السعودية تستكمل تحقيقاتها مع 28 عائدا من غوانتانامو

بعد أن أطلقت سراحهم لـ 38 يوما

TT

ينتظر أن يبدأ محققون أمنيون استكمال استجوابهم لعدد من العائدين من غوانتانامو، بعد أن قضوا 38 يوما خارج أسوار السجن، في إطار نهج جديد سارت عليه وزارة الداخلية السعودية خلال الفترة الماضية، تسعى من خلاله إلى إعادة دمج معتقلي غوانتانامو مع المجتمع الخارجي.

وأعادت وزارة الداخلية، مساء أول من أمس، 28 عائدا من غوانتانامو من أصل 29 إلى السجن، بعد أن كانت قد أطلقت سراحهم لمدة 38 يوما، لتمكينهم من صيام شهر رمضان المبارك مع ذويهم، والاحتفال معهم بعيد الفطر المبارك، الأمر الذي تم بتوجيهات ومتابعة من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، فيما يقبع أحدهم في أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إثر حادث سير تعرض له.

وأفادت تقارير محلية أمس، أن عبد السلام الشهري، الذي يعتبر أصغر عائد من غوانتانامو، تعرض خلال إجازة عيد الفطر المبارك، لحادث سير، ما أدى إلى حدوث كدمات في جسمه، وكسر بسيط في الحوض، الأمر الذي سيضطر على إثره أن يبقى عدة أيام في المستشفى، ليخضع للعلاج اللازم، في حين تكفلت وزارة الداخلية بعملية علاجه، وإصلاح كافة التلفيات التي أصابت السيارة التي كان يستقلها.

وأبلغ فهد بن محمد السبيعي «الشرق الأوسط»، أن عملية إعادة العائدين من غوانتانامو إلى السجن، تمت مساء الاثنين أمس الأول، بعد أن سمحت وزارة الداخلية لـ29 عائدا بقضاء شهر رمضان وكذا عيد الفطر خارج أسوار السجن.

وجاءت هذه الخطوة من وزارة الداخلية، بناء على النتائج الإيجابية التي لمستها الجهات المختصة من عمليات الإفراج بكفالة حضورية لمدة أسبوع عن الموقوفين الذين تمت استعادتهم من خليج غوانتانامو.

وأصدر الأمير نايف بن عبد العزيز أوامره في اليوم الواحد والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، على ضوء تلك النتائج، بتمكين جميع الموقوفين العائدين من غوانتانامو، لصيام شهر رمضان المبارك، والاحتفال بعيد الفطر مع أسرهم وأهاليهم، وذلك بكفالة حضورية، تضمن عودتهم نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) لاستكمال الإجراءات النظامية بحقهم.

وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد عمدت في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، الى الإفراج عن خمسة من العائدين من غوانتانامو، لمدة أسبوع واحد، أعيدوا بعدها إلى السجن لاستكمال التحقيقات معهم، كما أطلقت سراح دفعتين أخريين.

وكان عدد السعوديين المفرج عنهم من غوانتانامو، قد ارتفع إلى 38 شخصا، سلمتهم واشنطن للرياض على خمس دفعات، كانت آخرها الدفعة التي ضمت 15 سعوديا، كأكبر دفعة تعاد في إطار عملية يسعى من خلالها إلى تسليم كافة المعتقلين السعوديين إلى بلادهم، ما عدا من ثبتت بحقهم تهم دعم الإرهاب، في حين يتبقى بعد الإفراج عن الدفعة الخامسة من المعتقلين السعوديين، قرابة الـ91 سعوديا، من أصل 450، لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تحتجزهم داخل المعتقل.

وفي جانب متصل، شهدت الكويت أخيرا، جلسة مباحثات بين كدير أوول عمر المفوض الإقليمي لمنظمة الصليب الأحمر الدولي، وكاتب الشمري وكيل عوائل المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، تطرق خلالها الجانبان إلى أحوال المعتقلين السعوديين الصحية والإنسانية، وموضوع انقطاع الرسائل بين المعتقلين وذويهم، في حين حصل الشمري على تطمينات من المنظمة الدولية تفيد اهتمامها بمتابعة اوضاع مواطني بلاده هناك.