مسيرة سياحية لـ«هجانة» سعودية.. من المصمك وحتى مركز الملك عبد العزيز التاريخي

ضمن برامج هيئة السياحة لتعزيز سياحة الثقافة والتراث في عيد الفطر

TT

يركب 20 جمّالاً «هجانة» على ظهور الإبل، ويسيرون من المصمك، مروراً ببوابة الثميري، إلى مركز الملك عبد العزيز التاريخي، والعودة مرة أخرى إلى المصمك، وذلك في مسيرة سياحية تجسد أشكال قوافل الإبل التجارية التي كانت تغدو وتروح في العاصمة محملة بمختلف البضائع والسلع، وذلك احتفالاً بعيد الفطر المبارك.

وقال عبد الإله بن عبد العزيز آل الشيخ، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمنطقة الرياض، بأن هذه الفعالية تأتي ضمن توجهات الهيئة العليا للسياحة في تعزيز سياحة الثقافة والتراث، مضيفاً بأن الإبل كانت تعد أهم وسيلة مواصلات ركبها الأجداد للترحال بين المدن والمناطق، موضحاً أن مسيرة «الهجانة» التي سيتم تسييرها خلال الثلاثة أيام الأولى من عيد الفطر المبارك، ترمي إلى إثراء تجربة السائح، من خلال إبراز أحد عناصر التراث الوطني، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وتشجيع هواة تنظيم الفعاليات السياحية في خوض تجارب جديدة.

ومن المقرر أن تنطلق قافلة الإبل في الخامسة مساء من أمام المصمك، مزينة بالقطع والأدوات المستخدمة آنذاك، ومنها «الشداد» و«الخرج» و«السفافيف»، مروراً ببوابة الثميري، لتسير بعدها في شارع الملك فيصل، حتى تصل إلى مركز الملك عبد العزيز، وليبدأ «الهجانة» بعد ذلك في رحلة العودة إلى قصر المصمك عبر شارع السويلم.

وبين آل الشيخ أن هناك فعاليات مصاحبة لمسيرة قوافل الإبل، تبدأ بعد الساعة الرابعة عصراً حول المصمك، حيث «مناخ» الإبل، من عرض للهجن المحملة ببضائع تراث البادية «الجلب»، وإتاحة الفرصة للحرفيين لمزاولة حرفهم، وتنظيم مزاد على بعض البضائع التراثية، والتدريب على ركوب الهجن. يذكر، أن هذه الفعالية وفرت 25 فرصة وظيفة مؤقتة.

ويطلق على «الهجانة» مسمى آخر هو «الركايب»، ويطلق على راكبي الهجن، ونسبة إلى «الهجانة»، عرف التراث نوعا من أنواع الشعر، أطلق عليه «الهجيني»، وهو ما يردده «الهجانة» من على ظهور جمالهم في سفرهم وترحالهم، ويعتمد على «المراددة»، أي تتالي الردود الشعرية في ما بين «الهجانة»، وهو نوع من الشعر النبطي، ويتألف شطر البيت الواحد من ثلاث أو خمس كلمات، على حسب الوزن والطاروق «البلاغة»، وحالياً يؤدى في المناسبات التراثية، حينما تكون الهجن بين المشي والجري.

وعادة ما تجهز إبل «الهجانة» بـ «الأشدة« و«الخروج» و«المزاود» و«الدلال« و«السفايف»، وهي بعض المنسوجات القديمة التي توضع على ظهور الهجن، ويقوم «الهجانة» بإعطاء الجمهور صورة كاملة عن هذه الرحلات التي قام بها الأجداد السابقون، حيث كانوا يتنقلون من نجد إلى الحجاز، ومن نجد إلى الشام، بعد أن يتفقوا جميعا للسير على شكل جماعات، خشية من قطاع الطرق، الذين دائما ما يعترضون طرقهم، ورحلاتهم إلى الشام عادة تستغرق عدة أيام، بغرض التجارة وبعضهم يقوم ببيع بعض جماله هناك، ليشتري الطعام من الشام، كما أن بعضهم الآخر يتنقل دائما بين مناطق الجزيرة العربية قديما لتقصي الماء.