مشروع خيري في جدة يحول 450 أسرة محتاجة إلى منتجة

تنتج 800 نوع.. وتباع في سوق الجمجوم

TT

تجلس أم عمر مفترشة الأرض، لتخيط مفرش الطاولة والمزين بالكلف وعليه بعض التطريزات الجمالية، وتساعدها جارتها أم محمد والتي تخيط هي الأخرى وسادات بطابع شرقي وبأحجام مختلفة، وتظلان طوال اليوم وهما تحاولان إنجاز الكمية المطلوبة منهما في رقم قياسي، لتحمله أم عمر لمحل رواج الخيري الواقع في الدور الثاني بمركز جمجوم التجاري لبيعه، تقول: «منذ صغري وأنا أحب الخياطة والتطريز، ولظروفي الصعبة لم التحق بدورات أو مدارس تعلمني، وما أن سمعت بمشروع رواج حتى تشجعت لعرض منتجاتي وبيعها».

أما أم محمد التي تعلمت من جارتها أساسيات الخياطة فتقول «غيرت وجهة نظري في الحياة، لأن هناك أناسا طيبين علمونا كيف نعمل بدلا من البحث في الجمعيات الخيرية عن التبرعات».

ويحدثنا عمر الطيب مدير مشروع رواج الخيري عن فكرة المشروع قائلا: «رواج يتبع لجمعية الأمير ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، وهدف الجمعية تحويل الأسر المحتاجة إلى أسر منتجة».

وتتفق معه مايا حلفاوي مديرة قطاع النشاط النسائي بالجمعية وتوضح أن الجمعية ليست بمثابة حصالة نقود وتقول: «ليس هدفنا توزيع التبرعات، إنما مساعدة الأسر المحتاجة لتكون منتجة، وذلك عن طريق التدريب، والتطوير، ورفع الحس الذوقي والجمالي لدى السيدات، ومساعدتهن لخلق أفكار جديدة وبالتالي منتج جديد، وعقد دورات في التغليف والديكوباج والرسم والخياطة والتطريز».

ومشروع رواج عبارة عن غاليري يضم حوالي 800 منتج، لـ540 أسرة منتجة من مدينة جدة فقط، إضافة كما يقول الطيب: «نتعاون مع الجمعيات الخيرية الأخرى بجميع مناطق المملكة، لضم منتجات أسر تلك الجمعيات لمنتجاتنا».

ويحتوي الغاليري على أصناف متعددة من المنتجات بدءا من الدقة والبهارات المشهورة كبهار عيش باللحم، والرز البخاري، والشوربة، والكبسة، والمخللات واللوزيات، ووصولا إلى الأثواب الشرقية، والمفارش، وسجادات الصلاة، والمخدات، وصناديق التخزين، وهدايا الأعياد والحفلات والزواج، وقد بيع أكثر من 20 ألف حقيبة بداخلها سجادة الصلاة تحمل كالدفتر أو الكراسة كلها من أعمال الأسر المنتجة.

وتقول حلفاوي: «حولنا 176 بيتا من أسر محتاجة إلى أسر منتجة ومفكرة، و25% من الأسر المنتجة أعمالها مميزة ومبدعة»، وعن المشكلة التي تواجه الجمعية لصقل موهبة تلك الأسر تقول: «أكثر الأسر من أوساط تفتقر إلى الذوق الجمالي والتنسيق، وهذا يعود إلى مستواهم التعليمي والاجتماعي والثقافي، ودورنا يكمن هنا في محاولة رفع الذوق الفني والجمالي ليتناسب مع زوار المركز، لأننا لا نرغب من الزوار الشراء من باب المجاملة، وما نفتقره أيضا هو وجود مركز يضم متدربات مبدعات ومتخصصات في الأعمال اليدوية، والاهم هو افتقارنا لمصممات يطرحن التصميم ويبقى على الأسر التنفيذ، وهذا ما نطمح إليه مستقبلا».