن الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية هي أول ممرضة في الإسلام أو في التاريخ، وهذا هو تاريخنا ولا يجب أن ننسى. ولا بد من معرفة أن في الإسلام، جاءت بداية تاريخ التمريض. ويجب على المجتمع السماح لبنات الوطن العمل في مواقع هن الأولى بها من أي شخص آخر. ووفق تعاليم ديننا الحنيف والعادات الفضيلة للمجتمع. ولا بد من الإشارة إلى أن نسبة الطبيبات السعوديات في بعض التخصصات النادرة تفوق نظراءها من الرجال، وكذلك أصبحن متميزات في تخصصات نادرة على مستوى العالم.زملاء المهنة.

> لو تحدثنا عن زملاء المهنة، كيف ترى هجرة الأطباء من القطاع الحكومي للخاص؟

ـ هجرتهم طبيعية. والطبيب يتحرك تجاه المكان الذي يوفر له جو عمل مناسبا، ودخلا جيدا. وأنا لا أخشى هجرة الأطباء في الداخل بل هجرتهم إلى الخارج. لأن هناك دولا مجاورة بدأت في إنشاء مدن صحية كبرى، وبشكل ضخم، ويجب أن لا تسبقنا في استقطاب ما لدينا من كفاءات وكوادر.

> لكن ألا تعتقد أن الهجرة الداخلية ستنعكس بشكل سلبي على أداء القطاع الطبي الحكومي، وبالتالي على مستوى الرعاية الطبية للمواطن البسيط؟

ـ التوجه الحالي، حسب قرارات وزارة الصحة، إيجاد ضمان صحي سيفتح، فيما بعد، المجال للخصخصة التدريجية للقطاع الصحي. والخصخصة التدريجية بدأت في إيجاد مراكز قطاع أعمال في القطاع العام، وهي التي أنشأت بعد انتهاء الضمان الصحي. ويضيف: وسوف يكون للمواطن السعودي بطاقة تأمين صحي، بحيث يكون مؤهلا لدى القطاعين الخاص والعام، وعندها يصبح الطبيب السعودي موجوداً للمواطن في كلا القطاعين العام والخاص. وحالياً، نحن نعيش مرحلة انتقالية في مسيرة النظام الصحي السعودي، ومن الطبيعي أن يحدث بعض الاختلال عند الانتقال، وفي النهاية سيكون المواطن السعودي رابحاً لا خاسراً. الضمان الصحي والخصخصة.

> هل من معادلة لتحقيق توازن بين «الخصخصة» وتكلفة العلاج؟

ـ وجود تأمين صحي تكافلي مع خصخصة تدريجية متأنية هو السبيل لضمان رعاية صحية متميزة للمواطن السعودي. إذن أنت متفائل بمستقبل التأمين الطبي؟ نعم، أنا متفائل. السياحة الطبية > نادى الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، إلى ضرورة الاستفادة من السياحة الطبية في البلاد، هل تتوفر عوامل هذه السياحة؟

ـ الصحة المثالية غالية. وهذه حقيقة لا بد من قبولها. ومن يرد صحة على مستوى درجة ثالثة أو رابعة فعليه أن يعي أنها مكلفة على مستوى العالم. ولكن الأهم أن الحكومة السعودية مستمرة في بناء كوادر وطنية طبية مؤهلة وتميزت على المستويين الخليجي والعربي.ونحن نملك مرتكزات ومقومات طبية جاهزة، ويجب استثمارها. وإن لم نبدأ سيسبقنا آخرون إلى استثمار كوادرنا واستقطابها خارج البلاد، وخصوصاً أن هناك دولا مجاورة بدأت في العمل على إنشاء مقومات السياحة الطبية الأولية.وأشيد، هنا، بالاهتمام الكبير الذي يوليه الأمير سلطان بن سلمان بالسياحة بشكل عام، والسياحة الطبية بشكل خاص.

> هل لك تحديد المرتكزات الرئيسية لقيام سياحة طبية سعودية منافسة؟

ـ التقنية والخبرة والسمعة، والعناصر الثلاثة متوفرة لدينا، وتكفي لجذب السياح الراغبين في العلاج. بعد ذلك لا يتبقى أمامنا سوى إنشاء مراكز ومدن طبية ضخمة عن طريق شركات مساهمة. لكي تكون مرجعيات طبية لسكان الدول المجاورة لنا.مراكز طبية محلية ودولية.

> لو عدت بك لعمليات الفصل من محور آخر، هل يوجد في السعودية مراكز مؤهلة لإجراء عمليات فصل التوائم السيامية على غرار المركز الموجود في الرياض؟

ـ نعم ممكن. ومن حيث التقنية ممكن أيضاً. ولكن نحن نبحث دائماً عن مصلحة المريض المثالية. و«المثالية» تدخل في التأهيل لأن الأمر لا يتوقف على الجراحة فقط. ووجود المركز كفريق متكامل. وتتوقف الأمور على نوع العملية. ومع هذا أنا مع مركزة التخصصات. لأن فتح باب المراكز لنوع محدد من عمليات الجراحة كفصل التوائم على ـ سبيل المثال ـ فيه قتل للخبرة السعودية وللنمو. والعالم تعود على مرجعية المراكز الطبية وتوحيد الجمهور. ومن الجيد أن يكون هناك تخصص لأحد المراكز في جدة لأمراض القلب. وآخر لأمراض البنكرياس في الشرقية. وهذا يصب في مصلحة المريض أن يجد المركز المتخصص، والمؤهل لإجراء عمليته، وبدلاً من تشتيت الجمهور وتوزيع الخبرة بما لا يفيد الوطن والمواطن.

> هل هناك تبادل للخبرات يتم من خلال الاتصالات بينكم وبين المراكز العالمية المهتمة بحالات التوائم السيامية؟

ـ لنا اتصالات عديدة ـ ولله الحمد ـ وأصبحنا في مجال عمليات فصل التوائم مرجعا للمراكز المختصة حول العالم. ولنا اتصالات عديدة مع العالم الطبي.

> ما طبيعة تلك الاتصالات وانعكاساتها بالنسبة لكلا الطرفين؟

ـ لدينا اتصال بجمعية جراحة الأطفال في كندا، وكذلك جمعية جراحة الأطفال في فرنسا. وكذلك بعدد من المراكز في الدول العربية. وسبق لنا أن قدمنا خبراتنا في مجال عمليات فصل التوائم في كندا، وكنت موجودا خلال منتصف أبريل «نيسان« الماضي في فرنسا، وذلك بناء على دعوة منهم لتقديم الخبرة السعودية، بالإضافة إلى دعوات أوروبية أخرى بهدف الاستفادة من خبراتنا. وكذلك نستفيد من خبرة الغير من خلال الندوات وإصدارات المجلات الطبية.طقوس ما قبل العملية.

> هل لك أن تطلع قراء «الشرق الأوسط» على تحضيرات ما قبل موعد العملية للفريق الطبي، ولك بشكل شخصي؟ ـ نسعى دائماً في الفريق الطبي أن يكون موعد العملية صباح يوم السبت. وهناك تهيئة عامة للفريق الطبي بالكامل تتم في الأسبوع الذي يسبق العملية. ويوم الأربعاء يكون هناك اجتماع لإجراء العملية التجريبية، والتي يتم خلالها تبادل النصح فيما بيننا كفريق. وبالنسبة لي: في العادة أحاول عدم الالتزام بأي ارتباطات اجتماعية خلال فترة نهاية الأسبوع. وإذا أسعفني، الحظ والوقت، أتوجه مع زوجتي إلى مكة المكرمة لقضاء يومي الخميس والجمعة بجوار بيت الله الحرام. وفي ليلة العملية أحاول النوم مبكراً. وقبل العملية أصلي ركعتين، وأتضرع لله بالدعاء، وأبدأ في الاستعداد للعملية.

> الفصل بين حياتك كإنسان وعملك؟ ـ الحياة الأسرية جزء لا يتجزأ يعيش معك، طبعاً بحكم عملي وتخصصي وفي ضوء ظروف أسرتي تتعايش مع ظروف معيشتي، وتعايشنا طبيعي يحدث نقاش وحوار وخلاف، صحيح انني لم أعطهم في الآونة الأخيرة، بسبب عملي الطبي والإداري، حقهم من الوقت، هذه ضريبة العمل. وهي شكواهم المترددة أنهم لا يرونني حتى في الأجازات، فمنذ عدة سنوات لم أذهب معهم، احيانا أذهب معهم لمدة 4 أيام أو لا أسافر، وهم متفهمون لطبيعة عملي، ويراضون النفس بالبعد الإنساني في خدمة المريض من خلال عملي.

> هل من بين هذه الحالات مواقف لا تنسى في ذاكرتك؟

ـ عائلة إحدى التوائم، دون ذكر الجنسية، رغم التعب والمشقة والعناء واجراء العملية، إلا أنه حدث انفصال بين الوالدين، حيث تركت الوالدة أبناءها مع والدهم، وهذا أثر في شخصياً. خصوصاً أننا عشنا شهورا مع بعض، والسبب هو تبادل التهم في نسب المشاكل الطبية احدهما للاخر. > ختاماً وبصراحة: هل تستطيع النوم ليلة العملية؟ ـ يجيب مبتسماً:لا. بل يظل تفكيري مشغولا باليوم المقبل طوال الليل. وفي الأخير لا أحصل إلا على عدة ساعات من النوم والراحة.