يعاني مربو المواشي في السعودية من ارتفاع حاد لأسعار الشعير، والتي سجلتها أغلب المناطق السعودية خلال الفترة الماضية، وارتفعت بشكل ملحوظ بنسبة 100 في المائة، وذلك لقلة المعروض وازدياد الطلب، في الوقت الذي بدأت ترتفع فيه الأيدي تضرعاً إلى الله لهطول المزيد من الأمطار استبشارا بموسم ربيعي هذا العام يقيهم من ارتفاع أسعار الشعير واعتمادهم على الرعي.
وفي محافظة وادي الدواسر التي تعتبر من أهم المناطق السعودية، التي يوجد فيها مربو الماشية، بدأت المحافظة بتنظيم سوق الشعير بعد الفوضى التي مر بها خلال الأيام الماضية، كونه ارتفع من 25 ريالاً، ليستقر أمس فوق 28 ريالا للكيس ولا يزال في صعود، إذ أكد عدد من أصحاب المواشي أن أسباب الارتفاع تعود لتلاعب العمالة الوافدة التي تسيطر على السوق منذ مدى بعيد وترفع السعر عند قلة الكمية وإقبال المواطنين على شراء الشعير والبعض من الوافدين يقوم بشراء الكمية من السوق كاملة ويتحكم في السعر لوحده. وقال مسفر محمد الدوسري، ان أسعار الشعير غير مستقرة في ظل قلق بارتفاعه إلى 36 ريالا للكيس، ويوافقه الرأي علي الدوسري الذي قال ان السبب هو سيطرة العمالة الوافدة التي ترفع الأسعار، ليصبح ملاك المواشي في حيرة من أمرهم أمام هذه المتغيرات الواضحة في سعر السوق، آملين تدخل الجهات المعنية في مراقبة أسعار السوق وإيجاد الكميات المطلوبة للحفاظ على توازن السوق.
مسفر جابر من محافظة السليل قال: الأعلاف بوجه عام خالية من الرقابة، ونحن كملاك مواش نطالب بتشديد الرقابة على أسواق الأعلاف والشعير، وجميع ملاك المواشي متخوفون من ارتفاع سعره أكثر من هذا الارتفاع، ونأمل من المحافظة الإشراف على أسعار الأعلاف كلها دون تحديد لإنصاف ملاك المواشي الذين لا يجدون في هذا الوقت سوى الأعلاف.
فتحي عبد الجليل من الجنسية المصرية، احد الباعة في سوق الشعير، قال ان «هناك كميات من الشعير في الطريق من جدة إلى وادي الدواسر»، مؤكداً انها مزودة بالتسعيرة النهائية من الميناء، وان سبب ارتفاع الأسعار عائد إلى قلة الشعير في سوق وادي الدواسر.
إلى ذلك، أكد مناحي محمد القحطاني مدير مكتب العمل والعمال بمحافظة وادي الدواسر، ان اللجنة المكلفة تطبيق السعودة تقوم بمهامها ومراقبة أسواق المحافظة عامة، وان سوق الشعير لم تصلهم منه شكوى حتى أمس، مشدداً على ان اللجنة ستعمل على مراقبة سوق الشعير للنظر في وضعه ومراقبة الأسعار. من جهة أخرى، استبشر السعوديون بهطول الأمطار التي شملت أرجاء السعودية، إذ سجلت حوطة سدير أعلى منسوب من الأمطار بلغت 20 ملم أمس، تلتها مدينة الرس في منطقة القصيم وبلغت 14.5 ملم، وهو ما يدفع الكثير من ملاك الماشية لانتظار موسم ربيعي والتخلي عن الأعلاف لعدة أشهر، حتى دخول الصيف والتي تذبل مع دخول المراعي.