احتفالية «برية» «بحرية» «فضائية» لمكافحة الإيدز

الأرقام الرسمية تشير لتزايد إصابات السعوديين واستجابتهم للفحص الطوعي

TT

كشفت جهات صحية عاملة في مراقبة مرض الإيدز في السعودية أن تزايدا في عدد المصابين السعوديين بمرض نقص المناعة المكتسبة مقابل تدن في أعداد غير السعوديين بسبب ما وصف بتطور اجراءات الكشف الصحي على العمالة الوافدة من جهة، وزيادة وعي السعوديين بالفحص الطوعي من جهة أخرى نتيجة الحملات التوعوية التي قادتها الصحة السعودية في العامين الاخيرين بمرونة تحسب لها في أسلوب التعاطي الاجتماعي واتباع اسلوب «تشجيع السلوك الفردي المسؤول» مع أحد أكثر الأمراض حساسية لدى الناس في العالم.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة سناء فلمبان، مديرة البرنامج الوطني للايدز في منطقة مكة المكرمة، التي أكدت تلك المعلومات بأن ما كشفت عنه وزارة الصحة السعودية في أرقامها السنوية الاحصائية عن زيادة بلغت 20 في المائة في حجم المصابين من السعوديين عن العام السابق يعود إلى «الدقة في نظام الرصد عبر الجهات المعنية بالتنسيق مع برنامج الايدز الوطني، وارتفاع مستوى الوعي لدى شرائح المجتمع السعودي ومؤسساته الانسانية في الدفع ببرامج التوعية إلى مستويات أكثر تقدما من السابق فيما انخفض عدد المصابين من غير السعوديين لارتفاع مستوى الفحوص الأولية التي تجرى على العمالة الوافدة قبل مباشرتهم لعقود أعمالهم ليتم بعد ذلك اعادتهم لبلدانهم حسب ما تقتضي بنود أنظمة العمل في هذا الشأن».

يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه وزارة الصحة السعودية ممثلة بوكالة الوزارة للطب الوقائي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لإطلاق احتفالية كبيرة بيوم الإيدز العالمي تحت شعار «معا من أجل الأطفال.. معا ضد الإيدز»، الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، حيث تنطلق من مدينة جدة حملة برية بحرية فضائية تغطي محاور الاحتفالية، برعاية الامير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة فعاليات الاحتفال الذي يستمر لعدة أيام تشهد خلالها مسيرة توعوية يقطع فيها موكب كبير يمثل كافة الجهات العاملة في البلاد، بالاضافة لمشاركة القطاع الخاص، أكثر من 40 كيلومترا على امتداد كورنيش مدينة جدة، ويتم خلالها توزيع أكثر من 100 ألف مطوية ونشرة توعوية ونحو 40 ألف وردة، وعدد كبير من الحقائب المدرسية للاطفال، والهدايا التذكارية المختلفة على مرتادي البحر من المتنزهين.

وستتناول الفعاليات مخاطبة الجمهور بأكثر من وسيلة إعلانية للوصول لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين، وذلك باعتماد بث رسائل توعوية عبر الهاتف الخلوي تتجاوز 500 ألف رسالة، ولوحات إلكترونية في الشوارع والميادين الرئيسية، فيما ستشارك فرق للدراجات النارية، والاسكيت، والرياضات البحرية «الجت سكي» بمرافقة الحملة لخلق مناخ توعوي يتسق وروح المتعة من جهة والفائدة من الجهة الأخرى· إضافة لبرامج فضائية يتحدث فيها مصابون رجال وسيدات، وحلقات علمية متخصصة يشارك بها خبراء في الاعلام والصحة والاقتصاد.

وعكست الآلية الجديدة التي اعتمدتها الصحة السعودية في اتباع مبدأ الشفافية في المعلومات والإحصاءات المتعلقة بمرض الإيدز، ارتياحا داخل الاوساط الاجتماعية والمؤسسات الإعلامية المهتمة بنشر المعلومات، غير أن الدكتورة فلمبان أكدت بدورها أن هناك دورا على المؤسسات الاعلامية في تقصي أكثر درجات الأمان والدقة في المعلومات المنشورة وخاصة ما يتعلق بالمرض من ناحية طرق انتقال العدوى والإصابة والتعامل مع المصاب من المخالطين، إضافة للوعي الكافي في التصدي لتناول هذا النوع من الامراض المرتبط بجذور اجتماعية ونفسية ودينية.

وقالت الدكتورة فلمبان إن السعودية لا تزال تسجل في قائمة أقل الدول إصابة، إذ تتراوح النسبة حتى الآن بين 0.1 في المائة و0.2 في المائة، وهي نسبة متدنية قياسا بدول نامية أخرى، غير أنها أكدت على ضرورة حماية المجتمع والوقوف بشكل جدي لمحاصرة المرض في أضيق نطاق.