«نحو تحقيق الشراكة».. القطاع الخاص يدخل عصر «المسؤولية الاجتماعية» اليوم في جدة

فيما يعتبر نهاية للأداء «الاستهلاكي»

TT

تنطلق اليوم في جدة أولى فعاليات المبادرة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية في أحد الأسواق الكبرى، من خلال جناح معلوماتي يحتوي على معلومات عن أهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها في تنمية المجتمع.

وتأتي المبادرة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية تنفيذا لتوصيات ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض والشركة العربية لتنظيم المؤتمرات تحت رعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد.

وتقوم المبادرة على تنفيذ توصيات خرج بها الملتقى الاول للمسؤولية الاجتماعية الذي عقد في الرياض ورعاه الامير سلطان بن عبدالعزيز من أبرزها تشكيل فريق عمل من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ممثلين من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد يتولى عقد ورشة عمل متخصصة لاقتراح مجموعة من السياسات لتفعيل عمل المسؤولية الاجتماعية وتحفيز القطاع الخاص على المشاركة، وتحديد جدول أعمال البحوث التي ينبغي إجراؤها في مجال المسؤولية الاجتماعية، والنهوض بالتوعية العامة في مجال المسؤولية الاجتماعية.

وقالت الدكتورة نادية باعشن، وهي أستاذ إدارة الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز لـ«الشرق الأوسط» ان تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية هو خطوة أولى نحو تحقيق فكر استراتيجي يراعي مقومات العمل التجاري والاجتماعي في مختلف الانشطة والبرامج التي تنفذها الشركات».

وأضافت بالقول كونها ناشطة في مجالات البحوث والدراسات المعنية ببرامج المسؤولية الاجتماعية من خلال عضويتها في عدد من الجهات «ان خلق الوعي لدى شرائح المجتمع بما فيها المؤسسات التنظيمية سيساعد على ترسيخ مبدأ المسؤولية الاجتماعية، كما أن تحفيز الشركات على العمل في هذا الاتجاه لا بد أن تقابله إعادة نظر في بعض الانظمة والقوانين المعمول بها في البلاد لتشجيع الشركات على نقل الخبرات العالمية الى بلداننا والعمل عليها».

وأعطت الدكتورة باعشن مثالا لبرامج المسؤولية الاجتماعية الناجحة بما تقوم به شركات أميركية متخصصة في بيع «السجائر»، لكنها في الوقت نفسه تدعم أبحاث السرطان في الجامعات والمراكز المتخصصة، كما تعمل على تشجيع الرياضات بشتى انواعها لإبعاد الشباب عن التدخين» وهو ما اعتبرته باعشن فارقا جوهريا بين العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية.

وتأتي مفردات المبادرة في خطتها التنفيذية شاملة لإبراز مفهوم أن المسؤولية الاجتماعية للشركات لا تقتصر فقط على النواحي الخيرية إنما تتعداها إلى تحقيق الربحية والاستدامة، وإيجاد جيل جديد يعي معنى المسؤولية الاجتماعية بجميع أبعاده، وحث الشركات العالمية ذات الوجود المحلي بالسعودية على إنشاء أو إعداد برامج خاصة للتطبيق محلياً في المسؤولية الاجتماعية، اضافة لإيجاد آلية تتولى صياغة بعض البرامج والمشاريع الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات وإرساء أسس شراكة بين مؤسسات القطاع الخاص لتنفيذها. من شأن هذه الآلية تفادي الازدواجية وزيادة فعالية البرامج والمشاريع.

وتستمر المبادرة في روشان مول حتى نهاية شهر رمضان المبارك بمشاركة الجهات الداعمة للمبادرة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية من القطاع الخاص على رأسها البنك الأهلي التجاري والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق كرعاة ماسيون، ومجموعة صافولا كراع ذهبي وشريك استراتيجي، إضافة لشركات محلية أخرى.

وقال محمد العايد الرئيس التنفيذي للشركة العربية لتنظيم المؤتمرات، وهي الجهة المنظمة للمبادرة «ان برامج المبادرة تسعى إلى تكريس مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية من خلال تثقيف شرائح المجتمع المختلفة بتفاصيله المهمة والعمل على تطويره من مبدأ الشراكة مع القطاعي العام والخاص والجهات التعليمية المختلفة»· مضيفا: ان المسؤولية تقوم على وضع خطة طويلة الأجل ومستمرة لبرامج متعددة تستهدف تلبية متطلبات المجتمعات التي تعمل فيها الشركات وليست مجرد جمع أموال للتبرعات أو لدعم الاعمال الخيرية.