«الحُوامة».. مناسبة طفولية تسبق يوم العيد

احتفالية في أحد أحياء الرياض الراقية تجمع عشرات الأطفال طلباً للعيدية

TT

في جو مفعم بأجواء العيد والأفراح، ينتظر أطفال عدد من البيوت العاصمية الأيام التي تسبق يوم العيد في اطلاق فرحتهم، بالحوم على البيوت وطرق أبوابها والحصول على ما قد جهزت أسرة كل بيت.

اختلف عدد من الأسر السعودية حول مسمى الاحتفالية التي تكون ما قبل يوم العيد الفطر المبارك، فالبعض يسميها «الحُوامة» وآخرون يطلقون عليها «خَبازة» وعدد منهم يُعرفها «الحقاقة»، وتلك المسميات تختلف من منطقة إلى أخرى حسب ما تناقلته كل أسرة من تراث أجدادها.

و«الحُوامة» لقب أُطلق على الطريقة التي يحتفل بها أبناء العاصمة الرياض بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث حصل على مسمى ذلك إلهاماً من كون الأطفال يحومون على البيوت الكائنة في الحي، حيث البعض من البيوت يحصل على «عيديته» والبعض الآخر لا يتقبل تلك الاحتفالية بداعي أنها لا تتفق مع روح العصر، حيث ان القائمين على احتفالية «الحُوامة» يعدون ذلك أكثر ما يهدد هذا التراث القديم الذي اعتاده أهالي الرياض منذ 20 عاماً.

ويجوب الأطفال البالغ عددهم 140 طفلاً ما يقرب 40 بيتا، حيث محاباتهم تلك في مساء ليلة عيد الفطر، لا سيما ارتدائهم الزي السعودي التراثي بقولهم «أبي عيدي عادت عليكم» يتبعها عبارة «نوقف الحّمير وإلا نسوقه» في إشارة إلى أصحاب المنازل من الأطفال، معربين عن أملهم بأن يحظوا بهدايا العيد أم لا، وفي مناطق أخرى يقولون «خبزوني لبزوني ملي عود المغرفة» بهذه الكلمات يرفع الأشبال أصواتهم طارقين أسماع كل بيت لكي يظهروا ما في جعبهم من هدايا تتمثل في مكسرات، وريالات نقدية، وحلويات، ولم تسلم السيارات التي تعبر شوارع مكان الاحتفال من مطالب الأطفال، حيث يصلهم نصيبهم بمطالبتهم بما تجود به أنفسهم.

وقال معتصم السياري لـ«الشرق الأوسط» القائم بتوزيع هدايا العيد على الأطفال إن الأسر عادة في الأيام الأخيرة من رمضان تعمد إلى شراء الحلويات وتجهيز هداياها بتغليفها برسومات احتفالية، مشيراً إلى أنه في أيام صباه كانت احتفالية «الحُوامة» تكون في عام، مبيناً أن في السنوات الماضية كان هناك تفاعل أكبر من الأسر، لا سيما أن الأطفال يحرصون على ارتداء الزي التراثي القديم.

ولفت السياري إلى أن كل بيت يصرف ما يقارب 266 دولارا (1000ريال) تجهيزاً للهدايا، مضيفاً أن هناك متاجر شعبية تبيع أغلفة فارغة، تناسب هذه الاحتفالية، معرباً أن هناك مبالغة من أصحاب تلك المتاجر في أسعار الحلويات المغلفة.

وأعربت الطفلة ريم المزروع عن فرحتها بهذه المناسبة، وهي حاملة صندوق به شتى أنواع الحلويات وبعض الريالات النقدية، حيث عبرت عن تذمرها من وجود بعض الأطفال ممن يكبرونها في السن يعملون على «سرقة» حلوياتها، لكن في نفس اللحظة تعتبرها جزءاً من الاحتفالية، مشيرة إلى أن السنين القادمة كفيلة بالتصدي لمن يكبرها سنا. وأشار الطفل عبد الرحمن ماجد الذي كان من ضمن الحضور، إلى أن هذه الاحتفالية هي الأولى بالنسبة له، متمنياً أن تستمر كل عام لأنها تمثل للطفل الكثير، مشيراً إلى أنه يقوم مع الأطفال الآخرين بطرق أبواب الجيران بإنشاد «أبي عيدي عادت عليكم». وتحدثت العنود صلاح التي تُعد ممن يكبر الأطفال الآخرين سنا، أنها تتصدى لكل من يريد أن يحصل على نصيب صغار الأطفال، حيث أضافت أن هناك أحد الأطفال تتذكره في احتفاليات العام الماضي أنه من أصحاب «السوابق» في سرقة هدايا الأطفال الآخرين، مشيرة إلى أنها حذرت الجميع منه في احتفالية هذا العام، مؤكدة أنه يعمل على «استدراج الضحية» بعذب الكلام، وفي آخر الأمر يكون ممن ظفر بهداياهم.

وقال أبو ماجد أحد الحضور الذي يحمل ابنته معه أن «السرقات» التي تكون ما بين الأطفال وبعضهم تحصل منذ قيام هذه الاحتفالات، حيث تسمى سابقاً «قمرق» حيث انها تنسب إلى الجمرك، مشيراً إلى أنها تعد «ملح» الاحتفالية برغم نفور بعض الأطفال منها.