المعلمات يستقبلن بسعادة بالغة قرار انتقال تقييم الأداء الوظيفي إلى مديرات المدارس

ألغى مشروع «توطين الإشراف التربوي»

TT

شهدت مدارس التعليم العام خلال الشهر الماضي، قلة عدد الزيارات الصفية للمشرفات التربويات والمتزامن مع صدور التعميم الخاص بنقل تقييم الأداء الوظيفي إلى مديرات المدارس، الأمر الذي ألغى مشروع توطين الإشراف، الذي كانت وزارة التربية والتعليم بصدد دراسته.

ويأتي تلقي هذا التعميم من قِبل أوساط المعلمات بكثير من الفرح والابتهاج في ظل تصيد بعض المشرفات لأخطاء المعلمات أثناء الزيارات الصفية واستخدام سلطة الـ 52 درجة للتقييم، الأمر الذي أثار سؤالا حول الدور الجديد للمشرفة.

واذا كان الوضع الحالي يشكل راحة أكثر للمعلمات اللاتي تحدثت اليهن «الشرق الأوسط»، أكدن على صواب القرار، في ظل تصيد كثير من المشرفات لأخطاء المعلمات وهو ما يرجعهن لدور المفتشة بدلا من المشرفة، مؤكدات على أن ذلك لا يمكن تعميمه على كافة المشرفات.

من جهتها قالت المعلمة حياة سقطي، معلمة التربية الإسلامية لسبعة عشر عاما بالثانوية الـ65 «كنا بحاجة لهذه الحركة التصحيحية لإنصاف المعلمات وإعادة صياغة دور المشرفة في ظل الحركة التطويرية لقطاع التعليم، خاصة أن المديرة أكثر احتكاكا بالمعلمة والأقدر على تقييمها، في ما يبقي أفضلية تقييم المادة العلمية بيد المعلمة الأولى في المدرسة».

وفي ذات السياق أوضحت نوال المشعل، مديرة المتوسطة الـ50، أن تقييم الأداء الوظيفي وفق النظام الجديد أصبح بالكامل في حقيبة المديرة، مشيرة إلى انخفاض عدد الزيارات الصفية للمشرفات منذ صدور التعميم «كانت الزيارات خلال هذه الفترة من العام مكثفة جدا، الا أننا بدأنا نلحظ حضورا قليلا للمشرفات»، وفي الوقت الذي بدأت تتجه بعض المشرفات للتقاعد خوفا من المواجهة مع النظام الجديد الذي سيكشف مدى كفاءتهن، بدأت ادارة التعليم في توضيح ملامح الصورة الجديدة لدور المشرفة من خلال القائمين على مشروع تطوير الإشراف.

من جهتها قالت رباب الزايدي، مشرفة مادة الرياضيات «يعد هذه التقييم منصفا للمعلمات اذا تم الاستناد فيه للمشرفة التربوية في ما يخص المادة العلمية»، معللة قبولها بالتقييم الحالي «يتيح للمشرفة ممارسة لغة الحوار والاتصال مع المعلمة وتأثير قوة شخصيتها لا درجات التقييم».

وعللت رباب الزايدي قلة الزيارات الصفية إلى توضيح الآلية الجديدة لعمل المشرفة قائلة «إن 95 في المائة من المشرفات غير ممارسات لأساليب الإشراف الـ 13 فيما يتم التركيز على الزيارة الصفية التي تشكل عبئا حقيقيا على المعلمات»، مشيرة إلى أن التقييم الجديد سيعمل على تنبيه المشرفات للدور الحقيقي لهن.

وأضافت قائلة «ستبدأ المشرفات في مباشرة أعمالهن مع بداية الفصل الدراسي الثاني بأساليب اشرافية جديدة مستمدة من واقع الـ 13 أسلوبا التي تم تناسيها في الأعوام المنصرمة، فيما سيتم تدريب المشرفات اعتبارا من شهر ذي القعدة على كفايات الإشراف».

من جهة ثانية، علقت حنان مكي، مشرفة مادة الاجتماعيات وعضو لجنة تطوير الإشراف حول دور المشرفة «هناك فهم خاطئ لدور المشرفة لأن الدور الحقيقي لها لا يتجاوز التوجيه والاشراف».

وأضافت «هذا التقييم يضع المشرفة امام نفسها لإعادة تقييم دورها»، مشيرة إلى أن القرار كان يهدف إلى إعادة صياغة دور المشرف بما يتناسب مع التطوير الذي بدأته وزارة التربية والتعليم.

وفي ظل وجود التراتبية في عملية الإشراف الذي يوقع المعلمات فريسة بين تقييم المديرة والمشرفة يظل السؤال حول من كان يقيّم اداء المشرفات في كل تلك الأعوام متناسيا 13 اسلوبا اشرافيا، تقول الزايدي «مع الأسف هناك منهجية في التعليم لم يتم تغييرها، كون كثير من المشرفات بحاجة لكفايات اشرافية في ظل وصول بعضهن من خلال الوساطة إلى جانب الحاجة في القرى، التي تعتمد مشرفات لم تتجاوز خبراتهن في التدريس عامين، وهو ما يحصل حاليا مع مشرفات الحاسب الآلي»، مشيرة إلى أن الخلل في التعليم هو خلل في النظام المعمول به وليس خللا في الأشخاص القائمين.