مطالب بضرورة مراجعة واقع التعليم وسياسته.. والاستمرار في مراجعة وتطوير المناهج والمقررات

في البيان الختامي للقاء الوطني السادس

TT

أكد البيان الختامي للقاء الوطني السادس للحوار الفكري، الذي عقد تحت عنوان «التعليم.. الواقع وسبل التطوير» بمنطقة الجوف، واختتمت فعالياته أمس، على ضرورة مراجعة واقع التعليم، وتبني استراتيجية وطنية مشتركة؛ لتطوير التعليم (العام والعالي والفني) بجميع مكوناته وعناصره؛ ترتكز على التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمتغيرات المحلية والعالمية، وتتضمن مراجعةً لسياسة التعليم، والاستمرار في مراجعة المناهج والمقررات الدراسية وتطويرها، والارتقاء بالمستوى الوظيفي للمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس، وتوفير المباني والتجهيزات التقنية، وتفعيل برامج التقويم واعتماد الجودة، وبالذات تقويم أداء مؤسسات التعليم ومخرجاته من قبل جهات مستقلة، والارتقاء بالبحث العلمي، وإسناد مهمة تنفيذ بعض برامج التعليم الجامعي والفني والتقني إلى القطاع الخاص والأهلي، والإفادة من التجارب العالمية المتميزة في هذا المجال.

وشدد المشاركون في اللقاء على المنطلقات الرئيسة في مجال التعليم، باعتبار الإسلام المنهج الشامل لحياة المجتمع السعودي، وبأنه المنطلق لمنظومة التعليم سياسة ومنهجاً وممارسة، وأن التعليم يعد الركيزة الأساسية والعامل المشترك للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأحد الدعامات الرئيسة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتقوية الجبهة الداخلية، والمواجهة الملائمة للتحديات كافة، إضافة إلى تطلب التطورات المتلاحقة في شتى المجالات الاستفادة من معطيات العصر والتقنيات الحديثة، مع المحافظة على الثوابت والمكتسبات.

ونوه البيان بتمكن السعودية، في وقت قياسي، على الرغم من التحديات والصعوبات، من تحقيق إنجازات كمية ونوعية كبيرة في مختلف جوانب التعليم، مما أسهم في تعزيز التنمية الشاملة في المملكة، إلا أن ثمة متغيرات محلية وعالمية تستلزم مراجعة واسعة ورؤية جديدة لتطوير التعليم، أبرزها التكيف الاجتماعي السليم مع المتغيرات الاقتصادية والسكانية الكبيرة، والتطور الكبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والحاجة إلى توظيفها في مؤسسات التعليم، والانفتاح الإعلامي والثقافي وتأثيره في العملية التربوية، وما سبق من تحديات ومتغيرات تتطلب عملاً علمياً ينبثق من رؤى مشتركة بين مفكري المجتمع ومثقفيه من جهة، والقائمين على العملية التعليمية من جهة أخرى تسهم في تطوير التعليم وتحسين مخرجاته.

ورأى المجتمعون تسليم وثائق هذا اللقاء واللقاءات التحضيرية إلى مسؤولي وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وتشمل الوثائق الرصد العلمي لما طرح في جميع اللقاءات، والتوصيات المقدمة من المشاركين، والدراسات والمداخلات المكتوبة، والتسجيل الصوتي والمرئي لمضامين الحوار والندوات وورش العمل، داعين هذه الجهات إلى دراسة هذه النتائج والإفادة منها؛ لما تحتوي عليه من آراء نخب من مثقفي المملكة ومثقفاتها، والعاملين في المجالات التعليمية والتربوية وبعض شرائح المجتمع من ذوي العلاقة على جميع المستويات. واستند البيان الختامي للقاء إلى «تحليل المحتوى» لتقارير الرصد للقاءات الحوارية في المناطق، التي شارك فيها أكثر من ألف مشارك ومشاركة، يمثلون جميع شرائح المجتمع، تم التوصل فيها إلى تحديد واقع التعليم والتحديات التي تواجهه، متمثلة في محاور السياسات والأنظمة والأهداف والخطط، والمناهج والمقررات والأنشطة، والجودة والكفاءة وتقويم الأداء، والقبول والطاقة الاستيعابية، والمباني والتجهيزات والتقنيات التعليمية، واختيار القائمين على العملية التعليمية وتطوير أدائهم، وطرائق التدريس وأساليب التقويم، والبحث العلمي والدراسات العليا، والتمويل والعلاقة مع القطاع الخاص.

وثمن المشاركون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، القرارات الأخيرة لتأسيس عدد من الجامعات في مناطق المملكة، وإنشاء جامعة متخصصة في مجال العلوم والتقنية، مع توظيف جزء من الوفر في ميزانية الدولة لمجال التعليم وإنشاء المباني للمؤسسات التعليمية.