وزارة الثقافة والإعلام: تحديث الإعلام هو مشروع الدولة

TT

* أوضحت مصادر في وزارة الثقافة والإعلام لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزير لم يعرف عن قصة العريضة ومضمونها والتوقيعات التضامنية المؤيدة لتوجهاته في التحديث والتطوير ومواصلة ذلك في جهازي الثقافة والإعلام، الذي يعتبر في المقام الأول مشروع الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الذي يقود البلاد نحو الإصلاح والتطوير. وقال المسؤول «إن الوزير لم يعرف عن العريضة إلا بعد مرور ثلاثة أيام عليها عندما تمّ إخباره عنها، وكانت التوقيعات حينها قد تجاوزت 100 بقليل، وعندما تم إخباره عنها تفاجأ بها، لعدم علمه وطالب برؤيتها»، وقال مبتسما «على الأقل هناك رأي إيجابي». وأوضح المصدر أن الوزارة لم ترتب لها نهائيا، ولم يتدخل فيها المسؤولون بأي دعم، لأنهم لم يعرفوا عنها أيضا إلا بعد مرور بضعة أيام، واستدل المصدر بعدم مسؤولية الوزارة في إنشاء أو التخطيط لهذه العريضة.

واعتبر المسؤول أن العريضة جاءت من أناس من خارج الوزارة، يخاطبون فيها أيضا أناسا من خارج الوزارة، وقال «كما أن هناك شريحة تنتقد وبقوة فإن هناك شريحة أخرى لها وجهة نظر مختلفة، وأي عمل ثقافي وإعلامي جاد يسعى إلى التطوير، حتما سيثير وجهات نظر مختلفة، وهذا في اعتباري مساحة يمتلكها الجميع في التعبير عن آرائهم». مؤكدا في الوقت نفسه أن ما تحمله الوزارة من مشروع تحديث وتطوير الأجهزة الإعلامية والثقافية، إنما هو مشروع الدولة والقيادة العليا التي تتجه نحو الإصلاح والتطوير بقيادة خادم الحرمين الشريفين، بما يتلاءم مع الانفتاح العالمي والتطوير الإنساني ويتفق مع الضوابط الشرعية الإسلامية، التي لا تحيد عنها الوزارة أبدا.

من جهة أخرى أوضح الناقد والكاتب حسين بافقيه، مدير تحرير جريدة «أم القرى» وأحد منسوبي وزارة الثقافة والإعلام، أنه من حسن حظ وزارة الثقافة والإعلام أن يتسلم حقيبتها رجل يمتلك رؤية ثقافية وإعلامية واضحة، ويقول عنه «إنه أحد صناع الإعلام في المملكة منذ أن كان رئيسا لتحرير «سعودي جازيت» ثم حينما أصبح مديرا عاما لمؤسسة عكاظ في الصحافة».

ويقول بافقيه كمتابع لوسائل الإعلام الرسمية إن «التلفزيون السعودي قياسا إلى بقية المحطات الفضائية العربية، يعتبر تلفزيونا محافظا، بل بالغ المحافظة، ولكنه استطاع إلى حد كبير أن يكون تلفزيون الأسرة والمجتمع، وهناك اهتمام كبير بالبرامج التي تمس حياة المواطن السعودي والشارع اليومي، وقد أصبحت الإخبارية بالذات محل اهتمام النخب السياسية والثقافية والاجتماعية بما فيها المرأة التي تتابع هذه المحطة بشكل ملموس».

ويرجع بافقيه ما تعانيه قنوات التلفزيون السعودي من قصور وضعف في مستوى التقنية والفنية الجمالية واحتوائها لكافة أطياف المجتمع إلى ان «جزءا منها يعود إلى تراكمات سنوات مضت، والتغيير الثقافي والاجتماعي صعب للغاية وبالذات في المؤسسات الحكومية، كما أن هناك صعوبة أيضا تتمثل في خضوع هذه القنوات للمعاملات الإدارية والأنظمة البيروقراطية فهي محطات حكومية، وبالتالي ليس العائق لتطويرها فكريا، وإنما إداري، تعيق تطور الإنتاج واستقطاب الكفايات العربية والاجنبية، مثلها مثل أي مؤسسة حكومية تخضع لوزارة الخدمة المدنية».

وعن الهجمة التي تتعرض لها الوزارة والقائمون عليها والمعارضة لإفساح الفرص للعناصر النسائية في الجهاز الإعلامي والثقافي، وإتاحة الفرصة أيضا لأطياف المجتمع المختلفة في أن تتحدث وتتحاور، قال بافقيه «هذا حراك ثقافي اجتماعي داخل البلد كله بجميع مؤسساته، ولا يخص وزارة الثقافة والإعلام».

وأضاف «الذي ينبغي أن نعرفه هو أن مشروع التحديث والتطوير والتنوير هو مشروع بلد بكامله بمختلف مؤسساته، وليس مشروع وزير أو وزارة، وأنا أتصور أن المملكة تمر بحراك ثقافي واجتماعي للغاية، فنحن في سنوات قليلة اختصرنا ما عاشته دول عربية في أكثر من قرن ونصف من الزمان، وأن فكرة التنازع في ما بين الأطياف المختلفة هي ظاهرة صحية في ظل التمتع بالحرية المسؤولة من دون إلغاء لطرف أو تكفيره أو اتهامه». وعن موقف بافقيه من العريضة يقول «أعتقد أنها ممارسة وطنية حضارية رائعة جدا لدعم الوطن، ولدعم توجه القيادة السياسية العليا بالتحديث والتطوير، والوزير رجل منفذ لسياسة الدولة التي يقودها الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين قائد حركة الإصلاح في المملكة».