د. الضلعان: الحرص على التحول إلى الحكومة الإلكترونية زاد من الإقبال على الرخصة

قال لـ"الشرق الأوسط": عززنا عملياتنا في السعودية بصورة ملحوظة.. والتأهيل للحصول على الشهادة أصبح جزءاً منظومة التدريب

TT

تمكنت منظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي ICDL السعودية، خلال فترة زمنية قصيرة، أن تحقق انتشاراً بين كل الأوساط وداخل كل القطاعات، سواء الحكومية أو الأهلية، وأن تصبح واحدة من أهم المنظمات التكنولوجية التي تقدم حلولاً لتطبيقات نظم المعلومات في السعودية.

وكان النجاح الذي تحقق ثمرة فكر سعودي طموح، وجهد إنساني خلاق عززهما توجه حكومة السعودية نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية في كافة أجهزة الدولة. في هذا الحوار يسلط الدكتور سليمان بن محمد الضلعان العضو المنتدب لمنظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، الضوء على تجربة ICDL السعودية في مجال نشر الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات، وتوظيف تقنيات العصر في خدمة المجتمع.

> هل يمكن في البداية إلقاء بعض الضوء على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي والشهادة التي تمنحها للملتحقين ببرنامجها؟

ـ هي شهادة معتمدة دوليا في 140 دولة بالعالم ومعتمدة محليا تقيس بصدق المهارات المكتسبة لدى المتدربين لتضفي جودة على البرامج التدريبية، ومنظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، منظمة دولية غير ربحية تقوم بإدارة عمليات توفير برنامج «الرخصة الدولية لقيادة الحاسب» ICDL في مختلف أنحاء العالم· وتهدف هذه المنظمة إلى تعزيز الوعي المعلوماتي والارتقاء بمهارات التعامل مع تطبيقات الحاسب لدى كافة قطاعات المجتمع في العالم. وقد تم افتتاح المكتب الإقليمي لمنظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي في السعودية تلبية للطلب المتزايد للحصول على برامج الرخصة من كافة قطاعات المجتمع والأعمال في المملكة، لتكون مهمته الإشراف على عملية توفير برنامج الرخصة الدولية وضمان جودة البرنامج، بالإضافة إلى اعتماد مراكز التدريب والاختبار في كافة أنحاء المملكة وفق المعايير والأسس المعتمدة دولياً.

> ما الذي حققته ICDL السعودية بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على وجودها في المملكة؟

ـ نفخر بأننا استطعنا خلال هذه الفترة القليلة الماضية أن ننجح في تعريف المجتمع السعودي بأهمية الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، وأن ننشر الوعي بالفوائد العديدة التي تتحقق جراء الحصول على شهادتها، وأدى ذلك إلى انتشار معاهد ومراكز التدريب في مختلف مناطق السعودية ليصل عددها حتى الآن أكثر من 300 مركز تدريبي معتمد للاختبارات والتدريب· كما أننا نجحنا في تعزيز عملياتنا في السعودية بصورة ملحوظة، فأصبح التأهيل للحصول على شهادة الرخصة الدولية جزءاً منظومة التدريب، أي الاعتراف بالشهادة كمتطلب أساسي في التدريب· لان الشهادة تقيس بصدق المهارات المكتسبة لدى المتدربين· ومن جانب اخر فقد اعتمدت وزارة الخدمة المدنية شهادة ICDL وشهادة ICDLstart، كما تم اعتماد البرنامج في الجامعات وفي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وكذلك في كثير من القطاعات الحكومية والعسكرية.

> ما هو في رأيكم السبب الكامن وراء الإقبال المتزايد من كافة شرائح المجتمع للحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي؟

ـ هذا الإقبال على برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي سببه أن البرنامج يوفر حلولاً عملية تتميز بالمرونة والفعالية لتعلم وقياس المهارات التكنولوجية الأساسية اللازمة لاستخدام تطبيقات الحاسب الآلي بكفاءة، إلى جانب أنه برنامج تدريبي يعنى بالجودة والثقة والتميز فهو متاح لكافة الفئات بصرف النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة التعليمية أو الخبرة العملية. وتم إعداد محتويات البرنامج من قبل اخصائيين عالميين تم على اساسها بناء مناهج التدريب المتكاملة والمبنية على أحدث ما توصلت إليه التقنية وباعتماد منظمة عالمية، ولتحقيق الجودة تشرف المنظمة على سير البرنامج للتأكد من حصول المتدرب على المنهج الصحيح المتكامل ليكسب المهارات اللازمة، وتوفر المنظمة أدوات قياس عالمية إلكترونية تقيس المهارات المكتسبة لدى المتدربين، كل ذلك لإيجاد جيل يتقن مهارات الحاسب الآلي على أسس علمية وعالمية· ويكفي أن نعرف أن البرنامج يتم توفيره في أكثر من 140 دولة وبـ 36 لغة بما فيها اللغة العربية.

> ما هي الجهود التي تبذلونها لتحديث وتطوير وسائل وطرائق التدريب على الرخصة الدولية، وهل هناك دورات أو برامج تدريبية لإعداد مدربين أكفاء لتطبيق برنامج الرخصة الدولية؟

ـ لقد أخذت منظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي على عاتقها تنفيذ العديد من البرامج التطويرية التي تساعد على الارتقاء بمهارات المدربين إدراكاً منها لأهمية تطوير مهارات ومعارف المدربين بسبب التأثير المباشر والذي ينعكس على المتدربين في البرنامج وكفاءتهم، وكان آخر البرامج التي نفذتها المنظمة برنامج اعتماد المدرب المحترف الذي نفذ في دبي أخيرا، وذلك بهدف المحافظة على المعايير الدولية للتدريب على برنامج الرخصة وضمان مصداقية برامجها حول العالم، وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً في منطقة الخليج منذ إطلاقه، ولعل ذلك يرجع إلى أنه قد تم اعتماد شهادة الرخصة بشكل مطرد من قبل أغلب القطاعات سواء الحكومية أو الأهلية أو التعليمية، في ضوء التوجهات العامة للحكومات في المنطقة وحرصها على الدخول إلى الحكومة الإلكترونية وتطبيقها؛ مما دعا المنظمة إلى الاستمرار في توفير مناهج مواكبة لهذه التطورات المتسارعة في حقل تكنولوجيا المعلومات. وقد قامت مجموعة من الخبراء المحترفين في مجال التدريب على مستوى العالم بإدارة ورشات اعتماد المدرب المحترف وصمم البرنامج لإعطاء المدربين الفرصة لتعزيز كفاءاتهم وتطوير خططهم التدريبية وقدرتهم على تقييم المتدربين· والبرنامج يوفر للمرشحين شهادة دولية معترفاً بها عالميا في مجال تدريس برنامج الرخصة الدولية كما أنه يتيح لقطاعات التدريب أن تقيّم المدربين وتقيس مستوى كفاءتهم· ويتوجب على المرشحين المؤهلين لهذا البرنامج أن يكونوا حاصلين على شهادة ICDL إلى جانب توافر الخبرة في مجال توفير التدريب والتعليم في حقل تكنولوجيا المعلومات.

> ما هو تقييمكم لواقع الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي في الوقت الراهن؟

ـ لا شك أن الصورة تبعث على الرضا، كما أنها تنبئ بمستقبل واعد يستثمر المنجزات التكنولوجية المعلوماتية من أجل رخاء وسعادة المجتمع، خاصة بعد أن حققت الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي ICDL معياراً قياسياً معترفاً به عالميا ومحليا لتحديد مستوى مهارات مستخدمي حلول تكنولوجيا المعلومات· وتحظى هذه الرخصة بقبول واسع في منطقة الشرق الأوسط من قبل عدد من حكومات المنطقة التي أوصت بتبني هذه البرامج لرفع كفاءة استخدام تطبيقات الحاسب الآلي بين موظفيها. أما منطقة الخليج فقد شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال تبني تطبيقات تكنولوجيا المعلومات واستخدام أجهزة الحاسب الآلي، انطلاقاً من حرص حكومات المنطقة على التحول إلى مفهوم الخدمات الإلكترونية، وبالتالي ازداد الإقبال على الانخراط في برنامج الرخصة الدولية للاستفادة من الخدمات الإلكترونية، خاصة في ظل التشجيع والدعم اللذين تقدمهما منظمة الرخصة الدولية للمؤسسات والهيئات الحكومية المعنية لتعزيز جهودها في تطوير مهارات منسوبيها والدخول بهم إلى عصر تكنولوجيا المعلومات· وتم اعتماد برنامج الرخصة من قبل كافة وزارات التربية والتعليم في دول الخليج· كما تبنته معظم الجامعات الحكومية، كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة طيبة وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة ام القرى وجامعة الملك خالد وكلية اليمامة الأهلية في السعودية، وجامعة البحرين وجامعة قطر وجامعة السلطان قابوس وجامعة الكويت، والكليات التقنية في السعودية وكليات التقنية العليا وجامعة الإمارات وجامعة زايد في الإمارات، بالإضافة لعدد كبير من المؤسسات الحكومية والعسكرية والخاصة، كل ذلك ينبئ بتحقق المزيد في المستقبل.