السعودية: تطوير شامل للمناهج الدراسية يعتمد على التسامح والحوار وتنمية التفكير

تنتهج مبدأ التكامل كدمج مفاهيم التربية بالتقنيات الحديثة

TT

كشف مسؤول في وزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط» ان المشروع الشامل لتطوير المناهج في السعودية يركز على تنمية مهارة التفكير لدى الطلاب والطالبات ويزودهم بالقيم الإسلامية كالتسامح والحوار.

وقال المسؤول: إن المشروع الشامل لتطوير المناهج في السعودية يعتبر فلسفلة تربوية تختلف عن السابق، حيث تنتهج السعودية مبدأ التكامل ودمج مفاهيم التربية الحديثة في المنهج ودمج التقنيات التربوية الحديثة بالمناهج التعليمية لتنمية مهارات التفكير، بالإضافة إلى مراعاة المشروع الشامل لتطوير المناهج إدراج جميع المفاهيم المعاصرة والتسامح والحوار والقيم الإسلامية بكافة أبعادها.

ويهدف المشروع الشامل لتطوير مناهج التعليم في السعودية إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تعديل نوعي وجذري في المناهج لمواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية، وتوفير وسائل فعّالة لتحقيق أهداف سياسة التعليم على نحو تكاملي؛ وإيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية والمعرفية، والاستفادة من تجارب الآخرين، وتحديد المهارات اللازم تعلمها في كل مرحلة دراسية، وربط المعلومات بالحياة العامة، وتنمية مهارات التفكير الناقد والمهارات الأدائية، وتنمية المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة للعمل المنتج.

وترى وزارة التربية والتعليم أنه إذا كانت المناهج مناسبة لظروف اجتماعية سابقة فإن التطور السريع في المجتمع السعودي المعاصر من حيث المستوى الثقافي والاقتصادي والتقني وأساليب الحياة اليومية يستدعي تغيرا موازيا، بالإضافة إلى التهيؤ والاستعداد للتعامل مع ثورة الاتصالات، والمعرفة، والعولمة، والثورة الاقتصادية، الأمر الذي يستوجب التعامل مع هذه المؤثرات العالمية من أجل درء مفاسدها والانتفاع بما تنتجه من امكانات، وأن حاجة المناهج الحالية إلى تطوير نوعي يناسب التقدم العلمي والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات العالمية الراهنة والمستقبلية.

ويستند المشروع إلى جملة من المرجعيات منها حاجات سوق العمل، حاجات الدراسة الجامعية، حاجات الطلاب العقلية والنفسية والجسمية، الاتجاهات العالمية، والتجارب والدراسات والأبحاث المحلية والعالمية.

ورافق مشروع التطوير الشامل للمناهج إقامة الدورات التدريبية، واستقطاب الكفاءات العلمية، وتهيئة الامكانات المادية، وتنفيذ ورش عمل متخصصة، وتبادل الزيارات مع وفود وخبرات عربية ودولية، وإجراء بحوث ودراسات ميدانية، والإطلاع على تجارب دول أخرى، وتقييم المناهج الحالية، والتنسيق مع جميع القطاعات والجهات المعنية في المملكة مثل القطاع الخاص، والقطاعات الحكومية، والجهات التعليمية والمؤسسية الأخرى لوضع تصور مشترك لما يمكن أن يسهم في صياغة مشروع حضاري يناسب الاحتياجات ويتفق مع روح العصر.

وقد انتهت الوزارة من إعداد وثائق المنهج وعددها (12) وثيقة عام 1422هـ، شارك في صياغتها خبراء من جامعات سعودية وعربية وعالمية، ولجان متخصصة من الأسر الوطنية واللجنة العليا للبرامج والمناهج، ومعلمون ومشرفون متميزون من الميدان التربوي، وخبرات تمثل كافة شرائح المجتمع، وتعتبر هذه الوثائق المنطلق الرئيس لعملية التأليف التي بدأت في العام الدراسي 1422/1423هـ ومن المقرر الانتهاء من تأليف الكتب الجديدة خلال ثلاث سنوات.