ندوة حول «إيذاء النفس» في السعودية

10 ـ 15 حالة إيذاء الذات خلال العام

TT

كشف الدكتور أسعد بن صبر استشاري الطب النفسي في مجمع الأمل الطبي، ان أغلبية حالات الانتحار تكون نتيجة للاعتداءات الجنسية أو الفقر أو الخسائر المادية وحالات الكآبة الدائمة بسبب هذه الخسائر «خسائر الأسهم كمثال»، الذي انتشر خلال الأعوام الأخيرة، مشيرا الى أن تقليد الشخصيات المهمة والبارزة من أسباب الانتحار المسجلة.

وقال الدكتور الصبر في اللقاء العلمي بمجمع الأمل، الذي كان بعنوان «الانتحار والأمراض النفسية»، ضمن الحملة الوطنية لرعاية النفسيين تحت شعار «جدد حياتك» يوم أمس الأربعاء، ان المكتئبين هم أكثر الأشخاص محاولة للانتحار بسبب الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشونها، مشيرا الى ان هناك املاءات انتحارية يعيش فيها الشخص وهي محاولة لجذب الآخرين وتسليط الضوء عليه.

وفي جانب آخر، كشف الدكتور عمر المديفر أستاذ علم النفس، عن احصائية سعودية وحيدة عملت في هذا المجال، وذلك مع غياب الدراسات والبحوث السعودية المتعلقة بالانتحار وأسبابه، مؤكدا ان هذه الحالات تعتبر مرتفعة بشكل كبير في السعودية.

وتشير الاحصائية الى ان عدد حالات إيذاء الذات خلال العام الواحد تصل بين 10 الى 15حالة تستقبلها المستشفيات السعودية.

وبين الدكتور المديفر أن السعودية مرت بتغيرات كثيرة مما سببت الضعظ الزائد على الفرد السعودي، التي كان لها تأثير في البيئة الاجتماعية للفرد، وهي من العوامل المهمة التي تؤدي لإيذاء الذات، مشيرا الى ان المراهقين اكثر عرضة من غيرهم ويأخذهم التقليد الأعمى.

الى ذلك، أشار الدكتور عبد الله الشرقي استشاري الطب النفسي ومساعد مدير الخدمات النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة، الى وجود حالة من الاتصال بين الإدمان والانتحار، وأضاف الدكتور الشرقي ان المريض المدمن لديه مشاكل اجتماعية وقابلية لعمل سلوكيات أكثر فيها نوع من الخطورة على الذات.

وقال الدكتور الشرقي، ان النساء المدمنات على الكحول أكثر عرضة لحالات الانتحار من الرجال المدمنين على الكحول، مضيفا ان المراقبة الاجتماعية على النساء والضغوط عليهن من قبل المجتمعات هي السبب الرئيسي الدافع وراء ارتفاع حالات معدلات الانتحار لديهن.

جدير بالذكر، أن عدد حالات الانتحار في العالم تصل إلى أكثر من 800 ألف حالة، وذلك كل عام ، وفي كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من هذا العالم، وفي كل عام هنالك مئات الآلاف من الأشخاص يموتون منتحرين في العالم، وفي كل عام يموت 873 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة.

وحسب احصاءات الأمم المتحدة نجد أن هنالك 450 مليون شخص يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية، وان أكثر من 90 في المائة من حالات الانتحار يرتبط سبب انتحارهم باضطرابات نفسية وتحديداً الكآبة، أي فقدان الأمل الذي كان موجوداً لديهم. والرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء بأربعة أضعاف تقريباً، ولكن محاولات الانتحار عند النساء أكثر، وفي 60 في المائة من حالات الانتحار يتم استخدام الأسلحة النارية مثل المسدس. وتشير الدراسات إلى أن قابلية الانتحار لدى الشخص تكبر مع تقدم سنّه، لذلك نرى بأن هنالك أعداداً معتبرة بين الذين يموتون منتحرين وأعمارهم تتجاوز 65 عاماً، وهؤلاء معظمهم من الرجال.