تقرير طبي يحذر من تنامي إصابة الأطفال بالنوع الثاني من مرض السكري

تزامنا مع اليوم العالمي

TT

بينما أفاد تقرير منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 400 مليون مريض بالسكري في العالم من بينهم 150 مليونا في منطقة الشرق الأوسط، حذر تقرير طبي متخصص من خطورة تنامي عدد المصابين بمرض السكري في السعودية.

وأورد التقرير الذي اعده مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة ـ متزامنا مع اليوم العالمي لمرض السكري الذي يصادف اليوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن مرض السكري من النوع الثاني الذي يعتمد الحقن بالانسولين اصبح شائعا بين الاطفال تحت سن 15 سنة بصورة لافتة.

الدكتور طارق الهد رئيس قسم السكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي المشرف على إعداد الدراسة ارجع سبب الاصابة إلى العوامل البيئية أكثر منها إلى العوامل الوراثية، وقال «الغذاء يلعب دورا مهماً في العوامل البيئية، بالإضافة إلى عامل انتشار السمنة بين السعوديين، وتغير نمط الحياة، وبعدها يأتي عامل العدوى والفيروسات الجديدة، حيث يبدأ المريض بالاحساس بالاعراض المتمثلة في زيادة كمية البول والعطش الشديد والإجهاد والضعف ونقص الوزن».

ويشير الدكتور الهد الى أن هناك نوعين من السكر، النوع الأول يصيب الأطفال والشباب في سن مبكرة ويسبب مضاعفات كثيرة مثل الفشل الكلوي وغيره، وهو ما يسمى بالسكر المعتمد على الأنسولين لأن الأنسولين هو علاجه الوحيد لتخفيض نسبته في الدم، أما النوع الآخر فهو يصيب الرجال والنساء في سن متأخرة نوعا وغالبا ما يكون بعد سن الأربعين وعلى الرغم من مضاعفاته المتعددة فإنه أقل حدة من النوع الأول.

ولا يعتبر الأنسولين علاجا جذريا للمرض لأن عدم أخذ الحقنة اليومية من الأنسولين قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بصورة خطيرة قد تؤدي إلى غيبوبة السكر ومضاعفات أخرى كثيرة وكلما زادت مدة الإصابة زادت المضاعفات خصوصا ما يتعلق بالأوعية الدموية والقلب والأطراف.

ويتابع الدكتور الهد حديثه «على الرغم من استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحضير الأنسولين واستخدام المضخات وغيرها في استخدامه فإنها ما زالت تسبب الملل والضجر للمريض باعتبار انه سيعيش بقية عمره على ذلك الأسلوب العلاجي».

ومن أهم أبحاث مرض السكرى تلك التي أجرتها كلية طب فلوريدا الأميركية بهدف الوصول إلى بعض الحقائق المهمة المتعلقة بهذا المرض، والتي تمكن الطبيب من معرفة الشخص الذي سيصاب بالمرض قبل إصابته بالفعل، وبالتالي يتم علاجه فورا، وعملية هجوم الجهاز المناعي تنصب فقط على الخلايا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس وغالبا ما يحدث ذلك قبل سن البلوغ ولا يشمل الهجوم خلايا البنكرياس الأخرى التي تفرز العصارة والأنزيمات الهاضمة، ويحدث التدمير لخلايا (بيتا) فقط فيؤدي ذلك إلى نقص الأنسولين، وبالتالي عدم احتراق السكر في الدم لتوليد الطاقة، وتضطر الكلى إلى إفراز هذه الكمية الكبيرة من الجلوكوز في البول ساحبة معها الماء من الجسم، فيشعر صاحبها بالعطش الشديد المستمر وشربه الزائد يجهد الكلى أكثر وأكثر لتتخلص من السكر الزائد في الدم والنتيجة هي الاصابة بالفشل الكلوي.

وكل خلايا الجسم تصبح عندها في حالة جفاف، لأن الجلوكوز المرتفع خارج الخلية يسحب المياه من داخلها ويسبب جفافها وتلفها وتكسيرها، وتنطلق المواد التي كانت مختزنة داخل هذه الخلايا من البروتين والدهون لتمد الجسم باحتياجاته من الطاقة، لأن نقص الأنسولين يمنع الجسم من الاستفادة بالجلوكوز العالي في الدم كمصدر للطاقة ولكن تكسير هذه المواد الدهنية ينتج عنه تكون مواد حمضية مثل الأسيتون أو الكيتونات التي ترفع نسبة حموضة الدم ويساعد معها الجفاف في إحداث غيبوبة السكر.