أمطار غزيرة تمنح سكان جدة إجازة «اضطرارية»

TT

تمتع سكان جدة من طلبة المدارس والموظفين في القطاع الحكومي بإجازة اضطرارية لعبت الأمطار الغزيرة التي هطلت فجر أمس الدور الرئيس فيها. واستمرت الامطار لمدة ثلاث ساعات على التوالي دون توقف، في حين تمكن موظفو القطاع الخاص من تأخير موعد الدوام الرسمي لساعة أو ساعتين بحسب بعد أو قرب مقر أعمالهم مناطق سكنهم؛ وعلى الرغم من استمتاع الكثيرين بمثل هذه الأجواء التي لا تتكرر إلا في المواسم الماطرة؛ إلا أن ما تخلفه وراءها كفيل بإفساد هذه المتعة وفرحة الدخول المبكر لفصل الشتاء هذا العام. يقول محمد غندورة من مصلحة الأرصاد الجوية «لا يعد هذا التغيير المفاجئ في المناخ دخولا مبكرا للشتاء؛ إنما هو بسبب منخفض جوي أدى إلى هطول الأمطار الغزيرة»، مشيرا إلى توقع المصلحة باستمرار هطول الأمطار مصحوبة بعواصف رعدية قد تثير غباراً وأتربة، خاصة وأن المدينة تمر بمرحلة انتقالية من فصل الصيف إلى الشتاء «من الطبيعي جدا أن يصحب الانتقال من فصل إلى آخر تغير في المناخ وهو ما يحصل الآن، إلا أن تعرض جدة للمنخفض الجوي ساهم في التغيير الكبير في المناخ الأمر الذي أدى لهطول الأمطار الغزيرة».

الأمطار التي تسبب هطولها في عرقلة حركة السير واغلاق كثير من الطرق الرئيسية في المدينة أعادت لأذهان الجداويين فصول مسرحية شبكات الصرف الصحي التي تقوم ببطولتها أمانة مدينة جدة منذ سنوات، التي ما زالت تعاني منها المدينة وتكاد تغرقها.

في ظل اصرار الأمانة على مواجهة المشكلة بالطرق البدائية التي لا تتعدى شفط المياه ونقلها من الميادين والمناطق المنخفضة التي تتحول إلى مستنقعات ومياه راكدة عن طريق «الوايتات» وافراغها إما في مياه البحر أو المناطق الخالية، كما أوضح مصدر مسؤول بالأمانة حول الإجراءات المتبعة في مثل هذه الأحوال قائلا «عادة نبدأ بفتح المحاور في الطرق الرئيسية يعقبها تجميع الوايتات وشفط المياه ونقلها إلى أماكن خالية».من جهة ثانية أكد المصدر أن عملية الشفط تعتبر الحل الأمثل؛ لتخفيض منسوب المياه في الشوارع، التي تعد بحسب المصدر بدائية؛ في ظل عدم فاعلية شبكات الصرف الصحي، بسبب انسداد الفتحات بأكياس النايلون والأتربة وما شابه ويساهم هطول الأمطار في تغطيتها بالكامل؛ الأمر الذي يؤدي لركود المياه في الشوارع والأرصفة وتجمعها خاصة في الميادين؛ مشيرا إلى مباشرة عمليات الأمانة على فتحها، وما زاد الأمر سوءا بحسب ما قال المصدر: «إن حفريات الصرف الصحي زادت من تفاقم المشكلة كون هذه الحفريات ساهمت في اغلاق معظم الشوارع الرئيسية»، موضحا أن عمق الواحدة يصل لـ 8 أمتار وهي من الخطورة بمكان؛ لأنها قد تتسبب في حوادث خطيرة أو حالات غرق للأطفال. وأوضح المصدر أن الأمانة عادة ما يكون ضمن اشتراطات عملها وجود السياجات والإنارة ليلا التي تعد مسؤولية شركات الصيانة الخاصة التي تتعامل معها الأمانة؛ تفاديا لوقوع مثل هذه الحوادث، مشيرا إلى أن عمليات الأمانة تبدأ في مباشرة عملها بعد توقف هطول الأمطار. وحول المناطق التي تشملها أعمال الحفريات قال المصدر «معظم هذه الحفريات واقعة في شوارع رئيسية مثل شارع الأمير سلطان إلى جانب أن التوصيلات المنزلية لم يبدأ العمل بها مما يزيد من حجم المشكلة».