موسم «ناري» لأسعار الخضار تتضاعف سخونته مع دخول شهر رمضان

الطلب يطغى على العرض

TT

تعيش أسواق الخضار السعودية، حالة من الارتفاع التصاعدي في الأسعار، خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك، الذي يترافق دائماً مع ارتفاع قيمة الكثير من السلع الغذائية، إلا أن ارتفاع الأسعار هذا العام يختلف عنه في الأعوام السابقة المتزأمنة مع اقتراب شهر الصوم، حيث شهدت بعض الأصناف ارتفاعاً ما بين 60 ـ 80% خلال أيام قليلة.

واتفق الباعة والمشترون على أن البطاطس والطماطم هما أكثر الأصناف التي تأثرت بموجة الارتفاع الكبير الذي يشهده سوق الخضار، حيث بلغ معدل ارتفاع البطاطس 80% خلال أسبوعين، خاصة مع شح كلٍ من البطاطس السعودية والسورية من السوق، حيث وصل سعر السلة الصغيرة من البطاطس السعودية 10 ريالات بعد أن كان لا يزيد عن الستة ريالات.

أم فهد «ربة منزل» تحدثت بانزعاج عن الارتفاع الناري في أسعار الخضار، قائلة: «لا نستطيع الاستغناء عن الخضروات، خاصة في شهر رمضان المبارك، فهي مهمة في صنع المحاشي «كحشوة السمبوسة والفطائر» وباقي أكلات السفرة الرمضانية، بالتالي مهما ارتفعت الأسعار نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ قرار الشراء».

فيما قالت عائشة المبارك «مدرسة»: «أتمنى ان تتدخل الجهات المختصة لوضع سقف هذه الارتفاعات المتلاحقة في أسعار الخضار والفاكهة فالبعض ميزانيته الشهرية قد لا تسمح له بالقدرة على شراء الكمية التي يحتاجها رغم ما تمثله من أهمية».

وقد برر تجار سوق الخضار هذا الارتفاع الناري، بأنه جاء نتيجة قلة المعروض مقابل الطلب المتزايد ـ خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل ـ، قياساً على المعدل الكبير للاستهلاك اليومي مع عدم توفر الكمية المطلوبة في السوق.

ويرى تاجر الخضار حسين أبو عبد الله، الذي أمضى أحد عشر عاماً في سوق الخضار ولم يمر عليه هذا الارتفاع الحاد في الأسعار ـ حسب ما يقول ـ، ان هناك أسباباً طارئة استجدت على وضع السوق، عبر عنها قائلاً: «يشهد سوق الخضار هذه الأيام أزمة في عدم توفر الكميات الكافية للزبائن، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، حيث ان الحرب اللبنانية كانت قد دمرت الكثير من المحاصيل التي نعتمد على استيرادها وما وصلنا بعد الحرب كمية ليست بالكبيرة، إضافة إلى أن شهر رمضان يتوافق هذه السنة مع فصل الصيف، وارتفاع درجة الحرارة يقلل من حجم الناتج الزراعي للكثير من المحاصيل».

وتوقع مجموعة من التجار والباعة في سوق الخضار، ان يستمر هذا الارتفاع التصاعدي في الأسعار طيلة العشرة ايام الأولى من شهر رمضان المبارك، ثم تعود الأسعار إلى سابق استقرارها.