اتهام مديري مدارس ومدرسين بقلة الانتماء لمهنة التدريس

في ظل انشغالهم بالتجارة والمقاولات

TT

اتهم مراقبون وأولياء أمور طلاب ومسؤولون في التعليم مدرسين ومديري مدارس بقلة انتماء بعضهم لمهنة التدريس في الآونة الأخيرة، بعد أن استحوذت على اهتماماتهم الماديات من خلال متابعة سوق الأسهم والاشتغال بالتجارة والمقاولات بعد الدوام، إلى جانب مهنة التدريس التي قد لا تأخذ من وقت بعضهم أكثر من ساعتين في الدوام لقلة الحصص أو لكثرة خروجهم دون عذر.

وعلل ذلك بعض المديرين بعدم وجود الحزم المطلوب من الإدارات التعليمية إذ لا تحسم على المعلم كثير الغياب وأن تقارير الأداء الوظيفي حتى تاريخه لم تحقق الهدف فالكل يتساوى في نهاية العام بالرغم من التباين في الدرجات والجهود وهذا ما يجعل المعلم المجتهد يتكاسل ويسير سير المتهاونين.

في الوقت الذي أبدى فيه معلمون امتعاضهم من ضعف شخصية مديري بعض المدارس وعدم عدلهم بين المعلمين من خلال الشللية التي يوجدونها في أجواء العمل والمقربين الذين يحظون بنصيب الأسد.

ويقول أحد المعلمين الجدد «كيف تريد من المعلم الجديد أن يكون متحمسا لعمله وراتبه لا يساوي جهده المبذول في ظل سلم الرواتب الذي لا يفرق بين من يحمل البكالوريوس وخريج المعاهد القديمة».

وهنا يؤكد مطر رزق الله مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة «أن الوزارة تحاول جاهدة في إيجاد البيئة الملائمة للطلاب والقائمين على تعليمهم من المديرين والمعلمين وكان آخر تلك الجهود القضاء على المباني المستأجرة والاستغناء عنها بالمباني الحكومية التي تساعد الجميع على أداء العمل بكل راحة وما تفضل به خادم الحرمين الشريفين من زيادة في الرواتب كان في صالح المعلمين بالدرجة الأولى بالرفع، وبالتالي يجب على المعلمين استشعار دورهم في تعليم الأجيال وإبراز مخرجات التعليم التي سيكون لها الأثر الكبير في خطط التنمية الشاملة باعتبار المعلم حجر الزاوية في نجاح هذه الخطط بما يخرج من شباب قادرين على النهوض بمستوى التنمية التي تنشدها الدولة ولا عذر لأحد في التقصير الذي قد يخل بالعملية التربوية والتعليمية».

وأضاف «ومن لم يجد في نفسه القدرة على أداء هذه الرسالة فعليه التنحي وترك المجال لمن هو أقدر على حملها وتبليغها للمستهدفين من المدرسين».

ويستشهد رزق الله بآخر اجتماعاته بأعضاء مجلس الإدارة بما حمله ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم الذي وزع بالآلاف من قبل التطوير الإداري بوزارة التربية والتعليم على إدارات التعليم في المناطق والمحافظات ليكون ملازما لجميع المعلمين بعد أن تم اعتماده وفق التوجيه السامي الكريم مع بداية هذا العام حاملا بين دفتيه سبع مواد بدئت بأخلاق مهنة التعليم للمعلم والمعلمة ومن في حكمهم من المديرين والوكلاء والمرشدين والمشرفين (بنين وبنات) والطالب والطالبة وأهداف الميثاق ورسالة التعليم والمعلم وأدائه المهني وثقافته الذاتية والصفات الواجب التحلي بها كالصدق والأمانة والاستقامة والحلم والحزم والانضباط والتسامح وحسن المظهر وبشاشة الوجه وضرورة ترسيخه لمفهوم المواطنة لدى المتعلمين، إلى جانب دوره وعلاقته بالطلاب والمجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي ومنه الأسرة.

والسؤال الذي يطرحه المراقبون هل هذا الميثاق سيحل المشكلة أم أنه سيكون في عداد التنظير الذي لا يصل إلى التطبيق في الميدان الذي يعتبر الكشاف الحقيقي للعمل الجاد والمخلص؟.